كتب - أيمن صبري:

بعث العالم والمفكر الإسلامي التريندادي عمران نزار حسين برسالة مصورة شديدة اللهجة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر تم إرسالها أثناء محاضرة ألقاها بمسجد الغفران بماليزيا مذكراً إياهم بعديد الأخطاء التي وقعوا فيها منذ تقلدوا حكم مصر وما زالوا مستمرين في ارتكاب المزيد.

بدأ عمران رسالته متسائلاً عن وظيفة الدستور لدى الشعوب، ثم استشهد بالدستور النبوي الذي ألف بين الثقافات والأديان المختلفة في المدينة المنورة، فما بين مهاجرين مسلمين من مكة وعبدة أصنام ويهود ونصارى استطاع الرسول الكريم خلال سبعة أشهر من المفاوضات أن يتوافق الجميع على العيش جنبا إلى جنب وخرج إلى النور أول دستور مكتوب في العالم أجمع وسمىَ بـ"ميثاق المدينة".

ومن هنا بدأ عمران في توجيه حديثه للإخوان المسلمين في مصر مستنكراً عليهم الطريقة التي يديرون بها الفترة الحرجة الحالية من تاريخ مصر، ومؤكداً أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقر دستور المدينة عن طريق الاستفتاء لأن هذا شيء عبثي ولكنه أقره بالتوافق والإجماع لأن الأمة الغير متجانسة لن تحيا بسلام إلا بالتوافق على عقدها الاجتماعي.

وأردف العالم الإسلامي بتوجيه إعتذار وأسف كبيرين لمسيحيي مصر الذين تم إقصائهم من المشهد السياسي في مصر، ومحذرا الإخوان من خطورة تجاهل ذلك الفصيل الأصيل في المجتمع المصري والنسيج الذي لو تفكك عن رقعة المجتمع لتفكك المجتمع كله، معتبرا طريقة معالجة الموقف مع انسحاب المسيحيين من لجنة وضع الدستور غير حكيم بل وضال عن الوقع، ومستشهداً كذلك بتوافق النبي مع النصارى واليهود والوثنيين في المدينة.

وتساءل المفكر الإسلامي مستنكراً هل هذا هو المثال الطيب الذي تقدمونه للعالم الإسلامي، أحذركم من التهور أيها الإخوان فهناك العديد من القوى في العالم تنظر إليكم بترقب وترجوا خطأكم وأنتم تعلمون، وإذا كنتم ما زلتم تعتبروننا إخوانكم فلا تستاءوا من نصيحتنا وخذوا تحذيرنا على محمل الجد لا الهزل.

وتطرق عمران إلى التصويت على الدستور الجديد فقال "لو أني مصري لم أكن لأصوت أبداً على الدستور الجديد كما أدعوا جميع من لهم حق التصويت من المصريين الذين يتفقون أن لا يصوتوا في استفتاء من أجل تطبيق الشريعة لأن هذا ابتعاد عن السنة المستنيرة للنبي صلى الله عليه وسلم، فذلك الاستفتاء كان لابد أن يستبدل بحالة من الحوار الحكيم الذي أصبح شحيحاً تلك الأيام مع جميع الأطراف في محاولة لإيجاد التوافق ولو بالحد الأدنى.

وعن رفضه تطبيق الشريعة الإسلامية في الوقت الحالي أكد عمران أن فشل علماء الإسلام سيقود الأمة بكاملها إلى مصاعب وإحراج، وانه يجب فقط تطبيقها على الذين يقبلون بها لحين إيجاد علماء مستنيرين يستطيعون التعامل مع الفتنة غير المسبوقة التي يعيشها العالم الآن ويدعون إلى سبيل الله بالحكمة كما قل الله تعالى {ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة..الآية} فهل ما يفعله الإخوان هو حكمة أم أن هذه هي الطريقة التي تؤثر بها على المصريين مسلمين كانوا أو غير ذلك.

ثم وجه العالم الجليل سؤالا للإخوان المسلمين وهو إلى أي اتجاه يأخذون مصر وإلى أي اتجاه يذهب العالم أجمع، وأضاف كذلك ألا يعلم الإخوان أن مصر مستهدفة من الصهاينة وهم يريدون سبباً حقيقيا لمحاربتها والاستيلاء عليها وسط ترحيب العالم ومساندته حيث أن سياساتكم ستمنح المشروعية للصهاينة الذين سبررون اعتدئهم على مصر بأنها دفاعا وليس اعتدءا.

وفي نهاية رسالته أكد عمران نزار أن كلامه ولو كان قويا وشديد اللهجة إلا أنه نابع من حرص على مصر وشعبها، ورغبة في نجاح تطبيق شريعة الله بالطريقة الصحيحة التي يرضى عنها الرسول ويتقبلها حتى غير المسلمين.