- السجن لمصري ازدرى الإسلام وأهان الرئيس
أيدت
محكمة استئناف مصرية حبس قبطي ستة أعوام في قضية ازدراء الأديان وإهانة
رئيس الجمهورية، فيما تزايد الجدل في مصر بشأن حكم قضائي يتعلق بمحاولة نشر
المذهب الشيعي.
وقد أيدت محكمة جنح مستأنف مركز 'طما' بمحافظة
سوهاج جنوب القاهرة في جلستها اليوم بمعاقبة المدرس بيشوي البحيري المتهم
بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وإهانة الرئيس محمد مرسي
على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' بالسجن ست سنوات مع الشغل
والنفاذ، وتغريمه مبلغ 501 جنيه على سبيل التعويض المؤقت للمدعي بالحق
المدني.
وتتضمن مدة العقوبة السجن ثلاث سنوات في قضية ازدراء
الأديان وإهانة الدين الإسلامي ونشر الصور المسيئة للنبي محمد، وسنتان
لإهانة رئيس الجمهورية، وسنة لإزعاج المدعي بالحق المدني في القضية عن طريق
'الفيسبوك'.
وقد عقدت الجلسة وسط إجراءات أمنية مشددة داخل مجمع
المحاكم بمدينة سوهاج وذلك بناء على قرار وزير العدل، فيما تجمع عدد من
أعضاء التيارات الدينية والجبهة السلفية خارج أبواب مجمع المحاكم لمتابعة
القضية.
وكانت محكمة شمال القاهرة قد بدأت الأربعاء محاكمة قبطي
مصري بتهمة ازدراء الأديان وتحقير الذات الإلهية بعد اتهامه بأنه نشر على
صفحته على موقع فيسبوك مقاطع فيديو من الفيلم المسيء للإسلام والذي فجر
موجة من الغضب والعنف في عدد من البلدان الإسلامية.
وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول المقبل لإتاحة الفرصة لمحامي صابر لدراسة القضية.
وقد
ألقي القبض على ألبير صابر (27 عاما) في 13 سبتمبر/أيلول الجاري بعدما
تجمهر مئات المسلمين الغاضبين تحت بيته يتهمونه بنشر مقاطع من الفيلم
المسيء على الإنترنت، وقام ألبير بالاتصال بالشرطة لحمايته لكن الأخيرة
ألقت القبض عليه ليقدم للمحاكمة بتهمة ازدراء الديانتين الإسلامية
والمسيحية، وفقا لمنظمات حقوقية.
وقال صابر الذي يواجه تهما تصل
عقوبتها للسجن خمس سنوات 'أنا متهم بأشياء لم أفعلها على الإطلاق'، متابعا
'حسابي على الفيسبوك مسروق منذ 2010 وقمت بتحرير محضر بذلك'.
حكم ضد التشيع
في
غضون ذلك تزايد الجدل في مصر بشأن حكم قضائي يتعلق بمحاولة نشر المذهب
الشيعي. وفي هذا السياق, جاء إعلان منظمة حقوقية مصرية أنها تقدمت بطعن
أمام محكمة النقض ضد حكم بحبس مواطن يدعى محمد عصفور لمدة عام لأسباب
مرتبطة بانتمائه للمذهب الشيعي.
وقالت 'المبادرة المصرية للحقوق
الشخصية' إن الحكم ضد عصفور كان لأنه 'تسبب بأفعاله المخالفة لمذهب أهل
السنة في وقوع مشاجرة داخل المسجد استخدمت فيها الأسلحة، وإن كان المتهم
نفسه لم يكن يحمل أي سلاح، بحسب ما جاء في منطوق الحكم'.
وتابعت
المنظمة الحقوقية أن المحكمة قالت في حكمها إن 'عصفور ارتكب أفعالا كالصلاة
على المسبحة والتكبير على صدره وهي دلائل على اعتناق المذهب الشيعي مما
يثير عدم الطمأنينة لدى المصلين بالمسجد، وهو ما حدث فعلا من أهالي القرية
والمصلين بالمسجد الذين بدؤوا في صب سخطهم على المتهم، الأمر الذي نجم عنه
حدوث مشاجرات مع المتهم وبالتالي تدنيس أحد دور العبادة'.
وقال عادل
رمضان، محامي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية الذي يتابع هذه القضية إن
'المحكمة لم تقل إن المتهم قد دنس المسجد بأفعاله، وإنما ذكرت أن آخرين هم
من دنسوا المسجد نتيجة أفعاله من صلاة على مسبحة وتكبير على صدره مما أدى
إلى تشاجرهم في المسجد وتدنيسهم له، لكنها عادت فأدانت المتهم بسبب فعل
الآخرين، بالمخالفة للقانون'.
واعتبر رمضان أن 'حبس مواطن لمدة عام بسبب اعتناقه مذهبا ما وصلاته بطريقة يؤمن بها هو، أمر مشين'.
وكان
شيخ الأزهر أحمد الطيب قد أكد في مايو/أيار الماضي رفضه إقامة أي حسينيات
في مصر، معتبرا أن من شأن هذا الأمر 'زعزعة الاستقرار' في مصر التي يشكل
المسلمون السنة الغالبية العظمى من سكانها.
وقال بيان صادر عن
الأزهر إن الشيخ أحمد الطيب أكد أن 'المصريين هم أكثر شعوب الأرض حبا
واحتراما وإجلالا لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يزايد علينا
أحد في هذا الأمر'.
وكان بيان الأزهر قد صدر بعد معلومات عن إنشاء حسينية في ضاحية 6 أكتوبر بالقاهرة. يذكر أن الأزهر اعترف بالمذهب الشيعي منذ عقود.