عقب مصرع معلم بالإسكندرية على يد طالب.. المدرسون يستنكرون تجاهل وزارة التعليم للحادثة ويدعون للإضراب حال تعرضهم للإهانة.. و"المهن التعليمية" تطالب بقوانين رادعة وتقرر صرف 10 آلاف جنيه لأسرة المتوفى
الجمعة، 28 مارس 2014 - 09:46
الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم
كتبت آية دعبس
"عارفين هو مات ليه؟ مات عشان صعبت عليه نفسه ﻣﻦ الضرب اللى اتعرضله من طالب لم يتجاوز عمره الـ15 عاما، عارفين قبل ما يموت قال إيه؟ وعمل إيه؟ المدرس ده مات وهو دموعه فى عينه وهو بيستنجد بصحابه.. وكانت آخر كلمة قالها يرضيكوا أتضرب كده؟ المدرس مات مقهور ودموعه فى عينه من إهانة طفل من سن أولاده وتعديه عليه بالضرب"، بتلك الكلمات عبر المعلمون عن معاناتهم وغضبهم حيال ما يتعرضون له بشكل يكاد يكون يوميا من إهانات وتعديات من جانب تلاميذهم داخل الفصول، وبتلك الكلمات رثوا زميلهم بعد موته مقهورا دون وجود منقذا له.
فى تطور لم يتوقعه أحد من العاملين بالمنظومة التعليمية، فوجئ الجميع بمصرع سامى عبد المنعم 55 سنة، مدرس مادة الدراسات الاجتماعية، بمدرسة عمر بن الخطاب الإعدادية بالإسكندرية، الذى وقع على الأرض "متوفيا" أثناء مشادة بينه وبين الطالب إبراهيم أسامة، 15 سنة طالب بالصف الثالث الإعدادى، دون اتخاذ أية إجراءات من قبل وزارة التربية والتعليم، حيال ضمان عدم تكرار الواقعة، الأمر الذى نتج عنه إثارة موجة من الغضب العارم بين المعلمين.
وأكد عدد من المعلمين عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعى، "الفيس بوك"، أن هذا الحادث كفيل بإقالة وزير التعليم لما واجهه أحد العاملين بالتعليم، مشيرين إلى أن ضعف المستوى التعليمى انعكاس طبيعى لحال المعلمين والطلاب، ومنظومة تعليم وصفوها بـ"الفاشلة" والعاجزة عن إيجاد علاج للقضاء على الأمراض التى سيطرت على مؤسساتها.
وقال عبدالناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، لـ"اليوم السابع"، إن مقتل معلم على يد طالب بالمرحلة الإعدادية نتيجة طبيعية لنوع التعليم الذى دائما ما يتزيل اهتمام الدولة، وأضاف: "الحادثة جرس إنذار للمعلم المصرى، الذى يجب أن يعلم أن تحقيق كرامته وهيبته وتحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية لن يأتى ولن يتحقق إلا من خلال منظومة تعليم جيد تحافظ على آدامية كل مواطن، تعليم يوضع على رأس أولويات أى حكومة، أو أى رئيس".
وتابع: "علينا أن نتأكد من أن الاستقرار الحقيقى والمستقبل الذى نتمناه لوطننا لن يأتى إلا من خلال تعليم أفضل"، مؤكدا أن التعليم المصرى يشعر الجميع فيه بالامتهان وإهدار للكرامة سواء أكانوا معلمين أو طلاب، مشيرا إلى أنه يهدى الحادثة إلى الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، والرئيس المستشار عدلى منصور، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
ودعا رئيس اتحاد المعلمين المصريين، كافة المعلمين عقب تزايد مسلسل الاعتداء على المعلمين فى المدارس وإهانتهم بشكل يومى، إلى إعلان إضرابهم فى أى مدرسة يتعرضون فيها للإهانة وإهانتهم سواء من مسئول أو طالب، والمطالبة بتشريع يجرم الاعتداء على المعلم بأى شكل من الأشكال، وبقرار وزارى يضع قواعد صارمة فى حالة التعدى على المعلم من قبل طلابه.
واستنكر محمد زكريا حسونة، وكيل النقابة العامة المستقلة للمعلمين، تجاهل وزارة التربية والتعليم للحادثة، دون اتخاذ أية إجراءات حاسمة لضمان الحفاظ على كرامة المعلم، مشيرا إلى أنه لو تبدل الحال وكان الطالب بدلا من المدرس، لانقلب الأمر رأسا على عقب وأصدر الوزير مجموعة من القرارات الصارمة لمعاقبة المعلم، وتهدئة الرأى العام.
من جانبها، أدانت النقابة العامة للمهن التعليمية، قتل المعلم سامى خطاب بمدرسة عمر بن الخطاب بالإسكندرية على يد أحد الطلبة، معتبرة ذلك نموذجا صارخاً لتدنى المستوى الأخلاقى والعلمى والتربوى الذى وصلت إليه مصر خلال العقود الأخيرة التى تزايد بها إهانة المعلم والانتقاص من كرامته، حتى تجرأ طالب على قتل أستاذه.
وأوضحت النقابة أن محمد محمود وكيل أول النقابة، أجرى اتصالاً هاتفياً بأسرة المعلم الشهيد قدم لهم خلاله تعازى مجلس النقابة، مؤكداً أن النقابة قد قررت صرف إعانة الكوارث لأسرة المعلم المتوفى وقيمتها 10 آلاف جنيه، طبقاً للائحة الإعانات بالنقابة إلى جانب التوجيه نحو سرعة صرف كافة مستحقاته النقابية من صندوق زمالة ومعاش نقابى.
وطالب وكيل أول النقابة، الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، بإعادة النظر فى القوانين المنظمة للعلاقة بين الطلاب والمعلمين، وإقرار قوانين حاكمة تضمن للمدرس عدم التعرض لإهانة من قبل طلابه، مشيرا إلى أن النقابة تهدف للحفاظ على كرامة المعلم.