القصة الكاملة لتصفية «الخلية الإرهابية» بمدينة نصر كما يرويها الأهاليألقت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، الخميس ، القبض على 5 متهمين فى حادث مقتل إرهابى داخل شقته بمدينة نصر بعد تبادل إطلاق الرصاص مع الشرطة.
تبين من التحقيقات أن القتيل يدعى كريم أحمد عصام محمد العزيزى، يحمل الجنسية الليبية، وأن أفراد الخلية الذين ألقى القبض عليهم هم: طارق عبدالسلام ورامى محمد أحمد السيد وطارق يحيى هليل ونبيل محمد عبدالمنعم وعلى محمد سعيد الميرغنى.
وذكرت التحقيقات أن المتهمين ألقى القبض عليهم أثناء مداهمة منزل أحد المتهمين، وأن الشقة التى وقع بها الانفجار بمدينة نصر كانت تستخدم كمخزن أسلحة لأفراد الخلية.
قررت نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار هشام بدوى، المحامى العام للنيابات، حبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات، ووجهت لهم تهم الإرهاب والتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية فى البلاد.
وفى الغربية والإسكندرية، ألقت أجهزة الأمن القبض على 3 أشخاص تابعين لخلية إرهابية، بحوزتهم أسلحة نارية، وجار التحقيق معهم ومناقشتهم.
ورصدت المصرى اليوم تفاصيل ساعة ونصف الساعة من الرعب والفزع مع أهالى شارع المثلث بمدينة نصر، بالحى العاشر، بعد مقتل الإرهابى إثر انفجار قنبلة يدوية أثناء محاولة إلقائها على قوات الأمن بعد تبادل إطلاق الرصاص عليهم.
وتحولت المنطقة إلى ساحة حرب بين الإرهابى والشرطة، تبادل خلالها الطرفان إطلاق الأعيرة النارية، وتحول بعدها العقار إلى كتلة لهب بعد أن التهمت النيران واجهة المبنى.
القصة الكاملة يرويها سكان العقار 61 شارع المثلث. قال عدد منهم إن القتيل حضر للإقامة بمفرده بالمنطقة منذ 7 أشهر، وكان يحضر فى ساعات متأخرة من الليل ويتردد عليه بعض الأشخاص.
وقال محمد عبدالحميد 28 سنة: أقطن بالطابق الثانى بالعقار المنكوب، وفى الخامسة فجراً استيقظت على صوت انفجار كبير، فخرجت من غرفتى وتوجهت إلى الشرفة المطلة على الشارع لاستطلاع الأمر، ففوجئت بعدد كبير من الضباط والمجندين يطلقون الأعيرة النارية تجاه العقار، وطلب أحدهم منى الدخول وغلق النافذة. وأضاف: توجهت إلى باب الشقة حتى أتمكن من الفرار بعد أن تبادل الطرفان إطلاق الرصاص بقوة واشتعلت النيران فى العقار.
وتابع: أثناء محاولة خروجى من المنزل، رفض الضباط والجنود خروج السكان خوفاً من هروب المتهمين، وبعد أن ارتفعت ألسنة اللهب نتيجة انفجار القنبلة، حاول الأهالى الخروج من العقار بأى طريقة، وألقى البعض منهم نفسه من أعلى بعد وضع بطاطين ومراتب للقفز عليها.
وقالت نورا فوزى 24 سنة، التى تقطن بالطابق الأول: سمعت أصوات إطلاق رصاص بطريقة كثيفة، حتى إننى ظننت أن الأطفال يطلقون (البمب) والصواريخ فى الشارع احتفالاً بحلول عيد الأضحى، وعندما لاحظت أن الساعة لم تتخط السادسة صباحاً خرجت إلى بلكونة الشقة وأصبت بالصاعقة عندما شاهدت قوات أمن يرتدون أقنعة سوداء وسيارات شرطة، بحوزتهم أسلحة يطلقون منها الأعيرة النارية بكثافة، وطلب منى أحدهم الدخول وعدم الخروج من الشرفة مرة أخرى حتى لا أصاب.
وتابعت نورا: النيران التهمت الطابق الأول بعد سماع صوت انفجار مدوٍ أصابنى بالهلع، كأننى فى حرب، وبعد قيام الأهالى بإنقاذ أفراد أسرتى، انهار السلم بعد الانفجار وخرجت ألسنة اللهب من داخل شقة المتهم، ما دفعنى للعودة إلى شقتى مرة أخرى، وإلقاء نفسى من الطابق الأول بعد أن تملكنى الخوف وشعرت بأننى سأموت لا محالة، وقام الأهالى بوضع بطاطين على الأرض وقفزت من الطابق الأول.
وقال أيمن لطفى، الذى كان لايزال فى صدمة من هول ما رأى، بعد أن شاهد الموت بعينه، على حد قوله: أنا مش عارف إزاى لغاية دلوقتى عايش.
ترك المواطنون العقار المنكوب وباتوا ليلتهم فى العراء بين حطام متعلقاتهم التى التهمتها نيران الغدر، وصراخ أطفالهم الذين أصيبوا بالرعب.. ملامح الحزن والوجوم ارتسمت على وجوه النساء، وقد تجمعن فى شقة أحد جيرانهن للاطمئنان على بعضهن، والتشاور فيما يمكن فعله حتى يتسنى لهن تدبير أحوال المعيشة، خاصة مع حلول عيد الأضحى.
وقال أمير محمود، الذى يقطن فى العقار المقابل للعقار المنكوب، إن مسؤولى الحى حضروا لمعاينة التلفيات التى لحقت بالعقار.
وأضاف أنهم سوف يقومون بحصر التلفيات وصرف تعويض مادى قدره 1000 جنيه لكل شقة، على أن يقوم الحى بإصلاح التلفيات التى لحقت بواجهة العقار.
وتابع أن الشرطة أساءت التصرف مع الحادث، خاصة أن الأجهزة الأمنية لديها معلومات حول المتهم والخلية التى ينتمى إليها.
وقالت سمر ناصر القاطنة فى العقار المقابل: فوجئت بصوت انفجار قوى هز أرجاء المكان، وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان، وتحولت المنطقة إلى ساحة قتال، وارتفعت أصوات صراخ الأطفال وبكاء السيدات، وبعدها حضرت قوات الدفاع المدنى لإخماد الحريق قبل أن يمتد لباقى العقارات المجاورة وغلق خط الغاز وفصل الكهرباء خوفاً من حدوث ماس كهربائى يؤدى إلى كارثة.
شكل شباب المنطقة المنكوبة فرق إنقاذ، حيث قاموا بإحضار سلم حديدى طويل، ووضعوه خارج العقار لإنقاذ السكان الذين فشلوا فى الخروج من الشقق وقاموا بإنزال الأهالى، وبعد وصول قوات الحماية المدنية لمكان الحادث، أشرف اللواء سامى يوسف مدير الحماية المدنية بالقاهرة، على إخماد الحريق وخروج السكان بطريقة آمنة.