كارثة بالإسكندرية
الميناء الشرقى «التاريخى» تحت الهدم!
لا تصدق أي مسئول سكندري إذا صرح بأن فوضي الهدم ومخالفات البناء كانت في الماضي لان كل ذلك مازال قائما ومستمرا وما نسمعه مجرد شعارات وأوهام عن التصدي لهذه المخالفات التي اصبحت ظاهرة داخل الإسكندرية بل إن بعضها يعطي انطباعا بان التواطؤ وغض البصر من المسئولين سبب رئيسي في كل ما يحدث بأجمل مدن البحر المتوسط، ولعل ما حدث أخيرا في اعرق أحياء الإسكندرية بمنطقة الجمرك أو كما يطلق عليها حي «بحري» اشهر احياء الثغر حيث تم التحايل علي القرارات والقانون بهدف مبانى في المنطقة الاثرية المحظورة الهدم، والبناء فيها إلا بشروط صارمة ويكفي أن نعرف أن الحي يقع في الميناء الشرقي ويضم الآثار الغارقة والاندية البحرية «اليخت ونادي الصيد واليوناني، وقلعة قايتباي ومتحف الأحياء المائية بالاضافة للآثار الغرقة هناك بجوار نادي الكشافة.
أضف إلي ذلك أن الحي نفسه شاهد علي العصر في احداث تاريخية مهمة نظرا لوقوع مقر رأس التين هناك وقيام ثورة 23 يوليو، وايضا وجود ميدان المساجد الذي يضم اشهر مساجد المحافظة في مقدمتها أبوالعباس المرسي وغيرها من المساجد التاريخية، ولعل ذلك ما جعل للحي ومنطقة الميناء الشرقي خصوصية ادت لصدور قرارات من محافظين سابقين في مقدمتهم اللواء المحجوب وعادل لبيب بعدم الاقتراب من هناك سواء في عملية توسيع الكورنيش أو أي أعمال أخري تمس الطابع التاريخي للمنطقة.
لكن هذه التصريحات والقرارات تم تجاهلها ايضا لأن معاول الهدم وصلت إلي هناك سواء بطرق شرعية أو غير شرعية باستخدام ثغرات قانونية أو التحايل عليه، كل ذلك وارد في محافظة لم يعد متاحا فيها سوي البناء العشوائي ولعل هدم أحد المنازل المطلة علي شاطئ الكورنيش في المنطقة الاثرية وامام الميناء الشرقي أكبر دليل علي العبث حيث لا يعرف أحد من سمح بمعاول الهدم بالامتداد لهذه المنطقة التي تتميز بخصوصية ويكفي ان معظم منازل هذه المنطقة لا تتجاوز من 4 إلي 5 أدوار حيث تم تصميم هذه المنازل لعدم حجب الرؤية عبر البحر.. وعملية بدء حملة هدم منازل الكورنيش تعني أنه قريبا لن تكون هناك رؤية لشاطئ كورنيش الإسكندرية ويري د.هشام سعودي عميد كلية الفنون الجميلة بالثغر واستاذ التخطيط العمراني واحد من وصفوا دراسات متكاملة عن تخطيط المحافظة بان منطقة الميناء الشرقي وأبوالعباس بالتحديد لها خصوصية وأن قيام البعض بهدم منزل يعني أنه استطاع الحصول علي قرار بذلك سواء من المحكمة أو الجهات المعنية لكن الأهم من ذلك أن عملية البناء هناك غير مصرح بها لأكثر من 4 أدوار فهل سيتم الالتزام بهذا الشرط أما أن البناء العشوائي سيشمل اجمل بقاع الثغر وهي كارثة بكل المعايير ويشير د.هشام سعودي إلي أن المنازل المطلة علي الكورنيش يفترض أن معظمها له طابع خاص ومن الصعب هدمه ومنطقة الجمرك تعد الإسكندرية القديمة وينبغي الحفاظ عليها والخطر كل الخطر ان يتم تغيير معالمها بالمباني الجديدة المرتفعة التي ستمحو تماما الطابع التاريخي لهذه المنطقة.
في المقابل يؤكد آمر أبوضيف المحامي والنائب السابق للدائرة أن هناك بلاغات سبق ان تقدم بها بشأن ما يحدث من مخالفات وتعد علي المباني لكن الواضح أن ما حدث في الماضي أصبح منهجا في المستقبل بل وصل إلي أماكن لم يكن أحد يتصور أن تصل إليها أيادي العبث. فبعد أن كان الهدم يتم في الشوارع الجانبية والبصيرة عن العين أصبح يتم في عز الظهر والشوارع الرئيسية وعلي شاطئ الكورنيش.