بين شمس تغيب وفجر لا يعرف من اين سيطلع

وبين حاضر رهيب وغد مقطوعة اخباره

كطفل ذهب ولم يرجع

اراك تقبل كالحلم

كزهرة تطلع من ارض الحرائق والاحزان

فى بلاد الغفوة والنسيان

اراك تقف ثابتا

كلحظة هاجرت من سجلات الزمان

اراك شامخا

على مكان وراء حدود المكان

وبين جرح لم اشفى منه ولم اشفيه

وجرح اندس بين ملامح الوجدان

وبين حزن احاول ان اطويه

اراك تأتى اليا من ثقوب الدمع

من ثغرات النوم والهذيان

اراك تأتى اليا

كماء ترسله السماء الى ربيع ذابل

اراك تأتى اليا كخبر النصر الذى

تحلم به الاوطان

اراك تأتى اليا

من حيث لا ادرى

من حيث لا اتخيل

اراك تهدينى حريتى

وتكسر من حولى الجدران

اراك تقبل من بعيد

كسفينة تبحر فى اعماق البحار

صوتك يصلنى رغم السحاب

صراخك البعيد يطربنى

رغم كثافة الضباب

رغم الف سور حديدى والف جدار

والف باب اراك تقبل من بعيد

تحمل رفضا تحمل ثورة تحمل شعله

كفارس يخرج من بين سطور كتاب