| {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الاميرة يارا نائبة المدير العام
sms : عدد المساهمات : 85734 صوره :
| موضوع: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الأحد 09 فبراير 2014, 7:14 am | |
| الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ حَمْداً كثيراً طَيباً مُبَاركاً فيهِ كَمَا يُحِبُّ ويَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، وصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وخَلِيلُهُ، فاللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أجمعينَ، وعلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بإِحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ. أَمَّا بعدُ: فأُوصِيكُمْ عِبادَ اللهِ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تعالَى، قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) أيهَا المؤمنونَ: أَبْدَعَ اللهُ تعالَى الكَوْنَ وجَعَلَهُ مُتَّسِعَ الأرجاءِ، وبَثَّ فيهِ مِنَ العَوَالِمِ مَا ليسِ لهُ انتهاءٌ، وأحاطَ عِلْمُهُ بِكُلِّ الكائناتِ والأشياءِ، فلاَ يَغِيبُ عَنْهُ مِثقالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ، ولاَ يَطَّلِعُ أحَدٌ علَى غَيْبِهِ إلاَّ بِمَا شاءَ، قالَ جَلَّ وعَلاَ ( قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)() ، وقال تبارك وتعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ )(). وإنَّ الإيمانَ بالغيبِ أَصْلٌ مِنْ أُصولِ الدِّينِ، وسِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ الْمُتَّقِينَ، قالَ اللهُ تعالَى: (ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) وقَدْ أوْحَى اللهُ سبحانَهُ فِي القرآنِ الكريمِ إلَى نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم بأنباءٍ غَيْبِيَّةٍ مَا كانَ يَعلَمُهَا هُوَ ولاَ قَوْمُهُ مِنْ قَبْلُ، لِيَشُدَّ مِنْ أَزْرِهِ، ويُقَوِّيَ حُجَّتَهُ، ويَزيدَ فِي صبْرِهِ، قالَ تباركَ وتعالَى: ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) وقَصَّ القرآنُ الكريمُ علَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنباءَ المُرْسَلِينَ، تَثْبيتاً لَهُ وعِظةً للمؤمنينَ، قالَ تعالَى ( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ * وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )(). كمَا ذَكَرَ القرآنُ الكريمُ بعضَ مَا سيقَعُ مِنْ غَيْبِيَّاتٍ، كمَشَاهِدَ مِنْ يومِ القيامةِ ومَا فيهِ مِنْ أهوالٍ وكُرباتٍ، قالَ عَزَّ وَجَلَّ: ( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ* يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) لِيَستَعِدَّ المؤمنُ لِلِقَاءِ الآخرةِ بأَحْسَنِ الأعمالِ، وشَريفِ الْخِصالِ، فقَدْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوَجِّهُ أصحابَهُ رضي الله عنهم لِذلِكَ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: «أنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ». عبادَ اللهِ: والإيمانُ بالغَيْبِ يُوَرِّثُ فِي قَلْبِ المؤمنِ خَشْيةَ اللهِ تعالَى فِي سِرِّهِ وعلانيتِهِ، فيُحافظُ علَى الطاعاتِ والعباداتِ، ويَحْرِصُ علَى تزكيةِ النفْسِ وإخلاصِ النيَّاتِ، قالَ سبحانَهُ: ( إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ المَصِيرُ)() فمَنْ خَشِيَ ربَّهُ بِالْغَيْبِ، وآمَنَ بِمَا أخبَرَ بهِ مِنْ جَنَّةٍ ونارٍ، ونَعِيمٍ وجَحِيمٍ، وثَوابٍ وعِقابٍ؛ استقامَتْ جَوَارِحُهُ، وحَسُنَتْ سَرِيرَتُهُ، وأنابَ قَلْبُهُ، وصَفَتْ نِيَّتُهُ، وكانَتْ فِي الجِنانِ منزلتُهُ، قالَ اللهُ تعالَى: ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ* مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ). وإنَّ العبدَ الذِي تَرَسَّخَ الإيمانُ فِي قَلْبِهِ يُوقِنُ بأنَّ مَا قدَّرَهُ اللهُ سُبحانَهُ لَهُ مِنْ خيْرٍ أَوْ شَرٍّ غَيْبٌ لاَ يَعلَمُهُ إلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وهوَ خيرٌ لهُ فِي كُلِّ حالٍ، فقَدْ يكونُ الخيرُ فيمَا يَكْرَهُ الإنسانُ، وقَدْ يكونُ الشَّرُّ فيمَا يُحِبُّهُ، قالَ اللهُ سُبحانَهُ: ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ). فيَا مَنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ، لاَ تَغْفَلَنَّ عَنْ شُكْرِ رَبِّكَ، فقَدْ يأتِيكَ الغَيْبُ بالمَزِيدِ مِنَ النِّعَمِ والعطاءِ، ويَا مَنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، اصبِرْ ومَا صبْرُكَ إلاَّ باللهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ». فَارْضَ يَا عَبْدَ اللهِ بِمَا قَدَّرَهُ اللهُ تعالَى واختارَهُ لَكَ فِي عِلْمِ الغَيْبِ، فإنَّ الخيرَ فيمَا اختارَهُ اللهُ، قالَ تعالَى: ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). اللهُمَّ اجعَلْنَا بالغَيْبِ مُؤمنينَ، وللصلاةِ مُقيمينَ، ومِمَّا رَزَقْتَنَا مُنفقِينَ، وأَذِقْنَا حلاوةَ الإيمانِ حتَّى لاَ نُحِبَّ تأخيرَ مَا قَدَّمْتَ، ولاَ تعجيلَ مَا أخَّرْتَ، ووَفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ نبيِّكَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وطاعةِ مَنْ أمَرْتَنَا بطاعتِهِ عملاً بقولِكَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) . بارَكَ اللهُ لِي ولكُمْ فِي القرآنِ العظيمِ ونفعَنِي وإياكُمْ بِمَا فيهِ مِنَ الآياتِ والذِّكْرِ الحَكِيمِ وبِسُنَّةِ نبيهِ الكريمِ صلى الله عليه وسلم أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، فاستغفِرُوهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ. | |
|
| |
الاميرة يارا نائبة المدير العام
sms : عدد المساهمات : 85734 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الأحد 09 فبراير 2014, 7:14 am | |
| | |
|
| |
الاميرة يارا نائبة المدير العام
sms : عدد المساهمات : 85734 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الأحد 09 فبراير 2014, 7:14 am | |
| | |
|
| |
الاميرة يارا نائبة المدير العام
sms : عدد المساهمات : 85734 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الأحد 09 فبراير 2014, 7:15 am | |
| | |
|
| |
ريتاج . المشرف
sms : عدد المساهمات : 8531 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الأحد 09 فبراير 2014, 9:35 am | |
| | |
|
| |
الاميرة يارا نائبة المدير العام
sms : عدد المساهمات : 85734 صوره :
| |
| |
القلب المجروح مراقب
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 443 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الثلاثاء 11 فبراير 2014, 9:12 am | |
| | |
|
| |
الاميرة يارا نائبة المدير العام
sms : عدد المساهمات : 85734 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الأربعاء 12 فبراير 2014, 10:49 am | |
| | |
|
| |
ريتاج . المشرف
sms : عدد المساهمات : 8531 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الخميس 13 فبراير 2014, 7:07 am | |
| | |
|
| |
سعيد شرباش المدير العام
sms : عدد المساهمات : 14821 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الخميس 13 فبراير 2014, 11:19 pm | |
| | |
|
| |
الاميرة يارا نائبة المدير العام
sms : عدد المساهمات : 85734 صوره :
| |
| |
ملكة لا يهتز لها عرش مراقب
sms : عدد المساهمات : 3673 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الأحد 16 فبراير 2014, 6:31 am | |
| | |
|
| |
الحصان الابيض مراقب
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 468 صوره :
| موضوع: رد: {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ الأحد 16 فبراير 2014, 6:44 am | |
| | |
|
| |
| {خطبهـ الجمعة }>الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ | |
|