مصر تعود لاجتماعات الأمم المتحدة على مستوى الرئاسة بعد ربع قرن الأحد، 23 سبتمبر 2012 - 08:24
السفير معتز أحمدين خليل مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة
نيويورك (أ.ش.أ)
أكد السفير معتز أحمدين خليل مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة،
أن العالم كله يتطلع باهتمام شديد للاستماع إلى كلمة مصر فى اجتماعات
الجمعية العامة للأمم المتحدة، التى من المقرر أن يلقيها الدكتور محمد مرسى
رئيس الجمهورية الأربعاء القادم، أمام زعماء وقادة العالم المشاركين، فى
هذا المحفل الدولى الكبير، الذى غابت عنه مصر على المستوى الرئاسى، منذ
حوالى 23 عاما.. حيث كانت آخر مشاركة فى عام 1989 عندما رأس وفد مصر الرئيس
السابق حسنى مبارك.
وقال السفير معتز أحمدين فى تصريحات له اليوم، إنها الزيارة الأولى لرئيس
منتخب ديمقراطيا من المصريين للأمم المتحدة، والعالم كله يترقب صوت مصر وأن
تضطلع بمسئولياتها على المستويين الإقليمى والدولى، ومصر أيضا تتطلع
للقيام بهذا الدور الحيوى.
ونفى السفير أحمدين ما رددته بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن رفض إدارة
أوباما، لوجود رجال أعمال مصريين ضمن الوفد المرافق لمرسى، خلال الزيارة،
موضحا أنه على العكس تماما كان هناك اقتراح من الجانب الأمريكى على مصر،
بأن يضم الوفد رجال أعمال، ولكن الإدارة المصرية رأت عدم جدوى ذلك خلال هذه
الزيارة، مشددا على أن زيارة مرسى هى للأمم المتحدة، وليس الولايات
المتحدة الأمريكية، وهناك فرق كبير وبالتالى فلن يكون هناك مجالا، لأى
مباحثات تجارية أو اقتصادية.
ولفت مندوب مصر لدى الأمم المتحدة إلى أنه "لا يوجد فى برنامج الرئيس دقيقة
واحدة للراحة"، فهناك جدول حافل من اللقاءات الثنائية مع عدد كبير من قادة
العالم وبطلبات شخصية منهم للقاء الرئيس المصرى، حرصا على التواصل معنا
خلال هذه المرحلة الهامة.
وأشار إلى أن هذه اللقاءات ستضم الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند وديفيد
كاميرون رئيس الوزراء البريطانى ورئيس الوزراء اليابانى وغيرهم، مؤكدا أن
جدول زيارة الرئيس يشهد تغييرات يومية، بسبب كثافة اللقاءات التى تتحدد على
مدار الساعة لمحاولة التركيز على بحث ومناقشة العديد من القضايا العالمية
والإقليمية.
وكشف سفير مصر لدى الأمم المتحدة معتز أحمدين، عن أن هناك ترتيبات جدية
تجرى حاليا بين القاهرة وواشنطن تحضيرا لزيارة الرئيس محمد مرسى إلى
العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الأشهر القليلة القادمة وسيصطحب خلالها وفدا
كبيرا من رجال الأعمال المصريين نهاية العام الجارى أو مطلع العام القادم
بحد أقصى، وهذا هو المحل الطبيعى لوجود رجال أعمال مع الرئيس، ولاسيما أن
الأسابيع القليلة الماضية، شهدت مباحثات جدية على المستوى الاقتصادى، خلال
زيارة وفد الأعمال الأمريكى رفيع المستوى للقاهرة، وتم بالفعل طرح العديد
من الأفكار والرؤى للتعاون الاقتصادى والفرص الاستثمارية وبالتأكيد لا يوجد
جديد قبل بحث ما دار فى هذه الزيارة واستعراض نتائجها، وهو ما سيكون قد
تحقق بالفعل فى الزيارة القادمة، لأن انعكاسات مباحثات القاهرة ستكون قد
اتضحت بشكل أكبر لدى الطرفين.
وعن الجدل الدائر حول اللقاء الثنائى بين الرئيس المصرى ونظيره الأمريكى
باراك أوباما، أوضح السفير أحمدين، أن برنامج الرئيس حتى الآن لم يتضمن أى
لقاء ثنائى مع أوباما نظرا لطبيعة الحدث الذى يحضراه وارتباطات كل منهما،
فمن المعروف أن الرئيس الأمريكى سيحضر إلى نيويورك لمدة يوم واحد لإلقاء
كلمته ولقاء بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة ويغادر على وجه السرعة
نظرا لارتباطاته الداخلية فى هذه المرحلة الحرجة داخل الولايات المتحدة وهى
على أعتاب الانتخابات الرئاسية، لافتا إلى أن نفس الجدل دار خلال الأيام
الماضية فى الصحافة الأمريكية حول لقاء ثنائى بين أوباما ورئيس الوزراء
الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.
واستبعد أحمدين، أن يكون للاحتجاجات الغاضبة فى مصر على الفيلم المسىء
للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أى تأثير على العلاقات بين القاهرة
وواشنطن، مؤكدا أن العلاقات المصرية– الأمريكية هامة للطرفين.. والتصريحات
التى صدرت من الجانبين على خلفية الأحداث تعكس ذلك.. فالفيلم المسىء لم
تنتجه الحكومة الأمريكية والاحتجاجات والاعتداءات لم تحركها الحكومة
المصرية، وبالتالى فإن الطرفين يديران الموقف بشكل عاقل وموضوعى.
وحول ردود الأفعال داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة على الغضب الذى اجتاح
العالم الإسلامى على خلفية الفيلم المسىء للرسول الكريم ( صلى الله عليه
وسلم)، قال مندوب مصر الدائم لدى المنظمة الأممية: هذه ليست أول مرة تظهر
مثل هذه الأعمال السفيهة التى لا تسئ سوى لمرتكبيها وبالطبع لا تؤثر على
عظمة الدين الإسلامى وثقتنا كمسلمين فى ديننا الحنيف، وعلى المستوى الأممى
هناك اتفاق على رفض الإساءة للأديان وعدم اللجوء للعنف، مشيرا إلى بيان
الأمين العام للأمم المتحدة غداة اغتيال السفير الأمريكى بليبيا الذى أدان
فيه الحادث ولم يشر إلى مصر كما استنكر الأعمال التى تحرض ضد الدين
الإسلامى.. إضافة إلى ذلك أصدرت مفوضة حقوق الإنسان بيانا رفضت فيه ازدراء
الأديان.
وأشار معتز أحمدين إلى أن مصر تبنت مبدأ لتجريم هذه الأفعال باعتبار أن ما
يصفه البعض بحرية إبداع، يشكل تهديدا على السلم الدولي، لافتا إلى أن
مجموعة المندوبين الدائمين للدول الإسلامية فى الأمم المتحدة طالبت المجتمع
الدولى بتفعيل القرارات العديدة الخاصة بمنع العنف واحترام الآخرين ..
والعهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية يؤكد على أن حرية التعبير لا يجب
أن تتضمن ازدراء معتقدات الآخرين.
وعن ملامح كلمة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية المرتقبة أمام الجمعية
العامة للأمم المتحدة، قال مندوب مصر الدائم انه من المنتظر أن تتضمن
أولويات مصر الإقليمية والدولية وعلى رأسها حل الأزمة السورية والقضية
الفلسطينية، والوضع فى السودان ، والتأكيد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق
الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.