ســر انسحـاب " البـرادعي " من انتخـابات الرئاسـة المصرية
اسم السلسلة:
مجرد رأي
ما هو السر في انسحاب د/ محمد البرادعي من انتخابات الرئاسة ؟؟؟
وما هو السبب الحقيقي لانسحابه ؟؟؟
هذا السؤال هو اكثر سؤال يسأله المصريون الان فالكل يسأل ولا احد يجيب
..
فقد
كان د/ محمد البرادعي بالنسبة للمصريين قبل قيام الثورة يمثل الامل في
عودة القدرة علي التغيير لما له من رؤيه وثقل دولي جعل النظام السابق غير
قادر علي تلويثة فكان لظهوره تأثير كبير في تحريك المياه الراكدة في الحياة
السياسية المصرية ايام حكم مبارك وولده كما انه ساهم في عودة الامل الي
قلوب الشباب المصري في امكانية التغيير وقدرتهم علي احداث فرق فالبرادعي هو
الاب الروحي للثورة المصرية وهذه حقيقه سواء اتفقنا معه او اختلفنا
.
ولهذا
فقد كان انسحاب البرادعي من الانتخابات الرئاسية يمثل صدمه غير متوقعة
لجميع المصريين فهو كان مرشحا بقوة للرئاسة يلقي قبولا داخليا وخارجيا
وصاحب رؤية وخبرة تؤهلانه للعبور بمصر من المرحلة الانتقالية ودخولها
لمرحلة الاستقرار والبناء لتصبح مصر دوله قوية كما يحلم بها الجميع
وقد
أعلن انسحابه من الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية فى بيان صحفى أكد خلاله
أن الربان الذى تولى قيادة سفينة الثورة دون اختيار من ركابها ودون خبرة
بالقيادة أخذ يتخبط بها بين الأمواج دون بوصلة واضحة، ونحن نعرض عليه شتى
أنواع المساعدة، وهو يأبى إلا أن يمضى فى الطريق القديم، وكأن ثورة لم تقم،
وكأن نظاماً لم يسقط، فى إشارة منه الى المجلس العسكرى القائم على إدارة
شئون البلاد منذ تنحى مبارك عن الحكم وحتى الآن
..
ومع
كامل احترامنا لبيان البرادعي الا ان هذا التبرير غير صحيح فالاولي بمن
يعترض علي سياسات المجلس العسكري ان يترشح للرئاسة لتصيح مسار الثورة وليس
الانسحاب وهذا يدعونا للبحث عن السبب الحقيقي لانسحاب البرادعي من سباق
الرئاسة
.
فقد
يكون البرادعي قد علم ان الاسلاميين والمجلس العسكري لن يدعمانه في
الرئاسة وهذا معناه فقدان جزء كبير من الدعم لما للاسلاميين من ثقل في
الشارع اوضحته الانتخابات البرلمانية الي جانب ان وجود المجلس العسكري في
الحكم يعطيه قدره علي توجيه الامور في الانتخابات الرئاسية الي حد كبير
ولهذا آثر البرادعي الانسحاب حتي لا يعرض نفسه لعمليه انتخابيه غير عادله
.
يمكن
ان يكون نمي الي علم البرادعي انه تم الاتفاق بين الاسلاميين والمجلس
العسكري علي مرشح توافقي وان هذا المرشح قد لقي قبولا امريكيا وغربيا وانه
لم يبقي الا الاعلان عنه ولهذا شعر البرادعي بعدم جدوي الترشيح لان النتيجة
ستكون معروفه
.
يمكن
ان يكون البرادعي وهو يعلم ما لا نعلمه قد قرأ ان الاتجاه في الفترة
القادمة لن يكون في اتجاه تسليم السلطة وان هناك منعطفا جديدا من الثورة
المصرية سيطيح بالبرنامج الزمني الموضوع من قبل المجلس العسكري وانه سيكون
هناك واقعا جديدا غير ما يتوقعه الجميع يفرضه التحرير مرة اخري فآثر ان
يبتعد عن هذا المشهد الرئاسي وان يكون اكثر تحررا في الفترة القادمة التي
لن تحتاج الي مرشحين للرئاسة بل الي شخصيات وطنية يلتف حولها الثوار
لاقتناعهم بهم من جديد لاستكمال مطالب الثورة التي تم ااستلابها وتغيير
مسارها وتحييدها اكثر من مرة وان الانسحاب هو استعداد لجوله جديدة من
الثورة المصرية
.
وقد
يكون هناك سببا اخر غير معلن ولكن الاكيد ان ما اعلنه البرادعي ليس السبب
الحقيقي لانسحاب البرادعي من الترشيح للرئاسة وستقوم الايام القادمة بالكشف
عن هذا السر ونرجوا الا يكون سرا مزعجا
.
في النهاية انسحاب البرادعي خسارة كبيرة للحياة السياسية في مصر وخبر محبط جدا للثوار وللاحرار في كل ربوع المحروسة
.