يرى البعض ان اصرار الفتاة واهلها على التحري عن الشاب الذي يتقدم لها لمعرفة كل ش عن ماضيه هو امر مبالغ فيه. بينما يرى البعض الآخر ان هذا حق للعروس وامر ضروري يساهم في التقليل من المفاجآت غير السارة وفي التقليل من معدلات الطلاق حين تتفاجأ الزوجة باكتشاف حقائق سلبية لم تكن تعرفها عن تاريخ العريس.
سبق استطلعت آراء شباب وأولياء أمور وفتيات واختصاصيين حول هذه الفكرة. وتباينت آراؤهم حيث رآه البعض حقاً من حقوق المرأة، واعتبره آخرون اختراقاً للخصوصية وانتهاكاً للستر الذي أمر الله به، فيما طالب آخرون بمعاملة الفتاة بالمثل، والتعرف على ماضيها الصحي والجنائي.
احترام الحقوق
رأى منصور ناصر الحربي "معلم في الجبيل الصناعية " أن هذا من أبسط حقوق العروس حتى تتعرف على حقيقة زوجها، وكي لا تتفاجأ بامور لم تكن في الحسبان بعد الزواج، موضحاً أنه إذا كان الشاب مدمناً مثلاً أو لديه قضية سابقة؛ ثم تاب وعاد إلى رشده، فيتضح لأهل عروسه ذلك حتى يكونوا على بيّنة من أمرهم.
وقال سعيد العرابي "تعليم جدة": من حق الطرفين معرفة كل شيء عن بعضهما قبل الزواج، شريطة السرية واحترام الحقوق، مبيّناً أن هذا العدل في تطبيق الحقوق بشكلٍ متوازن بين كل الأطراف، واعتبر ذلك استكمالاً للفحص الطبي الذي يتم ما قبل الزواج، وأبدى استعداده للزواج من الفتاة المريضة التي تم شفاؤها، بيد أنه رفض التغاضي عن أي عيوب أخلاقية للفتاة، مسترشداً بقول الرسول "تخيروا لنطفكم".
ورحب عبد الله عنايت "مدير بإحدى شركات العلاقات العامة" بهذه الدراسة لكلا الطرفين، مطالباً المجتمع بمعاملة المرأة بالمثل، وقال: المجتمع يغفر ماضي الرجل، ولكنه يحكم بالإعدام على المرأة إذا كانت لها ماضٍ، ورأى أنه ليس من العدل أن يطالب الرجل بامرأة محافظة، وهو يفعل عكس ذلك، وعن رأيه الشخصي في ماضي الفتاة قال: سأنسى ماضيها إذا كانت صادقة، شريطة عدم العودة إليه.
"المجتمع مو ناقص عنوسة " بهذه الكلمات بدأت سمر خان "خريجة جامعة"حديثها قائلة: أرفض هذه الفكرة، فقد يكون للعريس ماضي ولكنه تاب، وتتقبله الفتاة، لكن أهلها يرفضونه، لبعض سلبيات ماضيه، وهذا يزيد من ارتفاع معدل العنوسة، وفضّلت الاكتفاء بالسؤال عن الشاب في محيط أصحابه وجيرانه والمسجد، فهناك أشياء بسيطة يمكن لأهل العروس التغاضي عنها، خصوصاً إذا كان العريس التزم وتاب.
وأكّد المهندس أحمد عمر الدعيق أن هذه الدراسة لحماية مستقبل الفتاة، مشدداً على ضرورة معرفة الفتاة للزوج الذي سوف يشاركها الحياة، وقال: لا أمانع إذا تقدم لابنتي شاب تاب إلى الله وتخلص من ماضيه، وعلمت من المحيطين به بصدقه في توبته، وتعامله الإيجابي مع الآخرين.
وطالب الأب سعيد أحمد الزهراني "موظف متقاعد بمطار الملك عبد العزيز الدولي" بالتطبيق الفوري لهذه الدراسة، مستعرضاً تجربته المريرة مع ابنته المطلقة، وقال: زوجت خمس بنات وكانت زيجاتهن ناجحة ولله الحمد، بيد أن في زيجة ابنتي الأخيرة، وقعنا فيما لم نتوقعه إطلاقاً، ولعل هذا من أسباب عدم توفر المعلومات الكافية والثقة في الأسماء الأسرية.
وبمشاعر الأم تحدثت فاطمة محمد المشولي "بكالوريوس علم نفس" لـ"سبق" قائلة: أوافق أن يكون لابني سجل صحي فقط، وليس "قضائي"، فلكل شاب ماضيه، وطالما تاب أو تم شفاؤه، فعلى المجتمع أن يتقبله.