أثار
إقبال عدد كبير من المصريين على سحب أوراق الترشح لانتخابات رئاسة
الجمهورية سخرية كبيرة نتيجة مواقف كوميدية مرتبطة بالمرشحين، أو بسبب
ضخامة عددهم الذي تجاوز 300 شخصا في أقل من 48 ساعة على فتح باب الترشيح.
وشهدت
لجنة سحب أوراق المرشحين مواقف طريفة كان أبرزها حضور المواطن عادل عبد
القوي وبصحبته علم مصر القديم (الأخضر ذو الهلال والنجمات الثلاث) وتأكيده
أنه الابن الشرعي للملك فاروق (ملك مصر والسودان في منتصف القرن الماضي)،
وأنه قام برفع قضية نسب في محكمة طنطا لإثبات نسبه للملك، وطالب عبد القوي
بتغيير علم مصر والعودة للعلم الأخضر القديم.
واستبدت
روح الفكاهة بمرشح يدعى محفوظ العسلي سحب أوراق الترشح وقال إنه بصدد
إنشاء حزب لمتعاطي مخدر الحشيش، وتحدث لجريدة الوفد المصرية في حوار مسجل
بالفيديو طالب فيه بأن يكون تعاطي المخدرات مقننا مثل بعض الدول الأوروبية
وعلل ذلك بأن الخمر محرم دينيا لكن الحشيش لم يحرم في الإسلام، وزعم أن
فكره علمانيا.
ونقلت الصحيفة ذاتها قيام
ما يقرب من 70 شخصا ممن حضروا في اليوم الأول لفتح باب الترشيح بتكوين ما
يسمى بـ"جبهة مرشحي مصر" للدفاع عن حقوقهم كمرشحين وتسهيل الشروط المطلوبة
وهي جمع 30 ألف توكيل من 30 ألف مصري خلال شهر، والطريف أن أعضاء الجبهة
اجتمعوا في مطعم "جروبي" الشهير رغم التنافس المفترض بينهم.
ووصل
أحد المرشحين وهو أبو السعود شنور، مهندس زراعي، إلى مقر لجنة الانتخابات
ممتطيا دراجة بخارية (موتوسيكل) مطلية بالوان العلم المصري، وأعرب عن فخره
بدراجته البخارية وكان مطلبه الوحيد منع الحرفيين كالسباكين والنجارين من
الترشح.
أما السيد عبدالله الشهير
بـ"ظاظا"،مدرس تربية رياضية، زعم أنه تم تأييده من قبل الرسول صلى الله
عليه وسلم ليكون رئيسا لمصر بعد أن وضع النبى يده الشريفة على كتف ظاظا
لمؤازرته فى "رؤيا صادقة" على حد قوله، مؤكدا أنه من شباب ثورة 25 يناير.
زفاف شعبي
والأكثر
طرافة أن مشادات وقعت بين المتقدمين ليس بسبب التنافس، ولكن بسبب مظهر
بعضهم، إذ انتقد العديد منهم قدوم أحمد السيد مدين إلى اللجنة مرتديا
(شبشب) وقدوم أحمد سيد عبد الجيد مرتديا جلبابا بلديا وبذقن غير حليق، وقال
زميلهم محسن حافظ "نحن لسنا في حفل زفاف شعبي".
أما
المعلم فرغل أبوضيف صاحب مقهى بحي بولاق الشعبي فكان الأكثر لفتا للأنظار
ليس لهيئته الشعبية فقط بل لشعاره القائل "تحت عمتي دماغ متحضرة"، ويرى أن
مظهره الشعبي الشبيه بشخصية معلم المقهى في الدراما المصرية يجعله أكثر
دراية بهموم الطبقات الشعبية التي تحتاج لاهتمام رئيس الجمهورية القادم.
كما
لفتت السيدة هويدا فاروق الأنظار إليها لقدومها للترشح وهي موظفة حكومية
وأم لستة أبناء وليس لديها هاتف محمول ووعدت الصحفيين بشراء واحد عند فوزها
بالرئاسة.
وحتى على صعيد الشخصيات
المعروفة لم يخل ترشحهم من بعض الطرافة اذ حضرت المذيعة والناشطة بثينة
كامل لتقديم أوراق الترشح للرئاسة مرتدية الجلباب الفلاحى، مؤكدة ثقتها في
قبول المصريين ترشح امرأة لرئاسة الجمهورية، وبالرغم من ذلك قالت إن هناك
مؤشرات تدل على أن العملية الانتخابية مسرحية هزلية وستحاول اكتشاف ذلك
خلال الأيام المقبلة.
وسحب المحامي الشهير مرتضى منصور أوراق ترشحه وبسؤاله عن دافعه للترشح قال ""قررت الترشح لأن مصر عايزه راجل .. وأنا راجل".
وفوجيء
الكثيرون بسحب أحمد الجارحي حكم كرة القدم المساعد (حامل راية) أوراق
الترشيح وقال إن هدفه هو الاهتمام بالرياضة وحصول مصر على ميداليات
أوليمبية وتعهد بمنح موطفي الدولة ساعة يوميا لممارسة الرياضة.
الترشح اللا إرادي
حالة الإقبال الكبيرة على سحب أوراق الترشيح للمنصب أغرت الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر للسخرية من الأمر.
وتهكم
بعض مستخدمو فيسبوك على إقبال المواطنين على الترشح فقامت إحدى الصفحات
بنشر خبر زائف منسوب لصحيفة اليوم السابع يقول عنوانه "غرامة 500 جنيه على
كل من تخطى الأربعين ولم يرشح نفسه للرئاسة".
ودخلت
صفحة "كلنا خالد سعيد" أكبر صفحة مصرية في فيسبوك على خط السخرية ونشرت
التالي : "التليفزيون المصرى يعلن بعد قليل أسماء المصريين الذين لم
يترشحوا للرئاسة" وأضافت بعدها "بيقولّك من أمراض الشيخوخة: الزهايمر،
التهاب المفاصل، تصلب الشرايين و الترشح اللاّ إرادي لرئاسة الجمهورية".
وقال
إيهاب التركي عبر موقع "موجز" الإخباري "رئيس الجمهورية القادم سيكون أول
رئيس فى التاريخ يحكم شعب معظمه كان ينافسه على المنصب".
وعلى
صفحة "ياهو مكتوب" على فيسبوك طرح عمرو حورس عدد المرشحين بعد اليوم
الثاني من إجمالي سكان مصر وقال "بهذا لم يتبق سوى 84 مليون و999 ألف و689
مصري فقط لم يترشحوا".
وقال متولي داوود
"مازلنا في انتظار فيفي عبده وهياتم وسعد الصغير وشعبان عبد الرحيم للترشح
وهي أرزاق بعد سجن مبارك"، وقال مجدي خميس "يبدو أن الشعب كله سيترشح ولن
يتبقى ناخبين للتصويت".
أما طارق يحيى
فسخر من الوضع وقال "هذا هو تاثير الأغاني الشعبية"، ورد عليه منصور
الدوسري قائلا "300 مرشح عدد غير قليل لإدارة شئون بلد بحجم مصر".