شمس البارودى لـ«اليوم السابع»: لم أذهب لمبارك مع حسن يوسف لكننى اتصلت به ودعوت له ووصفته بالبطل..لم أقابل الرئيس الأسبق أو حرمه أبدا.. ولم نأكل مطلقا على موائد الحكام..ولم نتكسب بالدين
الأحد، 11 مايو 2014 - 09:37
شمس البارودى
حوار - زينب عبداللاه ( نقلاً عن العدد اليومى)
جميلة جميلات السينما المصرية، التى أخجلت الشمس الحقيقية من فرط سطوعها وإبهارها، اعتادت الغياب عن الأضواء ووسائل الإعلام منذ قررت اعتزال الفن وارتداء الحجاب منذ ثلاثين عاما وهى فى أوج شهرتها وجمالها، ولم تظهر شمس البارودى حتى للدفاع عن نفسها فى أشد الأوقات التى شهدت هجوما حادا عليها بعد هذا القرار، ولكنها وفى أحداث استثنائية وحصرية تحدثت مع «اليوم السابع»، حيث انفردنا بحوار سابق معها عقب ثورة 30 يونيو التى خرجت فيها لتفويض الفريق السيسى، كشفت خلاله أسرارا كثيرة عن حياتها الشخصية وعلاقتها بعدد من الشيوخ ورأيها فى الإخوان.
اليوم تخرج شمس الملوك جميل البارودى عن صمتها مرة ثانية لتختص «اليوم السابع» بهذا الحوار بعد زيارة زوجها الفنان حسن يوسف للرئيس المخلوع مبارك فى عيد ميلاده، لتكشف تفاصيل وأسرارا أخرى حول دوافع هذه الزيارة، وتفاصيل المكالمة التى أجرتها مع مبارك أثناء زيارة زوجها له، كما تحدثت بصراحة شديدة عن موقفها من ثورة يناير، ومن ترشح حمدين صباحى والمشير السيسى ومزيد من التفاصيل والأسرار فى الحوار التالى:
هل ذهبت مع زوجك الفنان حسن يوسف لزيارة الرئيس مبارك؟
- للأسف لم أذهب فأنا لا أخرج كثيرا، ولكننى حرصت على أن أتحدث مع الرئيس مبارك تليفونيا أثناء الزيارة، فقال له حسن: «شمس نفسها تكلمك» ورد الرئيس مبارك «اطلبها»، وكانت مكالمتى كلها دعاء له بالصحة والستر كما دعوت لأبنائه، وظل يشكرنى طوال المكالمة، فهو إنسان راقٍ ومحترم جدا وخلوق، مثلما تعودنا عليه دائما، فنحن تعودنا أن يكون حكامنا بهذه الشيم والأخلاق، وكان صوته جيدا، وحسن يقول إنه جلس معه 3 ساعات لم يقل خلالها أى كلمة سيئة.
وكيف تم الترتيب لهذه الزيارة؟
- حسن زوجى على صداقة شخصية بالمحامى المحترم فريد الديب وطلب منه ترتيب زيارة للرئيس مبارك وبالفعل وافق الرئيس على الزيارة.
ألم تتحدثى مع سوزان مبارك؟
- لا، فأنا لم أقابل مبارك أو حرمه أبدا، وعمرى ما عرفت حد فى الحكم، كما أننا لم نأكل مطلقا على موائد الحكام ولم نتكسب بالدين كما فعل دعاة كثيرون.
وهل ينطبق هذا أيضا على زوجك الفنان حسن يوسف أم أنه سبق أن التقى مبارك أثناء فترة حكمه؟
- إطلاقا، وهو ما يؤكد أن هذه الزيارة أمر خالص لله، فهى عيادة لمريض يقول فيها الحديث القدسى: «يا عبدى إنى دعوتك فلم تعدنى، قال يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال ألم تعلم أن فلانا مريض، ألم تعلم أنك لو عدته لوجدتنى عنده»، فزوجى ذهب فى زيارة لله وللرئيس الأسبق المريض، ونحن لا نبغى إلا رضا الله، وهذا ما يمليه علينا ضميرنا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»، ونحن تربينا على توقير الكبير، وهذا ما قلته خلال مداخلة أثناء أحداث يناير، عندما ثار الشباب على مبارك وضربت مثلا بالشعب السعودى وكيف أنه يحترم حكامه، وأن هناك آدابا يجب أن تتوافر حتى فى الاعتراض والنقد.
هل يعنى هذا أن زيارة زوجك الفنان حسن يوسف ومكالمتك لمبارك لا تأتيان من منطلق موقف سياسى معين ولكن لكونه رجلا مسنا مريضا وليس كحاكم سابق؟
- طبعا، فهو الآن ليس حاكما ولكنه مواطن وبطل من أبطال مصر، شارك فى الحروب، وكان يحمل روحه على كفه، وهو يقوم بالطلعات الجوية والغزوات التى قادها ضد إسرائيل وحقق فيها انتصارات لمصر.
وهل كان هذا هو نفس انطباعك أثناء ثورة 25 يناير؟
- نعم، لأننا كنا نعيش فى أمن وأمان، وتحولت الأمور إلى فوضى نعانى منها منذ ثلاث سنوات بزعم الحرية، وهو عكس ما يحدث فى الدول الغربية، فكنت عندما أذهب إلى إنجلترا أرى الكافيهات والسينمات تغلق فى وقت محدد، والمظاهرات لها تصاريح ومعروف مسارها، لكن هنا منذ ثلاث سنوات ومنذ سيطر الإخوان على مصر، ونحن نعيش فى فوضى، وعلى سبيل المثال كان تحت بيتنا جراج تحول فى عهد مرسى إلى كباريه يعمل حتى الثامنة صباحا، وتقدمنا بشكاوى لحكومة الإخوان ولم يتحرك أحد، والدولة الآن معذورة ومشغولة بمحاربة الإرهاب بعد استهداف الضباط والجنود، حتى إننا تركنا المنزل الذى يقع فى شارع سياحى على النيل بمنطقة يقع فيها بيت الرئيس السادات وأصبح وضعه سيئا بفضل الإخوان والثورة «المجيدة».
وماذا كانت انطباعات الناس حول زيارة زوجك لمبارك؟
- الذين نعرفهم جميعا أعجبهم تصرفنا لأنه نابع من الضمير والأخلاق، وكثيرون أكدوا لنا أنهم كانوا يريدون الذهاب لزيارة مبارك ومنهم شباب وسبق أن زاره الزميل المحترم طلعت زكريا أكثر من مرة.
ألا تعتبر زيارة زوجك ومكالمتك لمبارك مغامرة لأنها ستعرضكما للانتقادات والاتهامات بأنكما من الفلول وأعداء ثورة يناير؟
- أنا ناصرية وأعرف منذ صغرى أن الثورات لا تقوم إلا ضد المحتل وليس على الرئيس الذى يعتبر رب الأسرة، وإذا كانت هناك سلبيات فيمكن أن ننادى بالإصلاح والتغيير، وما حدث فى يناير كان خرابا أنتج فوضى، فالبطالة زادت والغلاء زاد وكل شىء أصبح أسوأ، وما حدث كان مخططا، فالثورة ليست «فرة فراخ» تحدث فى تونس ثم تنتقل لمصر وليبيا واليمن وسوريا.
ونحن لا نخاف إلا الله والدليل على ذلك أننى التزمت وارتديت النقاب فى الفترة التى كان يتم فيها التضييق على الإخوان واعتزلت الفن ولم أخف، ووقتها كنت أستقبل الإخوان فى بيتى ولم يتعرض لنا أحد ولم يقم نظام مبارك الذى يصفونه بالقمعى بتوجيه أى اتهامات لنا.
هل تقصدين أن ثورة يناير كانت جزءا من مخطط كبير؟
- طبعا، وللأسف، فالشباب الذين ظنوا أنهم سيقودون التغيير وأنهم صنعوا ثورة ليسوا إلا مجرد «عرايس ماريونت» فى أيادٍ أكبر منهم.
خلال ثورة يناير كانت لك آراء مشابهة وهو ما جعل البعض يضعك وزوجك ضمن القوائم السوداء التى ضمت أسماء من اعتبرهم الشباب أعداء ثورة يناير؟
- الآن عرف الشعب من الذين وضعوا هذه القوائم السوداء ومن الذين أقاموا غرف تعذيب فى التحرير ومن الذين قتلوا الشباب فما حدث آية من آيات الله الذى كشف الإخوان بهذه السرعة.
إذا كنت ترين أن الثورة لا تقوم إلا ضد محتل فكيف ترين ما حدث فى 30 يونيو؟
- ما حدث فى 30 يونيو ثورة حقيقية فالشعب كله خرج فيها لأنه شعر أن مكانة مصر اهتزت بشكل كبير، ولم يكن هناك أى احترام للشعب، فالإخوان كانوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط ويتبعون أساليب الاحتلال، ولأول مرة نرى حاكما لمصر يهدد شعبه ويقول: «من يعترض هادوسه بالجزمة»، و«إن الذين انتخبوا المرشح المنافس له دمهم لا يساوى دم دجاجة».
أنا عاصرت عبدالناصر والسادات ومبارك وجميعهم كانوا يتوددون للشعب، ورغم أننا كنا فى عهد مبارك محسوبين على الإخوان ونستقبلهم فى بيوتنا لأننا اعتقدنا أنهم إسلاميون ملتزمون لم يهددنا أحد، وكنا نتصرف بمنتهى الحرية، وكنا نتزاور مع نسائهم وكانوا يعرفون زوجى، وكنا مخدوعين فيهم مثل باقى الشعب ونظن أنهم مظلومون حتى أننى انتخبتهم فى مجلس الشعب ظنا بأنهم سيطبقون الإسلام لكن شعاراتهم «طلعت ملوخية وليست إسلامية»، والسلطة أصابت الإخوان بلوثة وخلل عقلى، وكانوا يحتلون مصر بما فيها القصور الرئاسية، وعلمت أن مرسى فتح قصر التين لأبنائه وأصدقائهم وهو القصر الذى لا يفتح إلا لكبار الرؤساء.
ومن الذين تعاملت معهم بشكل مباشر من الإخوان؟
- كان أقربهم الدكتور يوسف القرضاوى الذى كنت أستشيره فى كل أمر دينى وأستعين بآرائه فيما يخص الحجاب والنقاب وغيرها من أمور الدين، ولكننى الآن حزينة ومصدومة من مواقفه ضد مصر، ولا أثق إلا فى الشيخ الشعراوى والشيخ الطيب ودكتور على جمعة ودكتور نصر فريد واصل والشيخ خالد الجندى، فهم علماء محترمون يعرفون الدين ويعرفون أنه يكب الناس على وجوههم يوم القيامة حصائد ألسنتهم، فهذه مرحلة فرز وما يقوم به مشايخ الإخوان من سب ولعن واستباحة للدماء ليس من الإسلام، ولم أكن أتصور أن يتحدث القرضاوى عن مصر وجيشها بهذه الصورة.
هل كانت لك أى علاقة بزوجة مرسى أو زوجات قيادات الإخوان؟
- لا كنت بعيدة تماما، وكنت توقفت عن ممارسة الدعوة، وعندما انتشرت القنوات الفضائية الإسلامية وكانت تتحدث عن أمور الدين فقط كان يعجبنى كلام الشيخ محمد حسان والشيخ حسين يعقوب ولكن تغيرت وجهة نظرى بعد ذلك خاصة حين وقف الشيخ حسان فى الاستاد مع مرسى ودعا على الشيعة وبعدها تم ذبح 4 من الشيعة فى مصر.
هل ترين أن مبارك إذا ترشح الآن من الممكن أن ينجح؟
- لا، مبارك البطل ترك الحكم، وهو «يا حبيبى» ظل 10 سنوات مريضا قبل تنحيه، وكان يرغب فى ترك الحكم ولكن من حوله كانوا يضغطون عليه، وأمامنا الآن المشير السيسى الذى وقف وقفة أسود ضد الإخوان الذين كنت أتوقع أنهم سيسقطون ولن يستمروا، رغم أن بعض الناس كانوا يقولون لى دول «قراضة» ولن نستطيع خلعهم لكننى كنت أثق فى سقوطهم لأنهم كذبوا على الله ورسوله وليس على الشعب فقط.
هل ترين أن النظرة لمبارك الآن ومشاعر الناس تجاهه اختلفت عما كانت بعد ثورة يناير؟
- نعم فهناك الكثيرون غيروا رأيهم وأصبحوا يتحسرون على أيام مبارك، فلا شك أنه كان لابد من حدوث تغيير ولكن ليس بهذا الأسلوب الذى تم فى يناير لأن هذا التغيير كان لابد أن يكون «مننا فينا» دون أن نسمح بوجود دخلاء يجربون فينا الحكم، وهذا ما قلته وقت انتخابات الرئاسة أن هؤلاء «جاءوا ليتعلموا فينا الحكم لأننى رأيت أداءهم فى مجلس الشعب».
وكيف كنت ترين إمكانية حدوث هذا التغيير دون ثورة؟
- كان الأفضل لمصر أن يستمر مبارك وأن يقوم بالخطوات الإصلاحية التى وعد بها بعد خروج الشباب فى يناير، وكنت أحاول التحدث مع الشباب وقلت لهم «اصبروا كام شهر» وبعدها سيترك الحكم، لأننى وقتها كنت مرعوبة مما حدث فى مصر ووقفت أبكى فى الشرفة خلال أحداث 28 يناير وأقول «يا خسارتك يا مصر» حيث رأيت سيارات الشرطة ووقفت أقول للجنود والضباط «مالكم يا ولاد؟» فرد على الجنود، وهم يقولون «بيحرقونا ياحاجة» حيث كان يتم حرق سيارات الشرطة بمن فيها.
لكن الشرطة وقتها مارست عنفا شديدا نتج عنه وفاة عدد كبير من الشباب الثائر؟
- ها نحن عرفنا من الذى كان يقوم بذلك وعرفنا من هو الطرف الثالث، الذى يساعد على تنفيذ المخطط الأمريكى الإسرائيلى، لذلك يجب أن نقف وراء الرئيس القادم.
هناك مرشحان اثنان للرئاسة حمدين والسيسى فأى منهما ترين أنه الأقدر على استكمال خطة الإصلاح؟
- بالطبع المشير السيسى.
ولكنك قلت إنك ناصرية فكيف ترين ترشح حمدين صباحى؟
- لسه هانجيب حد يتعلم فينا ويضحك علينا تانى، أين كان حمدين وقت حكم الإخوان ومن الذى تصدى لهم؟، حمدين تحالف معهم فى الانتخابات ولم يقف بجوار الشعب وقت تسلط الإخوان.
أعرف أن أبناءك كانوا ممن نزلوا للتحرير وقت ثورة يناير فهل تغيرت آراؤهم الآن؟
- أبنائى الكبار ناريمان ومحمود فقط هما اللذان نزلا للتحرير، ولكن عمر وعبدالله رفضا ما حدث وكانا يريان فيه خطورة على مصر، وناريمان ومحمود كانا متعاطفين مع ما يؤكده السيسى الآن من ظلم واقع على الفئات الفقيرة وخرجوا تحت شعار: «عيش حرية عدالة اجتماعية»، لكن بعد قلة الأدب التى حدثت والمشانق التى تم تعليقها فى التحرير أكدت ابنتى ناريمان أنها ترفض ذلك وأن الهدف من خروجها هو التغيير ورعاية الفقراء وليس إسقاط الحكم، بل إصلاحه ولم تكن تتخيل هى وشباب كثيرون مثلها أن الأمور ستسير نحو ما سارت إليه من إسقاط مبارك وما تلاه من فوضى واستبداد الإخوان، وهو المخطط الذى حدث فى تونس وباقى الدول العربية، الذى أدركته السعودية والإمارات فانتبهتا لهذا النوع من الاحتلال الجديد الذى يتم دون تحريك الجيوش ويهدف لسحب ثروات العرب بنشر الفوضى والانقسام وبأن نحارب أنفسنا لصالح تنفيذ هذا المخطط.