"حازم" فشل فى اغتصاب طفلة فخنقها بطرحتها ثم مزقها بسكين وألقاها فى "الترعة"
«جثة طافية على سطح الماء»، مشهد قد يكون مألوفاً فى القرى المطلة على النيل، وغالباً ما تكون الجثة لغريب جرفته المياه أو غريق أثناء استحمامه أو طفلٍ سقط فى الماء سهواً عندما غاب عن عين والدته.
لكن فى قرية بنى سميع بمحافظة أسيوط كان الأمر مختلفاً، جثة الطفلة «إيمان»، 12 سنة، كانت طافية أمام منزل أسرتها على بُعد أمتار من أمها وأشقائها، باتت ليلتها فى حضن الماء، وهم يظنون أنها تبيت ليلتها فى منزل عمها، أرسلتها أمها لإحضار «جلبة حنفية» من منزل عمها، شاهدها «حازم» جارهم المعروف بتناوله الأقراص المخدرة، تعقبها، اقتادها للمنطقة الخلفية من منزله، كمّم فمها، حاول اغتصابها، قاومته الطفلة بقوة، حاول ثانية وثالثة، استمرت مقاومتها، وانتفض جسدها للدفاع عن نفسها، لم تفلح كل محاولاته فى السيطرة على «إيمان»، خاف من الفضيحة، فقرر التخلص منها، خنقها بطرحتها ولم يتركها حتى فارقت الحياة، ساوره الشك، ربما لم تمت وفقدت الوعى فقط، طعنها 10 مرات بالسكين فى صدرها وعنقها وبطنها، غرقت «إيمان» فى دمائها، لم تعد تستطيع الدفاع عن نفسها، حافظت على شرفها، افتدته بحياتها، تخلت عن حلمها أن تكون طبيبة تعالج أمها، واختارت الموت عوضاً عن الحياة بشرف ضائع.
فكر المتهم فى كيفية التخلص من جثة جارته، وضع جسد «إيمان» الهزيل فى «قفة» اعتادت أسرته منحها للجيران، لقضاء حوائجهم بها، حتى بات معروفاً للجميع أن هذه القفة تخص أسرة «حمزة».
حمل الصباح جثة «إيمان» داخل «القفة» واستقر بها أمام منزلها، تعرف عليها الأهالى، حتى تلك اللحظة لم تعرف «منى» شقيقة «إيمان» أن أختها قتلت، أسرعت إلى منزل جيرانهم «أسرة القاتل»، قالت لأخته: «تعالى نشوف البنت اللى لقيوها فى الترعة دى»، وصلت هناك فكانت الصدمة، «دى إيمان أختى»، فسقطت فاقدة الوعى وحملها أهالى القرية مع جثمان أختها إلى منزلهما لتبدأ رحلة البحث عن القاتل، الذى لم يتوقع أحد أنه «حازم» جارهم. يحكى أهالى القرية: «إيمان» أخت لسبعة أشقاء آخرين 3 أولاد و4 بنات، مات أبوهم وهى فى الخامسة من عمرها، لم يترك لهم مالاً أو إرثاً كبيراً، ولكن ترك لهم السمعة الطيبة والأخلاق الحميدة، تولت الأم رعاية أبنائها حتى كبر «مصطفى»، الابن الأكبر، ليُعين أمه على متاعب الحياة وعمل بأحد المخابز هو وشقيقه الآخر باليومية.
شقيقا المجنى عليها
ومن مفارقات القدر أن تأتى حادثة قتل «إيمان» بعد محاولة اغتصابها بعد أسابيع قليلة من مقتل طفلة أخرى تُدعى أيضاً «إيمان» بذات الطريقة فى قرية عرب الكابلات المجاورة لقرية بنى سميع. فى قرية بنى سميع التقت «الوطن» والدة «إيمان» التى تقتل الحسرة قلبها، فهى لا تزال تعتقد أنها السبب فى وفاة ابنتها عندما أرسلتها إلى منزل عمها ليلاً لإحضار «جلبة الحنفية» تقول والدة «إيمان» وهى تصرخ: «أنا اللى قلت لها روحى بيت عمك، وديتها للموت، حقك عليا يا بنتى، أنا لقيت الحنفية بتخر مية ومش مبطلة، فقلت لإيمان روحى بيت عمك وهاتى لنا جلبة حنفية ومفتاح، وقالت لى حاضر ولما اتأخرت قلت يبقى نامت فى بيت عمها، وأتارينى باوديها للموت ومش هاشوفها تانى، بنتى فرّطت فى عمرها مافرطتش فى شرفها». تتذكر الأم ابنتها قبل وفاتها بيوم، وهى تحضنها وتقبّلها وتقول لها «أنا بحبك قوى يا أمى، تصدقى إنى حلمت بأبويا، هو واحشنى قوى، عايزة أروح معاكى يوم الجمعة (الجبانة) أقرأ ليه الفاتحة، ماكنتش أعرف إنى هازورها معاه يوم الجمعة». وتضيف الأم «مش هتبرد نارى إلا لما أشوف اللى قتل بنتى متعلق فى المشنقة».
«سمر» شقيقة المتهم قالت: فى يوم الجريمة «حازم» (القاتل) «حضر فى وقت متأخر إلى المنزل وكانت ملامحه متغيرة، ولما سألناه كنت فين، قال كنت جوه البلد، ودخل حجرته وصحينا الصبح مالقيناهوش، فوجئنا فى الصباح بأخى (عبدالرحيم) يتصل بنا وسألناه (حازم) عندك، فقال أيوة، وقال لنا ادخلوا حجرة (حازم) ونضّفوها كويس، لما دخلنا الحجرة وجدنا دم على السرير وفى الأرض، روحنا مسحنا الحجرة وغسلنا الملاية». وأشارت إلى أنها وجدت الدم على ملابس «حازم» الداخلية فى «الشوفونيرة» كان قد خلعها قبل خروجه وعلى الجاكيت، فقال لنا أخى «عبدالرحيم»: «احرقوها».
بعد اكتشاف الحادث، بدأت فرق البحث التابعة لمركز أبوتيج عملها بالبحث عن القاتل، وكانت البداية بسؤال الجيران ليظهر أول خيط يدل على القاتل، فقالوا إن القفة التى كانت الطفلة بداخلها تخص أسرة «أحمد محمد حمزة»، وباستدعاء شقيق المتهم «عبدالرحيم» وشقيقته «سمر» ومواجهتهما بأقوال الجيران، أقرا بارتكاب أخيهما الواقعة، وما حدث بعدها، حتى تمكنت فرق البحث من كشف لغز الجريمة.