يعد مسجد جواثا في الأحساء من المواقع الأثرية القليلة التي لا تزال قائمة ويعرف موقعها، وزيارته
متاحة للزائرين بشكل يومي، رغم ان بعض الباحثين اكدوا ضرورة ترميمه، لانه مهدد بالانهيار. وتشير
كتب التاريخ إلى أن ثاني جمعة في الإسلام اقيمت في هذا المسجد، بعد مسجد الرسول صلى الله عليه
في المدينة المنورة
ويعود تاريخ بنائه إلى السنة السابعة من الهجرة، بناه بني عبد القيس بعد وفادتهم الثانية من رسول
الله . وقد روى البخاري بالسند عن ابن عباس أن «أول جمعة جمعت في الإسلام بعد مسجد رسول الله
، في مسجد عبد القيس في جواثا»، وهو قائم حتى الآن ويقع شرق قرية الكلابية، إحدى القرى
الشرقية في الأحساء
وتذكر كتب الحديث ومصادر التراث أن جواثا حصن أو قصر لعبد القيس في «البحرين»، وهو الاسم
القديم لمنطقة تشمل كلاً من البحرين والأحساء والقطيف، أو الساحل الشرقي من السعودية، وأن حصن
جواثا اعتصم به المسلمون الذين ثبتوا على دينهم عندما حاصرهم أهل الردة، ، ويعتقد أن
الأراضي في الجنوب الغربي من جواثا، تضم رفاة من استشهد من المسلمين في حروب الردة، ومنهم
الصحابة عبد الله بن سهيل بن عمرو، وعبد الله بن عبد الله بن أبي، حيث تحصن مجموعة من
المسلمين داخل أسوار المسجد حين حاصرهم المرتدون في عام 14 هجرية (635)، كما تشير إلى
ذلك مصادر تاريخية، ومنها العلامة حمد الجاسر في كتابه «المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية»
ويبعد المسجد الذي يقع ضمن متنزه يعرف بالاسم نفسه، نحو 17 كيلومتراً شمال شرقي مدينة
الهفوف، وقبل سنوات اكتشف أن المسجد الحالي أقيم فوق أنقاض مسجد أقدم منه، ويشير الشيخ عبد
الرحمن الملا في كتابه «تاريخ هجر»، إلى أن المسجد الذي غطت الرمال أغلب أجزائه، قد تم
ترميمه في عام 1210هـ، الذي قام بترميمه الشيخ أحمد بن عمر آل ملا، ويرى المهتمون بالآثار أن
أطلال المسجد السابق هو مسجد جواثا
شكل ا لمسجد من الداخل