رضا أحمد فضل، أستاذ جامعى بكلية التربية الفنية بجامعة الأزهر فرع مدينة نصر، تخرج من ذات الجامعة بدرجة “امتياز مع مرتبة الشرف” الأول على دفعته، البالغ من العمر 33 عام، وحاصل على دبلوم تكميلى من كلية تربية فنية جامعة حلوان بدرجة امتياز، وأيضا حاصل على دبلوم الخط العربى، ومتقدم للدراسات العليا “دراسة الماجستير بكلية التربية الفنية”، بجامعة الأزهر، فاقد للساعد الأيمن والكفين، بالإضافة إلى إعاقة بالقدم اليمنى.

وعلى الرغم من كل ما سبق رفض الفنان التشكيلى، أن يدرج تحت مسمى “ذوى الاحتياجات الخاصة”، ليقوم برحلة شاقة منذ الطفولة كانت بدايتها الهواية، ومن ثم سرعان ما تحولت إلى موهبة فنية فذة كان الأساس فيها إرادة جعلت منه فنان تشكيلى موهوب احترف الرسم والنحت، وممارسة رياضات أخرى، بالإضافة إلى  عمله الأساسى معيدا جامعيا فى تخصص التربية الفنية، مواصلا رحلته الفنية والأكاديمية التى لا تتوقف على حدود بعينها، فلا يقتصر طموح “ابن كفر الشيخ” على حدود محافظته، حيث يتمنى الوصول بفنه إلى العالمية، والذى توج بالنهاية إلى تكريمه بالعديد من الجوائز والدروع والميداليات، متحديا إعاقته بنفسه بالظروف العصيبة التى عاشها منذ الصغر.

بدء الفنان التشكيلى “رضا أحمد فضل” حديثه لكاميرا “فيديو7″ قناة اليوم السابع المصورة، عن رحلته فى تحدى إعاقته قائلا:” إعاقتى دى أنا مولود بيها والحمد الله على كل حال، أنا بالنسبة لى دى نعمة من عند ربنا لأنها اعطتنى ميزة مش موجودة عند حد تانى”،- بحسب قوله-، موضحا:” يوجد العديد من الفنانين التشكيلين بس معندهمش الميزة إلى عندى عشان كدا أنا شايف أننى والحمد الله باعتبر نفسى محظوظ”.

وأشار “فضل”، :” لا أعانى من أى احتياجات الحياة الأساسية، وعلى رأسها الأكل والشرب وممارسة الاحتياجات الحياتية اليومية، بالإضافة إلى ممارسة بعض الرياضات الأخرى، بخلاف احترافى للرسم والنحت والذى يحتاج إلى دقة فى العمل كما يعلم كافة الفنانين التشكيلين فى العالم، وعملى كمعيد جامعى بكلية التربية الفنية بجامعة الأزهر”.

ويفجر “فضل” خلال حديثه لـ”فيديو7″، مفاجأة بأنه بطل على مستوى الجمهورية بلعبة “الكونغ فو”، وأنه يمارس لعبة “تنس الطاولة وكرة القدم”، بالإضافة إلى العديد من الرياضات الهوائية بالرغم من إعاقته، والتى تكاد تحرم كثيرين من التحكم بأبسط أمورهم الحياتية.

ويتابع: “لكونى أنتمى إلى قرية بسيطة بمحافظات الشمال وهى محافظة كفر الشيخ، يبدو من الصعب أن يهتم أحد بالمواهب فى مثل تلك الأماكن، فلا يوجد أحد يستوعب وجود فكرة معاق يبدع الرسم الفن التشكيلى، ومع وصولى الإعدادية لاحظ أحد مشرفى مركز شباب قريتى “شباس” لموهبتى فأخذ يشجعنى، وكنت عندها أرسم بالقلم الرصاص، ومن ثم مع وصولى إلى الثانوية قمت بإحضار ألوان ماء وبدأت أتعلم الرسم بالفرشاة”.

استطاع “فضل” لفت أنظار الجمهور والنقاد والعديد من الجمعيات والمعارض الفنية والصالونات الثقافية، من خلال مشاركته فى السنوات القليلة الماضية، والتى تهتم بالإعمال الفنية لـ”ذوى الاحتياجات الخاصة”، حاز من خلالها العشرات من الجوائز والدروع والمراكز الولى على مستوى المحلى والوطن العربى.

وكان أبرز تلك الجوائز هى شهادة تميز من منظمة اليونيسيف، وميدالية بيت العرب من جامعة الدول العربية، والميدالية الذهبية بمهرجان الشباب العربى، وشهادة تميز من وزارة الثقافة التونسية، بالإضافة إلى حصوله على المركز الأول بالصالون الفنى الخاص، والمركز الأول بمسابقة “مصر الحاضر والمستقبل”، برعاية الشئون المعنوية للقوات المسلحة، وأول الجمهورية بمسابقة الرسم الإبداعى، وجوائز عديدة بالتحدى والكركاتير، بالإضافة إلى مراكز الوصيف بالعديد من المسابقات، من بينها المسابقة القومية للفنون التشكيلية، ومسابقة أعياد الشرطة، والجائزة التشجيعية بمسابقة “مصر تتحدث عنه نفسها”، بالإضافة إلى المراكز باحتفالات انتصارات حرب أكتوبر المجيدة.

تم تكريمه من الكثير من الشخصيات البارزة منهم الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، والأمير الوليد بن طلال، والرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك وقرينته، السيدة سوزان مبارك، بالإضافة إلى وزراء الشباب والرياضة والعديد من المحافظين على مختلف العهود السابقة والحالية.

وعن أسلوبه الفنى وما يفضل إيصاله للجمهور، يقول: “أفضل فن التحبير بالأبيض والأسود بقلم الرابيدو أو فن “الغرافيك”، لأنه يعطى ميزة رسم الظل وهنا تكمن الصعوبة التى أحببتها، إلى جانب اننى أرسم بالزيت والأكريلك، ولا أخفى أن الدراسة الأكاديمية فتحت لى مجالات وأعطتنى خلفية للتنوع الفني”، موضحا أيضا أنه عمل فى النحت بالطين الأسوانى خلال الدراسة.

تتسع موهبة “رضا” الفنية لتشمل أيضا فن الكاريكاتير، يقول: “كان هناك مسابقة للكاريكاتير وأردت التقديم فيها، وعندما أخذت رأى فنان كاريكاتير شهير لم تعجبه الفكرة، لكنى أصررت وأخذت الأمر كتحدٍ لأثبت له أننى أستطيع، وبالفعل دخلت مسابقات على مستوى الهواة والمحترفين فى الكاريكاتير وحصلت على جوائز”.

فى رأى “رضا” أن ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر بينهم مواهب فنية ينتجون أعمالا فنية جيدة للغاية ينافسون بها الآخرين، لكنها تظلم لعدم أخذ حقها فى العرض، لذا فهو يأمل أن تتضمن معارض الفنانين الكبار أعمال بعض الفنانين من ذوى الاحتياجات الخاصة كنوع من التبنى الفنى لهم.

ويكشف “رضا” عن أنه يستعد حاليا لأول معرض فنى خاص به، لكن طموحه الفنى لا يتوقف عند ذلك، فيقول: “لدى أهداف أخطوها خطوة خطوة، فأنا أتمنى أن أكون فنانا معروفا ولى بصمة فى الحركة الفنية والتشكيلية خاصة أن الفن كل يوم فيه الجديد، كما أتمنى أن أقوم بإيصال إبداعات ذوى الاحتياجات الخاصة إلى العالم، وأن تكون أعمالنا معروفة ومعروضة للجميع وغير مهمشة”.