[size=16]أمهات المؤمنين
لا يخفى عليكم ، قد يخجل الإنسان حينما يسأله أحد (سواءا ً كان مسلما أو
غيره ) من هنّ زوجات النبي ؟ و ماذا تعرف عنهن ّ ؟

ومن هذا المنطلق ... سوف نتكلم
بإختصار عن كل زوجات النبي - صلى الله عليه وسمل ولكل واحدة منهن (مشاركة خاصة)
...

أسال الله ان يبارك بالموضوع
، و أن يجعله خالصا ً لوجه ، إنه جواد ٌ كريم

أول زوجات النبي - صلى الله
عليه وسلم - هي ( خديجة بن خويلد ) رضي الله عنها

***

هي
أوّل زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأمّ أولاده ، وخيرة نسائه ، وأول من
آمن به وصدقه
، أم هند ، خديجة
بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية
، وأمها فاطمة بنت
زائدة ، قرشية من بني عامر بن لؤي .
ولدت خديجة رضي الله عنها بمكة ،
ونشأت في بيت شرف ووجاهة ، وقد مات والدها يوم حرب الفجَار .
تزوجت مرتين قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – باثنين من
سادات العرب ، هما : أبو هالة
بن زرارة بن النباش التميمي ، وجاءت منه بهند
وهالة ، وأما الثاني فهو عتيق بن عائذ بن عمر
بن مخزوم ، وجاءت منه بهند بنت
عتيق .
وكان لخديجة رضي الله عنها حظٌ وافر
من التجارة ، فكانت قوافلها لا تنقطع بين مكّة والمدينة ،
لتضيف إلى شرف مكانتها
وعلوّ منزلتها الثروة والجاه ، حتى غدت من تجّار مكّة المعدودين .
وخلال ذلك كانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم أموالها ليتاجروا به ،
وكان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - واحداً من الذين تعاملوا معها ، حيث
أرسلته إلى الشام بصحبة غلامها ميسرة , ولما عاد
أخبرها الغلام بما رآه من
أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم – وما لمسه من أمانته وطهره ، وما
أجراه
الله على يديه من البركة ، حتى تضاعف ربح تجارتها ، فرغبت به زوجاً ، وسرعان ما
خطبها
حمزة بن عبدالمطلب لابن أخيه من عمها عمرو بن
أسد بن عبدالعزى ، وتمّ الزواج قبل البعثة
بخمس عشرة سنة وللنبي - صلى الله
عليه وسلم - 25 سنة ، بينما كان عمرها 40 سنة ، وعاش
الزوجان حياة كريمة هانئة
،
وقد رزقهما الله بستة من الأولاد : القاسم و عبد الله و
زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة
.
وكانت خديجة رضي الله عنها تحب النبي
- صلى الله عليه وسلم – حبّاً شديداً ،
وتعمل على نيل رضاه والتقرّب منه ، حتى
إنها أهدته غلامها زيد بن حارثة لما رأت من ميله
إليه.
وعند البعثة كان لها دورٌ مهم في تثبيت النبي – صلى الله عليه
وسلم – والوقوف معه ، بما آتاها الله
من رجحان عقل وقوّة الشخصيّة ، فقد أُصيب
عليه الصلاة والسلام بالرعب حين رأى جبريل أوّل مرّة
،
فلما دخل على خديجة قال : (
زمّلوني زمّلوني )
، ولمّا ذهب عنه الفزع قال : ( لقد
خشيت على نفسي )

، فطمأنته قائلةً : " كلا والله لا يخزيك الله أبداً ،
فوالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ،
وتحمل الكلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري
الضيف ، وتعين على نوائب الحق " رواه البخاري ، ثم
انطلقت به إلى
ورقة بن نوفل ليبشّره باصطفاء الله له
خاتماً للأنبياء عليهم السلام .
ولما علمت – رضي الله عنها – بذلك لم تتردّد لحظةً في قبول دعوته
، لتكون أول من آمن برسول الله
وصدّقه ، ثم قامت معه تسانده في دعوته ، وتؤانسه
في وحشته ، وتذلّل له المصاعب ، فكان الجزاء
من جنس العمل ، بشارة الله لها
ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب، رواه البخاري
و مسلم .
وقد حفظ النبي – صلى الله عليه وسلم – لها ذلك الفضل ، فلم يتزوج
عليها في حياتها إلى أن قضت
نحبها ، فحزن لفقدها حزناً شديداً ، ولم يزل يذكرها
ويُبالغ في تعظيمها والثناء عليها ، ويعترف بحبّها
وفضلها على سائر أمهات
المؤمنين فيقول : ( إني قد رزقت حبّها ) رواه مسلم ، ويقول :
( آمنت بي إذ كفر بي
الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس
،

ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء )
رواه أحمد ، حتى غارت منها عائشة رضي الله عنها غيرة شديدةً .
ومن وفائه – صلى الله عليه وسلم – لها أّنه كان يصل صديقاتها بعد
وفاتها ويحسن إليهنّ ،
وعندما جاءت جثامة المزنية
لتزور النبي – صلى الله عليه وسلم أحسن استقبالها ،
وبالغ في الترحيب بها
، حتى قالت عائشة رضي الله عنها : " يا رسول الله ، تقبل
على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ " ،
فقال : ( إنها كانت تأتينا
زمن خديجة ؛ وإن حسن العهد من الإيمان )
رواه
الحاكم ،
وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا ذبح الشاة
يقول : ( أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ) رواه مسلم .
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا سمع صوت هالة أخت خديجة تذكّر صوت زوجته
فيرتاح لذلك ،كما ثبت في الصحيحن .
وقد بيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فضلها حين
قال:
( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت
محمد،

وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران
رضي الله عنهن أجمعين ) رواه أحمد ،

وقد توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث
سنين
، وقبل معراج النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
ولها من العمر خمس وستون سنة ، ودفنت بالحجُون ، لترحل
من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة ،
وحياة حافلةً ، لا يُنسيها مرور الأيام
والشهور ، والأعوام والدهور ، فرضي الله عنها وأرضاها