ترعة المريوطية تتحول لمقبرة جماعية
للحيوانات النافقة المصابة بالحمى القلاعية.. وخبير: 250 مرضًا مشتركًا
يمكن نقلها للإنسان عبر المياه والمحاصيل الملوثة.. الجيزة تلجأ للرى
لاستخراج الجثث الثلاثاء، 3 أبريل 2012 - 20:16
ماشية نافقة بالترعة
كتب علام عبد الغفار
فى الوقت الذى ارتفع فيه أعداد الحيوانات المصابة والنافقة بالحمى
القلاعية لأكثر من 2500 حالة فى مناطق الجيزة و6 أكتوبر، لجأ عدد من
الفلاحين لإلقاء حيواناتهم النافقة وسط ترعة المريوطية بشكل يسىء للسياحة
المصرية، وكذلك لصحة المواطن، وآلاف الأفدنة الزراعية التى تعتمد بشكل
رئيسى على مياه الترعة، الأمر الذى حظر منه الدكتور عصام رمضان، خبير الصحة
العامة والطب البيطرى، من انتقال 250 مرضا مشتركا يمكن إصابة الإنسان بها
عبر المياه الملوثة والنباتات للإنسان، أخطرها مرض السرطان.
تفاصيل الكارثة بدأت منذ تزايد حالات الإصابة بالجيزة و6 أكتوبر حيث رصدت
فيديوهات وصور مختلفة وجود أعداد من الحيوانات النافقة الملقاة وسط الترعة
يحيط بها المخلفات والقمامة، فى منظر ينظر بالكارثة الصحية والبيئية إن لم
تتحرك الجهات المسئولة ومنها محافظة الجيزة ووزارتى الرى والبيئة.
انتشار الحيوانات النافقة فى الترعة كان سببها الرئيسى هو عجز الفلاحين عن
تحمل نفقات الدفن الصحى لحيواناتهم النافقة، فى وقت تخلى فيه مسئولو
المحافظة والزراعة والطب البيطرى عن تعهداتهم بالقيام بدفن الحيوانات
النافقة بمدفن شبرامنت الصحى.
أيضًا خوف الفلاحين على البقية الباقية من الحيوانات من أن تلقى نفس
المصير، إضافة إلى الخوف على صحتهم، جعل الترعة تتحول إلى مقبرة جماعية
للحيوانات النافقة بسبب انتشار الحمى القلاعية.
الدكتور عصام رمضان خبير الصحة العامة والطب البيطرى، أكد على وجود خطورة
على الحيوانات النافقة والمصابة بالحمى القلاعية، التى يتم إلقاؤها بترعة
المريوطية، والتى يتم الاعتماد عليها بشكل أساسى فى رى آلاف الأفدنة من
الأراضى الزراعية بالجيزة و6 أكتوبر.
وقال رمضان، إن الخطورة تتمثل فى أن نفوق أى حيوان له أسباب أما مرضية
بكتيرية أو فيروسية وبعد نفوقه أيضًا يوجد به مئات من الأمراض التى من
السهل نقلها وانتشارها بين الحيوانات والإنسان والنباتات والمحاصيل
الزراعية، فى حال إلقاء هذه الحيوانات النافقة فى المياه التى يتم رى
المحاصيل الزراعية بها، والتى تمتص هذه الأمراض ليتناول النباتات المصابة
بهذه الأمراض المشتركة، فيصاب الإنسان بها.
وأوضح رمضان، أنه يوجد أكثر من 250 مرضا مشتركا بين الإنسان والحيوان يمكن
نقله من خلال المياه، أو عن طريق امتصاص المحاصيل الزراعية المختلفة للمياه
الملوثة بالأمراض السابقة وفور تناول الإنسان لهذه المحاصيل والنبات يمكن
إصابته بها، وأخطر هذه الأمراض هو مرض السرطان، لأنه مرض يصاب به الإنسان
نتيجة تغير وراثى فى مكوناته، كما تتسبب الحيوانات النافقة فى تلوث وتسمم
غذائى للإنسان أيضًا.
وأشار رمضان، إلى أن العلاج البيئى الصحيح لهذا الأمر هو إنشاء هيئة تتبع
وزارة البيئة مختصة بالتعامل الصحى مع جميع الحيوانات النافقة سواء كلابا
أو قطط، بالدفن بالجير الحى أو الحرق فى محارق خاصة لمنع تلوث البيئة، كما
تقوم وزارتا الرى والبيئة بسرعة عمل مصافى لتصفية الحيوانات النافقة.
أما محافظ الجيزة الدكتور على عبد الرحمن، فقال لـ"اليوم السابع"، إنه
بالفعل تلقى تقريراً بالصور تفيد إلقاء عدد من الحيوانات النافقة وسط
الترعة، وهو الأمر الذى دفعه لإجراء مكالمة هاتفية مع وزير الرى والموارد
المائية الدكتور هشام قنديل لإرسال فريق من الوزارة لتطهير الترعة من
الحيوانات النافقة.
وأوضح عبد الرحمن، أنه فور قيام وزارة الرى بتطهير الترعة وخروج هذه
الحيوانات على جانبى الترعة، ستتولى أجهزة المحافظة والهيئة العامة للنظافة
والتجميل، برفع الحيوانات التى تم استخراجها من الترعة ليتم دفنها فى
المقلب العمومى بمنطقة شبرامنت، متعهدًا بتطهير الترعة من الحيوانات
النافقة، خلال الساعات القليلة القادمة.