هل لداء الحمى القلاعية عواقبه على صحة الإنسان؟ الجمعة، 23 مارس 2012 - 22:10
حيوانات مصابة بالحمى القلاعية
عفاف السيد
على الرغم من أن الحمى القلاعية يمكن أن تصيب الإنسان، إلا أن حدوث ذلك أمر نادر جداً، كما أن مثل هذه الإصابة تكون حميدة.
وعلى الرغم من ارتفاع الإصابة لدى الحيوان سواء فى الفاشيات، التى حدثت فى
الماضى، أو تلك التى وقعت مؤخراً فى شتى أنحاء العالم، فلم يتم استفراد
فيروس الحمى القلاعية والتعرُّف على أنماطه سوى فى عدد يزيد قليلاً على
الأربعين مريضاً، وذلك على مدى القرن الماضى، وكانت حالة واحدة منها فقط
عديمة الأعراض.
والنمط "O" هو أكثر أنماط الحمى القلاعية استفراداً لدى الإنسان، يليه
النمط "C"، ونادراً ما يتم استفراد النمط "A" من هذا الداء لدى الإنسان.
والأعراض عادة ما تكون خفيفة وتختفى من تلقاء نفسها (محدودة ذاتياً)،
وتتمثل بصفة رئيسية فى ظهور نفطات أو حبوب غير مريحة على اليدين، ولكن مع
ارتفاع فى درجة الحرارة أيضاً، والتهاب الحلق، وظهور نفطات على القدمين
وداخل الفم، بما فى ذلك اللسان. وعادة ما يشفى المريض فى غضون أسبوع واحد
من ظهور آخر نفطة.
وأشارت منظمة الصحة العالمية عبر مكتبها الإقليمى فى الشرق الأوسط أنه ليس
هناك تحديد جيد للظروف التى تحدث بها الحمى القلاعية لدى الإنسان، رغم أن
جميع الحالات المبلَّغ عنها صاحبتها مخالطة وثيقة بحيوانات مصابة، أو
ارتبطت بشرب لبن غير مغلى من أبقار مصابة.
وفى عام 1834 قام ثلاثة أطباء بيطريون، فى مدينة هيرتفيغ بألمانيا، بإعداء
أنفسهم عن طريق شرب 250 مل من لبن أبقار مصابة بالمرض، وذلك على مدى أربعة
أيام متتالية، وقد بدت على هؤلاء الرجال الثلاثة مظاهر سريرية (إكلينيكية)
للمرض.
ولا توجد تقارير عن حدوث العدوى بسبب شرب لبن مبستر. وتعتبر الحمى
القلاعية، بشكل عام، مرضاً ليست له انعكاسات على السلسلة الغذائية للإنسان.
مدة الحضانة – تتراوح مدة حضانة هذا المرض لدى الإنسان بين يومين وستة أيام.
مدة السراية – لم ترد تقارير عن انتقال المرض من إنسان لآخر. ولا ينبغى
مخالطة أصحاب الحالات المشتبهة والمؤكَّدة الإصابة لدى الإنسان للدواب أو
المواشى، وذلك لتجنب انتقال هذا المرض إلى الحيوانات.
ولا ينبغى الخلط بين داء الحمى القلاعية، وبين داء اليد والقدم والفم، الذى
يصيب الإنسان، حيث إنه ليس بينهما أية علاقة، وعادة ما يكون داء اليد
والقدم والفم عبارة عن عدوى فيروسية خفيفة، تصيب الأطفال بشكل أساسى،
وتسببها فيروسات مختلفة، أهمها فيروسات كوكساكى "A". ويمكن أيضاً التباس
هذا الداء مع الهربس البسيط، وأحياناً مع التهاب الفم الحويصلى.
وتتمثل المعايير اللازمة لتشخيص الإصابة بالحمى القلاعية لدى الإنسان فى
استفراد الفيروس من المريض مع أو بدون اكتشاف أضداد نوعية بعد حدوث العدوى.
والفحوصات المختبرية التى تُجرى لتشخيص هذا المرض لدى الإنسان هى نفسها
التى تُجرى لتشخيصه لدى الحيوان.
وتتألف عملية الوقاية من المرض لدى الإنسان بصفة أساسية من مكافحة المرض
لدى الحيوانات المنزلية. وبالنسبة لوقاية الأشخاص، فينبغى وقاية الجروح أو
السحجات من الاحتكاك بالحيوانات المصابة بهذا المرض أو بالمواد الملوثة،
كما ينبغى بسترة اللبن أوغليه.
وتتطلب مكافحة الحمى القلاعية لدى الحيوان تعاوناً وثيقاً بين السلطات فى
الصحة البيطرية، وفى الصحة، والسلطات المحلية.تتمثل أكبر المخاطر بالنسبة
لدول الاتحاد الأوروبى فى الاستيراد القانونى وغير القانونى للحيوانات
الحية المصابة بالمرض، واللحوم أو منتجات الألبان الملوثة من بلدان متأثرة
بهذا الداء واستهلاكها من قِبَل الإنسان، كما يمكن أيضاً انتشار المرض عن
طريق المسافرين الدوليين الذين يجلبون معهم أطعمة من بلدان موطونة بالمرض.
ويمكن لفيروس الحمى القلاعية أن يبقى حياً لمدد طويلة فى اللحوم الطازجة،
أو غير المكتملة الطهى، وكذلك فى اللحم المقدد والمدخن، وفى منتجات الألبان
التى لا تخضع لقدر كاف من البسترة.
وتساعد أعمال تجارة الحيوانات التى تُجلب من مناطق بعيدة على انتشار
الفيروس. كما أن كثافة أعداد المواشى قد تزيد من الانتشار المحلى للفيروس
فى محيط الفاشية.
ويُعَدُّ الوعى بالمرض بين أصحاب المواشى والدواب أمراً حاسماً، وكذلك
معرفتهم بالمرافق التشخيصية الممتازة فى المملكة المتحدة. ويمكن أن يحدث
الانتشار بفعل الرياح، كما يمكن أن يحدث آلياً جراء الحيوانات، والأشخاص،
والمركبات التى تكون قد تعرَّضت للتلوث بالفيروس. وعلى ذلك، فإن هناك دوراً
يقع على السكان جميعاً فى مكافحة هذا الداء. ومن المهم تقييد الحركة غير
الضرورية من وإلى المزارع المصابة، وعلى نحو أوسع فى المناطق الريفية.