رئيس دولة عربية طلب من البرادعى الاعتذار عن الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة!الجمعة، 25 ديسمبر 2009 - 02:16
محمد البرادعى
محمد الدسوقى رشدى
var addthis_pub="tonyawad";
المشكلة الحقيقية فى مسألة ترشيح الدكتور محمد البرادعى لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات القادمة عام2011 لم تعد فى الأحزاب الصغرى التى تستغل اسمه، ولا فى رؤساء تحرير صحف الحكومة الذين جعلوا من الهجوم عليه واجباً مدرسياً لإرضاء أهل الحكم فى قصر العروبة، فتلك مشاكل هامشية بجوار الفخ الأكبر الذى سقط فيه الرجل خلال الفترة الأخيرة وهو فخ الضغوط.
منذ اللحظة التى طرح فيها اسم الدكتور محمد البرادعى المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية كمرشح للانتخابات الرئاسية وهو يتعرض لكمية من الضغوط أهم مايميزها أنها مختلفة، وتصدر من أطراف هم فى الأصل خصوم واضحون، ولكنهم اجتمعوا على طحن الرجل أسفل ضغوطهم، النوع الأول من الضغوط هو الذى تابعناه على مدار الفترة السابقة وقام به رجال المعارضة لإجبار الرجل على التصريح بأنه جاهز للترشيح، تقابله حملة ضغوط أخرى قام بها رجال الصحف الحكومية ومثقفو السلطة الذين بدأوا حملة لإرهاب الرجل من أجل إثنائه عن مجرد التفكير فى خوض ذلك السباق الرئاسى، وبين ضغوط هؤلاء ومدافع إرهاب الآخرين ظهر طرف آخر فى مفاجأة لم تكن متوقعة ليمارس ضغوطا من نوع جديد على الدكتور محمد البرادعى، فقد استغل أحد الرؤساء العرب حالة التعارف التى جمعته بالدكتور البرادعى للضغط على المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية من أجل الاعتذار بشكل واضح وعلنى عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية فى مصر، ليضع بنفسه حدا للجدل الدائر فى مصر حول شخصه.
الطلب الرئاسى الذى فاجأ به زعيم الدولة العربية الشقيقة الدكتور محمد البرادعى جاء على خلفية علاقة تعارف ربطت بين الزعيم العربى والدكتور البرادعى على خلفية مكالمة هاتفية أجراها الرئيس العربى مع الدكتور البرادعى لتهنئة بجائزة نوبل فى 2005 أعقبها احتفال على نطاق ضيق بالدكتور البرادعى وجائزته، ثم توطدت هذه العلاقة بشكل أكبر مع اشتعال وضع الملف الإيرانى النووى، خاصة بعد الدعوة التى أطلقها الدكتور البرادعى حينما كان مديراً لوكالة الطاقة الذرية وطالب من خلالها رؤساء الدول العربية بضرورة التدخل فى تسوية الملف النووى الإيرانى وعدم الاكتفاء بالمراقبة عن بعد.
الرحلات المكوكية للدكتور محمد البرادعى لمتاعبة الملف الإيرانى كانت سببا فى لقائه بالرئيس العربى أكثر من مرة بدرجة تطورت معها العلاقة بشكل سمح للرئيس أن يطلب من الدكتور محمد البرادعى مع اقتراب رحيله عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التفرغ للإشراف على التخطيط للأنشطة النووية التى تستعد دولته للبدء فيها، وهو الطلب الذى يعرقله بالطبع أى كلام عن ترشيح البرادعى لخوض الانتخابات الرئاسية، محاولات إقناع الرئيس العربى لم تتوقف عند إغراء الدكتور البرادعى بالعمل فى دولته فقط، بل أوضح له إمكانية التفرغ لإدارة مشروع نووى عربى أسفل مظلة جامعة الدول العربية، وقيادة الجهود العربية فيما يخص معاهدة حظر الانتشار النووى، مؤكداً له أن الوطن العربى فى حاجة إلى خبراته لتجاوز تلك المحنة التى مكنت إسرائيل من الانفراد بالقوة النووية فى المنطقة كلها.
المنطق الذى استخدمه الرئيس العربى فى الضغط على الدكتور البرادعى اتبعه عدد من العقلاء فى مصر، خاصة من هم على دراية بطبيعة النظام المصرى المعروف بالفجر فى خصومته، حيث يخشى هؤلاء أن تضع الأخبار المتناثرة عن ترشيح الدكتور البرادعى للرئاسة الرجل فى مواجهة شرسة مع النظام تنتهى بخصومة تدفع النظام الحاكم إلى دفن الرجل وإهالة تراب النسيان عليه، وبالتالى تضيع على البلد فرصة الاستفادة من عالم فى حجم البرادعى على المستوى الدولى والقانونى والنووى، وهو الدرس الذى يبدو أن الدكتور البرادعى استوعبه مؤخرا، وظهر قليل من استيعابه هذا واضحاً فى تصريحاته الأخيرة التى نفى خلالها فكرة خوض الانتخابات الرئاسية بشكلها الحالى، مشيراً إلى أن كل تفكيره ينحصر فى العودة إلى مصر لأداء دور مميز وبسيط بين الجماهير، وهو كلام يمكن اعتباره دبلوماسيا وسياسيا من جانب رجل أدرك الكيفية التى تسير بها الأمور فى مصر، فقرر أن يخفض رأسه حتى تمر عاصفة الهجوم عليه، دون أن يجد نفسه ممنوعا أصلا من دخول مصر، أو ممنوعا من ممارسة حقوقه السياسية بداخلها، ويبدو أن صورة ماحدث لأيمن نور كانت حاضرة بقوة فى ذهن الدكتور البرادعى وهو يلقى بتصرحاته الأخيرة، التى أراد بها أن يجنب نفسه شر معاداة نظام لم يستعد بعد لمواجهته ولم يقرر إذا كان سيفعل ذلك أم لا.
لمعلوماتك...◄2007 بحث البرادعى الإجراءات العسكرية التى تجرى ضد إيران لحل أزمة ملفها النووى مشيراً إلى عدم قصف طهران بحجج غريبة
◄27 يناير 2003 صرح البرادعى أمام مجلس الأمن أن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعثر على أى أنشطة نووية مشبوهة بالعراق