الفقى لـ"خالد صلاح": جمال مبارك كان يتعامل
على أنه بروفة رئيس مصر.. وعزمى كان ضد التوريث لكنه عزل الرئيس السابق عن
الناس.. سليمان لن يترشح للرئاسة وموسى رئيس جاهز الجمعة، 30 مارس 2012 - 03:25
مصطفى الفقى مع خالد صلاح
كتب أحمد عبد الراضى
أكد الدكتور مصطفى الفقى المفكر السياسى، أن عمر سليمان لن يتقدم
للترشح لرئاسة الجمهورية، مؤكداً أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس
السابق أول أمس يبلغه أنه يريد أن يكتب رسالة نصية تنشر فى الصحف القومية
يشكر فيها مؤيديه ويعتذر عن عدم خوضه للرئاسة ويفضل أن يكون بعيداً، مضيفاً
أنه أدى خدماته بعيداً عن الضوء ولا يفضل أن يكون تحت الضوء.
وحمل الفقى، خلال حواره ببرنامج سنوات الفرص الضائعة، الذى تبادل خلاله
الحوار مع الكاتب الصحفى خالد صلاح على قناة النهار، ورداً على سؤال بأن
ظهور عمر سليمان من الممكن أن تكون حيلة للعودة إلى الأضواء وتبرئة الذمم،
قال: إن سليمان لا تنطبق عليه مثل هذه الأمور، ومدللاً على ذلك بأنه لم
يوجه إليه أى اتهام خلال الأيام الماضية، وأن معظم عمله كان يتعلق بالعمل
الخارجى والأمنى، وأنه قام بإغلاق ملف حياته السياسية تاركاً هذا المجال
للأجيال القادمة، مع ضرورة تهيئة نفسه لخدمة الوطن إذا أراد الوطن أن
يستفيد من خبراته الأمنية لمراجعته فى قضية معينة.
وأضاف الفقى، أنه اعتذر لحزب الإصلاح والتنمية الذى كان سيدعمه فى الترشح
لرئاسة الجمهورية، وأنه فضل أن يكون مفكراً سياسياً يبدى وجهات نظره
التحليلية، علماً بأن برنامج الحزب الانتخابى كان جيداً ويشتمل على وجهات
نظر متعددة تفيد الوطن فى التطلع إلى المستقبل.
ولفت الفقى إلى أن الرئيس المخلوع كان يعرف بقتل المتظاهرين أول أيام
الثورة ولم يأمر بوقف القتل، وأن الـ18 يوماً التى شاهدناها أيام الثورة
كانت أسوء أيام مبارك فى إدارته للبلاد على مدار ثلاثة عقود، بحجة أن
الأمور كانت تأتى بطيئة ويعطى قرارات قليلة وخطاباته كانت تدار بطريقة
خاطئة بداية من موقعة الجمل، ولم يكن حوله مستشارون يتشاورون معه أيام
الثورة.
وتساءل صلاح ما هى شهادة الفقى على كلام البعض بأنه كان أحد رموز النظام
السابق، فأجاب الفقى، أن شهادته تنقسم إلى قسمين، أولهما قسم المشاهد عن
قرب، وثانيها المراقب عن بعد، وأنه ترك الرئاسة منذ عشرين عاماً، وأن
السنوات الأولى من عصر الرئيس السابق "مبارك" كانت سنوات جيدة منشغلاً
بالبنية الأساسية، وعودة العلاقات مع الدولة الخليجية، إلا أن طول بقاء
مبارك فى الحكم أدى إلى ترهل نظامه وحاشيته.
وأضاف الفقى، أنه منذ خروجه من الرئاسة عام 1992 إلى عام 1995 لم يتحدث
إليه مبارك إلا عند زفاف ابنته الكبرى، وكان يتصل به عند حدوث مشكلات
طائفية بين الإسلاميين والمسيحيين لثقته بى ولوجود علاقة حميمة بين الفقى
والبابا شنودة.
ووضح الفقى الفرق بين ابنى مبارك، قائلاً: علاء مبارك لم يكن يشغل باله
بالحياة السياسية، وكان يختلط بالناس بطريقة عادية وليس لديه قدر من
التعالى ويتعامل معهم بهدوء ويقابلهم بالترحاب أياً كان قدره، أما جمال
مبارك كان يتعامل على أنه بروفة رئيس مصر القادم، وأنه امتداد لوالده،
ولكنه كان على مستوى وقدر عالٍ من التعليم وإجادة اللغة الإنجليزية وملماً
بالاقتصاد، ولم يكن لديه قدرة على التواصل والاختلاط بالمواطنين والمداعبة،
معتقداً أنها مسافة لابد ألا يتجاوزها بينه وبين المواطنين، مضيفاً: أنه
كتب بجريدة الأهرام أن جمال مبارك يصلح أن يكون وزيراً فقط.
وقال الفقى، إنه يجب المصالحة مع رموز النظام السابق فى غير دماء الثوار،
أما القضايا المالية يجب التصالح معهم للاستفادة بأموالهم مثل المصالحة مع
البنوك، ولو انطبق على مبارك سوف أؤيد هذا الأمر، متسائلاً: ما الفائدة
التى ستعود على المصريين من حبس بعض رموز النظام السابق؟
وعن رموز النظام السابق كشف الفقى، أن زكريا عزمى كان ضد مشروع التوريث،
لكنه عزل مبارك عن الناس، وكان ينتقد رجل الأعمال أحمد عز، وصفوت الشريف
وصفه بأنه "المعلم الكبير" وكان أكثر شخص فهماً للخريطة السياسية المصرية
ويتعامل معها بطريقته، بحجة أنه تعامل مع العصر الناصرى وعصر السادات وعصر
مبارك، وكان يتماشى مع مبارك فى التوريث ولكنه فى معتقداته الداخلية لا
يريد ذلك.
وأشار الفقى فى سؤال للكاتب الصحفى خالد صلاح حول علاقة مبارك بالصحفيين،
إلى أن الرئيس مبارك كان يؤمن بالولاء المطلق فيما يخص علاقته بالصحفيين،
أكثر من الصحفى المهنى "الناصح"، مضيفاً أن مبارك كان يداوم على قراءة
الصحف بشكل يومى ومتابعة الأخبار، لكنه فى السنوات الأخيرة امتنع عن ذلك
وكان يرى أن الصحف المستقلة هى صحافة هزيلة، مضيفًا أن المجموعة الأخيرة من
رؤساء تحرير الصحف القومية لم تكن من اختيار مبارك، ولكنها من اختيارات
ابنه جمال والمهندس أحمد عز.
وأضاف الفقى، أنه على جماعة الإخوان المسلمين مسئولية النهوض بمصر دون
الانفراد بإدارة مصر وتوجيهها أو الهيمنة على تأسيسية الدستور وحدهم واتباع
منهج الغلبة فى العمل السياسى.
وأبدى الفقى، رفضه لوصف الرئيس السابق بـ"المخلوع"، معتبراً أن "الخلع"
حالة سياسية فى حق مبارك، بينما وصف "السابق" هو الوصف اللزومى لرئيس ترك
السلطة لأى سبب.
وعبر المفكر السياسى عن اعتزازه بالسنوات الثمانية التى عمل فيها داخل
محراب نظام مبارك، مشدداً على أنه لم يرد صاحب طلب، ولم يتعامل فيها مع شخص
حسب طبيعته أو لونه السياسى، مستشهداً فى ذلك بقادة الإخوان المسلمين ونجل
مؤسسها حسن البنا.
وعبر الفقى، عن اعتزازه بحالة القبول التى يتمتع بها لدى جميع القوى
السياسية لتاريخه السياسى الذى شهد تعاوناً مع كافة الأطياف السياسية،
مطالباً الإخوان المسلمين باغتنام الفترة الحالية والأكثرية النسبية التى
حققوها لتطبيق برنامج حسن البنا فى الإصلاح وليس الرغبة فى الإبعاد
والإقصاء، مستنكراً وصفه فى كتابات الإخوان الصحفية بالمستبعد من تأسيسية
الدستور، مؤكداً أنه لم يتقدم لها أصلاً، وأن من طرح اسمه هو النائب أنور
السادات، معبراً عن اعتزازه لشخص كافة مرشحى الرئاسة، إلا أنه وصف عمرو
موسى بالرئيس الجاهز، لأنه يتمتع بشبكة علاقات دولية على أعلى المستويات.