خميس القذافي
العربية.نت
في وقت نفت فيه مجالس عسكرية مسؤولة بمنطقتي رقدالين والجميل في
غرب ليبيا صحة ما تناقلته وسائل إعلام أمس عن وجود خميس نجل العقيد الراحل
معمر القذافي على قيد الحياة بساق مبتورة في تلك المنطقة، وأكد المستشار
مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي أنه لا توجد معلومات مؤكدة
عن وجود خميس في أي منطقة قريبة من العاصمة، معتبرا أن كل ما قيل هو مجرد
إشاعات ليس لها أي مصداقية ثابتة لدى المجلس الوطني أو الحكومة الانتقالية.
وشن عبد الجليل في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية هجوما حادا على
دول الجوار الجغرافي لليبيا واتهمها بإيواء عناصر موالية لنظام القذافي على
أراضيها كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية وتخريبية في ليبيا.
وكشف عبد الجليل، في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في طرابلس، النقاب
عن اعتقال بعض المجرمين الذين كانوا يخططون لتنفيذ أعمال إرهابية تتمثل في
اغتيالات وتفجيرات وأعمال أخرى داخل البلاد، لافتا إلى أن هؤلاء خططوا لهذه
العمليات للقيام بذلك بدعم من أعوان النظام السابق المقيمين في دول
الجوار، وذلك من خلال ما تم رصده من اتصالات.
وأضاف: «إننا من باب الأخوة والجوار قد مددنا أيدينا لكافة الدول المجاورة
وذلك لبناء علاقات تقوم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون
الداخلية، لكننا وللأسف نلاحظ أن هذه الدول أصبحت مرتعا لأعداء الشعب
الليبي من القتلة والمجرمين واللصوص».
وأوضح أن النائب العام في ليبيا بناء على ذلك قام بتوجيه مذكرات جلب في حق
عدد من أعوان النظام السابق المقيمين في هذه الدول، وهي دول عربية
وأفريقية، مضيفا أن «هذه المذكرات معززة بالأدلة القاطعة على جرائم ارتكبها
هؤلاء الأشخاص، إلا أنه وللأسف لم تتخذ أي إجراءات قانونية لتسليم هؤلاء
القتلة والمجرمين، أو حتى منعهم وقطع الاتصالات عنهم حتى لا يرتكبوا جرائم
جديدة في حق هذا الشعب».
وحذر عبد الجليل من أن الشعب الليبي لن يغفر لأي دولة شقيقة أو صديقة تتلكأ
في تسليم المجرمين الذين تسببوا في سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى
والمفقودين والأسرى، ونهبوا أموال الشعب الليبي، فضلا عن السماح لهم بتمويل
وتحريك أموالهم في الداخل وزعزعة استقرار البلاد، على حد قوله.
وقال عبد الجليل بلهجة حادة تنطوي على تهديد مباشر: «إننا نؤكد أن علاقتنا
مع كافة الدول سيحددها موقف هذه الدول لتسليم المجرمين المطلوبين، وكبح
جماح من يحاول العبث بأمن البلاد والعباد، وستكون علاقاتنا المستقبلية
مبنية على مدى التعاون في هذا السياق».
وأوضح أن تسليم هؤلاء المجرمين المطلوبين للعدالة يكون وفقا للاتفاقيات
القضائية المبرمة مع هذه الدول، أو على الأقل، إن لم تكن هناك اتفاقيات،
منعهم من القيام بأي نشاط والحد منه حتى لا يتزعزع أمن البلاد في هذه
الفترة الحرجة.
إلى ذلك، تحول مكان اختباء خميس، آخر أبناء العقيد القذافي الهاربين من
العدالة للسلطات الجديدة في ليبيا إلى لغز محير، بعدما قال قادة ميدانيون
من الثوار إن لديهم معلومات عن أنه ما زال على قيد الحياة ويقود مسلحين
موالين لنظام أبيه تمهيدا للقيام بعمليات إرهابية.
لكن المجلس العسكري بمنطقة رقدالين، غرب البلاد، نفى وجود نجل القذافي
فيها، معتبرا أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام في هذا الخصوص عار عن الصحة.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن العقيد معاوية يحيى، نائب رئيس المجلس
العسكري برقدالين قوله إنه «ثبت من خلال التنسيق والتعاون مع بقية المجالس
العسكرية بالمنطقة، فيما يخص التحقق من هذه الإشاعات، أنها غير صحيحة».