بالصور .. "جبس وبورى ومية نار" ومهارة صانع إكسسوار الخميس، 27 سبتمبر 2012 - 08:08
جانب من المشغولات
كتب أسامة عبد الحميد
داخل ورشة صغيرة بحارة اليهود يعمل بها سبعة أفراد، يصنعون أفخر
وأرقى أنواع الحلى والإكسسوارات الحريمى، يستيقظون فى الصباح الباكر للعمل
والجد والكفاح، ليخرج من بين أيديهم ما يدخل السرور والبهجة على الآخرين.
طارق الشيخ، عميد صانعى الإكسسوار بحارة اليهود، يعمل بالصنعة منذ أكثر من
عشرين عاماً، صنع وابتكر خلالها العديد من أشكال الكوليهات والتيجان
للعرائس، وبروشات ودبابيس وغيرها من الإكسسوارات الحريمى.
يقول الشيخ عن الصنعة، "قديماً كانت أفضل من صناعة الذهب، وكان مكسبها
أضعاف تكلفتها، لرخص الخامات مقارنة ببيع المنتج النهائى، أما الآن مع دخول
الصينى أفسد علينا المكسب، وأصبحت مهنتنا مهددة والعائد منها يكاد لا يكفى
المعيشة".
ويوضح الشيخ أن المنتج قديماً أفضل جودة، حيث كان مصرياً مائة فى المائة،
من حيث الخامات والمواد المستخدمة والأيدى العاملة، أما الآن مع ظهور
الخامات الصينية رخيصة الثمن بالنسبة للخامات المصرية الجيدة، أصبح المنتج
النهائى ليس بجودة المنتج المصرى.
وعن أحوال الصنعة بعد الثورة يقول الشيخ، "إن الحال بعد الثورة لا يختلف عن
قبلها، حيث إن المشكلة تكمن فى إغراق الأسواق بالمنتجات الصينى، فالصين
تورد لك الخامات وتورد لك أيضاً المنتج النهائى الذى ينافس منتجك، ويمتاز
المنتج النهائى المستورد برخص ثمنه بالنسبة للمنتج المصنع المصرى مرتفع
الثمن، نظراً لارتفاع تكلفته، مما يؤدى لضعف منافسته فى السوق، وإقبال
المشترى على المنتج الصينى نظراً لرخص ثمنه، بالرغم من سوء جودته أمام
المنتج المصرى".
وعن المنتج الصينى يقول الشيخ، "سر تفوق الصين أنها تشترى مخلفات المعادن
والمواد الكسر بكميات كبيرة، وبأرخص الأثمان وتعيد تدويرها لإخراج خامات
جديدة رخيصة الثمن، تصدرها للدول الأخرى لمنافسة الخامات المحلية".
ويضيف خالد مسعود، أحد صانعى الإكسسوار، "أن تجار الإكسسوارات يتضاربون فى
السوق فيما بينهم، وحرق سعر المنتج النهائى فى السوق، وذلك يعود علينا نحن
بالخسارة، حيث ركود منتج ما يؤدى لرخص ثمنه، وبالتالى يقلل قيمة المصنعية
التى يدفها التاجر لصناعة القطعة، فى الوقت الذى نتحمل فيه نحن تكلفة
المواد من غاز ومية نار وجبس لصناعة قوالب الأشكال التى تستخدم فى صناعة
المنتج من مكسبنا، فيكاد يكون العائد معدوما فى بعض الأنواع".
ويوضح طارق الشاعر أن تجار الخامات يستوردونها برخص التراب، ويبيعونها لنا
بأسعار عالية لتحقيق مكاسب لهم، فى الوقت ذاته يشترى التجار المنتج النهائى
بسعر زهيد، مما يجعلنا نقلل من قيمة المصنعية لصانعى المنتج النهائى،
ويبيع التاجر بعد ذلك المنتج للمستهلك بسعر مرتفع، أى أن المستفيد فى
النهاية تاجر الخامات وتاجر المنتج النهائى وما يحققونه من أرباح، أما نحن
فهامش ربحنا يكاد يغطى التكلفة والمعيشة.
ويطالب الشيخ "عميد صانعى الإكسسوار"، القائمين على أمور البلد منع استيراد
المنتجات مكتملة الصنع، لتشجيع الصناعات المحلية، وإنعاش السوق بالمنتج
المصرى النهائى، والمساعدة على استمرار الأيدى العاملة المصرية، الماهرة فى
كافة المجالات والتى تخرج أجود الأنواع، ولا مانع من استيراد الخامات
الأساسية من الخارج، لطالما ستساعد فى خفض سعر المنتج النهائى المصنع بأيدى
مصرية.