الكتاتنى : "قضية التمويل" بها علامات استفهام وتم تسييسها الثلاثاء، 6 مارس 2012 - 01:28
سعد الكتاتنى
الكويت (أ. ش. أ)
أكد الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب، أن الشعب المصرى
يحترم أحكام القضاء، وأن القضاء المصرى شامخ، نثق فيه ونقدر قراراته،
ومحاكمة الرئيس السابق محاكمة قضائية قانونية وليست سياسية، موضحا أنه كانت
هناك دعوات لمحاكمات سياسية لأركان النظام السابق، ولكنها رفضت، وسنحترم
أحكام القضاء أيا كانت.
ونفى الكتاتنى، فى حديث لقناة "الرأى" الكويتية، مساء الاثنين علم مجلس
الشعب بوجود صفقة مصرية أمريكية أسفرت عن سفر المتهمين الأجانب فى قضية
التمويل الأجنبى.
وقال إن القضية تم تسييسها منذ بدايتها وبها علامات استفهام كثيرة، مضيفا
أن البرلمان سيقوم يوم الأحد المقبل باستدعاء رئيس الوزراء وكل الوزراء
المعنيين لمعرفة الحقيقة وملابسات القضية، ومحاسبة المقصر.
واعتبر أن الشكر الأمريكى الموجه لجماعة الإخوان المسلمين هو من باب إشعال الفتنة وخلط الأوراق.
واعترف بأن التمويل الأجنبى واقع ملموس ومعروف، وقد لا نرى من يدفع ومن
يتلقى، ولكننا نرى أموالا تتدفق وحالات ثراء وإنفاق على من يقومون بزعزعة
الأمن، وعلى المسئولين الذين يتحدثون عن الطرف الثالث أن يعلنوا عنه حتى
يستريح الجميع، وعن التجربة التركية ونصيحة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان
بتطبيقها فى مصر، قال رئيس مجلس الشعب إن التجربة التركية ناجحة، وليس من
الضرورى استنساخها فى مصر، ونحن نستفيد من تجارب الآخرين.
وشدد على أن مصر دولة كبيرة وعريقة تحترم تعهداتها الدولية، ولكن بعد ثورات
الربيع العربى وإعادة منظومة العلاقات فى المنطقة بناء على رغبات الشعوب
وليس الحكام، مؤكدا أن أصل المشكلة مع إسرائيل هى القضية الفلسطينية، واذا
لم تحل بشكل عادل سيظل الجرح ينزف، والشعوب متضامنة مع الشعب الفلسطينى
وحقه فى تقرير مصيره.
وأضاف أن حسابات الحكام كانت تختلف فى الماضى، داعيا كل الحكومات أن تعيد حساباتها وإعادة المنظومة كلها لصالح المنطقة.
وقال الدكتور محمد سعد الكتاتنى، إن إيران ليست دولة عدو، ونحن مع إيران
القوية التى تحدث التوازن فى المنطقة، ولذلك دعمنا حقها فى امتلاك المفاعل
النووى للأغراض السلمية، ولكننا ضد إيران التوسعية، المذهبى والطائفى، لأن
التوسع المذهبى يقسم الدول إلى طوائف، ولا بد من احترام خصوصيات الدول
المحيطة بها.
وأوضح أن الجميع ضد القتل اليومى الذى يحدث فى سوريا بلا هوادة، وأن مجلس
الشعب المصرى الذى يعبر عن الرغبة الحقيقية للشعب الذى مارس ضغوطه على
نوابه فكان القرار بتجميد جميع العلاقات مع مجلس الشعب السورى، وطالبنا
بسحب السفير المصرى واستجابت الحكومة لطلبنا، وما زلنا نعرض مشروعا وحلولا،
وفى المقدمة الوقف الفورى لقتل المدنيين، ومن طرف واحد وبلا مقابل، وندعو
المنظمات الدولية للقيام بدورها ومنها الاتحاد البرلمانى العربى الذى أمل
أن يخرج بتوصيات مهمة.
وأضاف أن الإخوان المسلمين كان لهم دور حاضر وفاعل رغم الحظر الذى كان يفرضه عليهم النظام السابق.
وأكد الكتاتنى أن الإخوان المسلمين شاركوا منذ اللحظة الأولى فى ثورة 25
يناير قادة وشبابا، مشيرا إلى أن القادة كانوا أمام دار القضاء العالى،
وتوجه الشباب إلى المظاهرات وميدان التحرير، وكان الاتفاق ألا تظهر الهوية
حتى لا يتم ضرب الثورة، لأنها ثورة شعب بأكمله وليست ثورة الإخوان.
وأشار إلى أن الإخوان فى ضوء مؤشرات نجاح ثورة 25 يناير، اجتمع مكتب
الإرشاد، وقرر تحمل المسئولية فى هذه المرحلة الحساسة، وتقديرا للمصلحة
العامة للوطن تقرر ألا يكون للجماعة مرشح للرئاسة وألا تشارك فى أى حكومة
انتقالية، وأن تسعى لأن يكون تحمل المسئولية تحمل مشترك ولا تنفرد بأى قرار
فى إدارة هذه المرحلة نظرا لحساسيتها، وتأسيس حزب ليشارك فى أعباء المرحلة
الانتقالية، مؤكدا أن الحزب يقف على مسافة متساوية من جميع المرشحين لمنصب
الرئيس، وسيعلن عن المرشح الذى يؤيده بعد انتهاء فترة الترشيح والطعون.
وأوضح الكتاتنى أن الشعب المصرى عندما اختار نوابه فى مجلس الشعب جمع بين
42 حزبا وتيارا متنوعة الرؤى والأفكار، لكنهم يتفقون على حب مصر والعطاء
والعمل من أجلها، مشيرا إلى إعلان الكثيرين عدم دعمهم لأعوان ومنتسبى
النظام السابق، ولم ينجح منهم إلا عدد قليل جدا.
وعن التعامل مع الآخر، أكد الكتاتنى أنه لا توجد مشكلة فى مصر من المادة
الثانية للدستور، مع إضافة نص خاص لأصحاب الديانات الأخرى بالاحتكام إلى
شرائعهم، وهذا اتفاق منذ عام 1923 على هذا الأمر، مشيرا إلى أن الإقصاء كان
يتم لأسباب سياسية وليست دينية، فالنظام كان متسلطا مستبدا يقصى كل من
يخالفه وكما أقصى الإسلاميين، أقصى اليساريين والليبراليين، ولعب على وتر
الفتنة الطائفية بقضايا مفتعلة، مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين نسيج واحد
يجمعهم الهدف والآمال والآلام المشتركة.
وحول التجربة الكويتية، قال "إننا تعودنا من الكويت انتخابات تتسم بالنزاهة
والشفافية، وبرلمان الكويت عريق فى الممارسة الديمقراطية واستخدام الأدوات
البرلمانية"، مشيرا إلى أن الانحياز للتيار الإسلامى فى دول الثورات
العربية جاء نتيجة لأعوام من الضغط والكبت والمنع.
وأوضح الكتاتنى أنه لا يوجد تنسيق بين الإخوان فى البلدان المختلفة على
المستوى التنظيمى، ولكن تجمعهم فكرة الوسطية والفهم الصحيح للإسلام، ولا
يتدخل المرشد العام أو مكتب الإرشاد فى شئون الأخوان فى الدول الأخرى،
لأنهم يختلفون من دولة إلى أخرى فى علاقاتهم بأنظمتهم وحكامهم، ومنهم من
يتعايش مع هذه الأنظمة، والتنسيق يكون من خلال الفكرة ونشرها، والمبادئ
العامة، ولكن لكل منهم لائحته التى يعمل على أساسها.