التنظيم الدولى يجتمع بقيادات الإخوان لبحث الأزمات الداخلية فى مصر.. ومصادر: خطة "الاحتواء والانتشار" محاولة لإرضاء الشباب لإعادة تنظيم الصفوف وزيادة أعداد المظاهرات بعد رفع تقرير يؤكد ضعفها
الأربعاء، 19 فبراير 2014 - 03:23
الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان الإرهابية
كتب محمد حجاج وأحمد عرفة
قالت مصادر قيادية بجماعة الإخوان، إن عددًا من قيادات جماعة الإخوان فى الخارج، بقيادة الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة، عقدوا اجتماعا لبحث الفراغ الذى حدث مؤخرا بين قيادات الجماعة وبين شبابها، ومحاولة إيجاد حل من أجل إشعال المظاهرات مرة أخرى، حيث لاحظت الجماعة خلال الفترة الماضية طلبات عدد كبير من الشباب بالمشاركة فى القرار، وكذلك تعيين قائد للتحالف الداعم للجماعة، وإعادة هيكلته مرة أخرى.
المصادر أضافت أن الجماعة تقوم الآن بخطة جديدة لاحتواء الشباب تسمى "الاحتواء والانتشار"، والتى تعتمد بشكل رئيسى على تهدئة الشباب مرة أخرى، وتلبية طلباتهم بما يتفق مع الوضع العام للجماعة فى الوقت الحالى، ثم الانتشار عن طريق العمل على إعادة قوة المظاهرات مرة أخرى، بعد أن أصابها الضعف فى الفترة الأخيرة، عقب تمرد عدد من الشباب، وعدم استجابتهم لدعوات الجماعة للتظاهر، وذلك بعد أن قامت غرف الرصد والمتابعة التى أقامتها الجماعة لمتابعة التحرك الميدانى داخل مصر برفع تقرير للقيادات، يفيد بتراجع المظاهرات الرافضة للسلطة الحالية.
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع تضمن أيضا أجندة بأهم المشكلات التى تواجه الجماعة فى الوقت الحالى، إلى جانب ضعف المظاهرات، وغضب الشباب، والمبادرات الأخيرة التى طرحت من شخصيات سياسية وأحزاب، مع ضرورة التواصل معهم لتطوير هذه المبادرات، كما أكد الاجتماع على ضرورة عقد المكاتب الإدارية بجماعة الإخوان لقاءات مع الشباب لرفع مطالبهم للقيادة العليا، لتنفيذها، بجانب حثهم على ضرورة المشاركة الإيجابية فى التظاهرات خلال الأيام المقبلة.
وكشفت المصادر أن الاجتماع تضمن قضية اعتراض الشباب على أسلوب القيادة، وتوريط الجماعة فى الفترة الأخيرة، حيث وعدت الجماعة شبابها بمحاسبة كل من أخطأ من داخل الجماعة، عقب انتهاء أزمة الجماعة التى تعيشها حاليا، مطالبين إياهم بضرورة استمرار التظاهر حتى تمر الجماعة من أزمتها.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إننا أمام سيناريو لجوء الجماعة لقيادات الخارج بشكل مؤقت لتسيير شئون الجماعة وإدارة الأزمة، بالتنسيق مع قيادات الجماعة الإسلامية الهاربين بتركيا وقطر.
وأضاف، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أنه من المستبعد الإعلان عن قيادة جديدة بديلة للقيادات المقدمة للمحاكمة حالياً حتى لا يظهروا بمظهر المستسلم، مشيرا إلى أن هناك فرضية ضعيفة فى حال وصول الأطراف لتسوية ولجأت السلطة الجديدة - أياً كانت - بعد الانتخابات للتصالح مع الإخوان، ودمجهم فى المشهد سعياً للمصالحة الوطنية ودعماً للاستقرار، فستفرض طبيعة المرحلة على الإخوان والسلطة التوافق على قيادة إخوانية جديدة تصلح لهذه المهمة، خاصة أن هناك سابقة تاريخية بهذا الشكل، كما حدث عندما توافق الإخوان والملك فاروق على قيادة توافقية لها علاقة جيدة بالسرايا، ويرضى عنها الإخوان، فكان المستشار حسن الهضيبى المرشد الثانى.
وأوضح أن الاحتمال الأكبر أن تواصل الجماعة بقيادات الخارج، مع إعطاء هامش واسع من حرية التحرك والتصرف للقيادات الشابة فى الداخل، بشأن التعامل مع المستجدات الميدانية.
وأشار إلى أن السيناريو الأخير هو حدوث ميلاد لتنظيم جديد بقيادة جديدة ذات خطاب وطرح متطور تغطى على القيادات القديمة، وتتجاوزها مثلما حدث على الساحة الإسلامية التركية، عندما انفصل أردوغان ورفاقه عن حزب الرفاه، وتقدموا بخطاب وطرح مختلف ومتطور تجاوز مرحلة القيادة القديمة المتمثلة فى نجم الدين أربكان، وهذا السيناريو موجود بالفعل منذ سنوات لكنه متعثر وغير مقنع، ويتمثل فى عبد المنعم أبو الفتوح وحزبه، لكن الحديث اليوم عن قيادة أخرى أقوى من أبو الفتوح تستطيع إنجاز ما أنجزه أردوغان فى تركيا.