بالصور.. رائحة الموت تفوح بغرب أفريقيا.. الأيبولا أكثر فيروسات العالم فتكا بضحاياه.. سيراليون وغينيا وليبيريا تفرض حجرا صحيا.. وأمريكا تسحب رعاياها.. وبريطانيا: تفشى المرض يهدد لندن.. ومصر تتأهب
الخميس، 31 يوليو 2014 - 07:15
جانب من الحدث
كتب محمد فتحى - محمود عثمان - وكالات
انتشرت رائحة الموت فى ربوع غرب القارة الأفريقية مع تفشى مرض الأيبولا، الذى لا يقل فى خطورته عن مرض الأيدز، ولكن الأيبولا لم تعرف البشرية له علاج يوقفه حتى الآن، فهو خطر يدق أبواب القبور، فلم يسلم من الموت منه إلا القليل، فنسبة النجاة تتراوح من 8 : 10% حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
ولقى أكثر من ستمائة شخص مصرعهم فى الغرب الأفريقى بسبب مرض الأيبولا، وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن المرض يتفشى بسرعة فى غرب القارة السمراء، لا سيما فى ليبيريا وسيراليون، على الرغم من الجهود المحلية والدولية لمكافحة انتشار المرض، وحسب أرقام المنظمة فإن سيراليون سجلت أعلى عدد وفيات.
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" وفاة أحد الأطباء بفيروس "الأيبولا" القاتل فى سيراليون، ونقلت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية، عن المتحدث باسم المنظمة الدولية قوله، إن الطبيب ويدعى هومار خان أصيب بهذا الفيروس فى الأسبوع الماضى، حيث كان يشارك فى الخطوط الأمامية فى حملة المكافحة بسيراليون"، ونعت منظمة "أطباء بلا حدود" الطبيب الراحل واصفة إياه بأنه "كان يتصف بالإرادة والشجاعة البالغين، وأن إنجازاته محل التقدير من جانب الدوائر الطبية داخل سيراليون".
تجدر الإشارة إلى أن مرض "الأيبولا" يؤدى إلى وفاة نحو 90% من الحالات، وتتمثل أعراضه فى الحمى والنزيف الداخلى والخارجى، ولم تتوصل البشرية - حتى الآن - إلى العلاج الشافى لهذا المرض الخطير.
وعلى جانب آخر قررت الولايات المتحدة سحب المتطوعين من أفراد الفياليق الأمريكية بعد إصابة اثنين من المتطوعين بفيروس هذا المرض الخطير من كل من ليبيريا وسيراليون وغينيا بسبب انتشار مرض الأيبولا القاتل هناك.
وكانت حكومة ليبيريا قد أعلنت إغلاق الحدود فى وقت سابق، أمس الأربعاء، فى محاولة منها لوقف تفشى المرض، كما أعلنت إغلاق جميع المدارس، كما أمرت قوات الأمن بتطبيق برنامج وقائى يتضمن فرض إجازة إجبارية لمدة 30 يومًا على جميع العاملين غير الأساسيين فى أجهزة الحكومة المختلفة.
كما أعلنت رئيسة ليبيريا فرض قيود على التجمعات العامة، حيث طالبت الفنادق والمطاعم ومراكز الترفيه ونوادى الفيديو بعرض مقاطع فيديو تعليمية للوقاية من المرض، وتعتزم ليبيريا إنشاء مرافق لغسل الأيدى فى المنشآت الحكومية والأماكن العامة فى أنحاء البلاد.
وتتعقد جهود المساعدات الإنسانية لاحتواء الفيروس المميت بشكل كبير، بسبب المعتقدات الخاطئة والإنكار والمقاومة المجتمعية واتخاذ بعض المجتمعات نهجًا عدائيًا تجاه سبل العلاج السليم.
وتتفاقم مشكلة تفشى فيروس الأيبولا بسبب بعض الممارسات والمعتقدات الثقافية السائدة، مثل لمس جثث الموتى وغسلهم لوداعهم، والشكوك تجاه بعض وسائل العلاج الغربية، خاصة تجاه الأشخاص الذين يرتدون سترات واقية من الإصابة بالفيروس.
وقال البيت الأبيض، إنه لا توجد خطط لتغيير أو إلغاء القمة الوشيكة للقادة الأفارقة فى الولايات المتحدة على الرغم من تفشى مرض أيبولا فى ليبيريا، وسيلتقى أكثر من 40 من الزعماء الأفارقة بالرئيس الأمريكى باراك أوباما فى واشنطن الأسبوع المقبل.
وأوضح إيريك شولتز المتحدث باسم البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة على علم بتقارير بأن مواطنين أمريكيين أصيبوا بالفيروس، ولكنه نوه بأن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها قررت أنه لا توجد مخاطر كبيرة على الولايات المتحدة.
وذكر شولتز، أن أوباما يتلقى تحديثًا منتظمًا حول تفشى المرض، ويقول إن الوكالات الأمريكية تقدم معدات وصور دعم أخرى وأنها تعمل على كثب مع حكومات فى المنطقة لمنع انتشار الفيروس، والفيروس المعدى إلى حد كبير هو واحد من أكثر فيروسات العالم فتكًا بضحاياه.
وعلى جانب آخر قال وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند إنه سيعقد اجتماعًا حكوميًا على مستوى عالٍ، لبحث تفشى فيروس الإيبولا شديد العدوى فى أنحاء غرب أفريقيا محذرًا من أنه يمثل تهديدًا صريحًا لبريطانيا، وقال هاموند لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بى.بى.سى، "إنه تهديد.. يجب أن نتحرك".
وذكر هاموند، أنه لا يوجد مواطنون بريطانيون يشتبه إصابتهم بالمرض ولم ترد أنباء عن حالات إصابة داخل بريطانيا، لكنه أضاف أنه سيرأس اجتماعا طارئا مع مسئولين لبحث الإجراءات الاحترازية اللازمة.
وعلى صعيد آخر اتخذت إدارة الحجر الصحى بمطار القاهرة الدولى إجراءات مشددة بعمل متابعات دقيقة للحالة الصحية للركاب ومتابعة دقيقة لانتشار فيروس "أيبولا" واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته، رغم عدم وجود خطوط مباشرة بين مطار القاهرة وغينيا وليبيريا وسيراليون التى يوجد بها الفيروس.
وأكد الدكتور عماد الهاشمى مدير الحجر الصحى بمطار القاهرة، وجود حرص من المسئولين بمتابعة الفيروس، وقال إنه يتم حاليًا متابعة الفيروس والحالات التى يشتبه فى إصاباتها بالمرض ووصولها إلى القاهرة بطريقة غير مباشرة.
وأوضح مصدر بالمطار، أنه لا يوجد تأثير على رحلات شركة مصر للطيران إلى أفريقا بسبب الفيروس نظرًا لعدم وجود خطوط مباشرة بين مطار القاهرة والدول سالفة الذكر، إلا أن التأثير قد يكون على رحلات المعتمرين التى تقوم بها مصر للطيران مباشرة من كوناكرى إلى جدة، مشيرًا إلى أنه لم يتخذ قرار بشأن هذه الرحلات حتى الآن ويتوقف اتخاذ القرار بتطورات انتشار المرض.
مجموعة من أطباء بلا حدود تنقل جثة أحد مصابى فيرس أيبولا
أحد الأطباء أثناء شرح طرق الوقاية من المرض الفتاك
الأطباء أثناء الكشف على أحد مصابى فيرس أيبولا
تعقيم أحد جثث مصابى الأيبولا قبل دفنه