ملحمة وطنية جديدة
الرئيس يطلب الانتهاء من المشروع خلال عام
تنمية قناة السويس تحول مصر إلى مركز صناعى وتجارى عالمى
التمويل من خلال اكتتاب شعبى.. والسهم بعشرة جنيهات للطلاب
فى تدشين لباكورة المشروعات الاقتصادية القومية العملاقة، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح أمس، إشارة البدء للمشروع القومى لتنمية قناة السويس، الذى يشتمل على حفر قناة سويس جديدة وإقامة مناطق وكيانات صناعية وتجارية ولوجيستية، وخدمية كبرى فيما يؤسس لحقبة اقتصادية جديدة وواعدة فى تاريخ مصر. وأكد الرئيس السيسي، فى كلمته خلال الاحتفال بتدشين هذا المشروع العملاق، أننا نتحرك بقوة من أجل الخروج من دائرة الفقر التى سنخرج منها بالعمل والمثابرة والجهد والكفاح.
وأشار السيسى إلى أن تنفيذ المشروع سيتم تحت الإشراف المباشر للقوات المسلحة، وستتم مراعاة الأمن القومى بشكل كامل فى هذا المشروع، موضحا أن تمويله سيكون مصريا ومن خلال طرح أسهم عبر اكتتاب شعبى، وبما يقدر بـ500 مليون سهم، على أن يكون سعر السهم 100 جنيه للمصريين، و100 دولار للمصريين بالخارج، و10 جنيهات لطلبة وطالبات الجامعات.
وقال السيسى، إن المشروعات الخاصة بالقناة وحفرها وملكيتها هى للمصريين فقط، أما مشاريع التنمية والاستثمار فسيتم طرحها طبقا لقانون الاستثمار.
وطلب السيسى الانتهاء من المشروع بعد عام، مؤكدا أننا نسابق الزمن وأننا «مستعدون أن نبيع أنفسنا لخاطر مصر وشعبها».
فى سياق آخر، كشف الرئيس عن مشروع عملاق جديد، هو إنشاء عاصمة جديدة، وقال إن وزير الإسكان عرض تنفيذ المشروع على 3 مراحل فى 12 سنة، ولكنه أكد أن عدد سكان مصر سيزيد 26 مليونا بعد 10 سنوات، وهذا معناه أن نعود للعشوائيات مرة أخرى.
وأكد أنه يجب أن تكون هناك خطط طموح وسريعة.
ووجه السيسى رسالة للقادرين قائلا إن مصر أعطتكم الكثير.. «وهتدفعوا يعنى هاتدفعوا»، وأضاف أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يغلب الشعب، داعيا المصريين إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد.
وحول مشروع توشكى، قال إنه مضى عليه أكثر من 15 عاما، والذى تحقق منه 10% فقط، وأن الفكرة القائمة هى كيفية تنفيذ مشروع متكامل فى أقل وقت وبأفضل ما يمكن وبأقل تكلفة متاحة.
وأكد أن ميزانية الدولة تجاه المحافظات لن تمس، ودعا السيسى إلى التنبه لما يجرى حولنا، خاصة فى ليبيا من أحداث واتخاذ الحذر.
وعقب إلقاء الرئيس السيسى كلمته، توجه إلى شرق القناة حيث وقع الرئيس وثيقة أمر بدء حفر قناة السويس الجديدة التى قدمها له الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس.
وتلا الرئيس نص الوثيقة، التى تضمنت: «بسم الله الرحمن الرحيم وباسم شعب مصر، واستكمالا لمسيرة أجدادنا ومتوكلا على الله، نأذن نحن عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية ببدء حفر قناة السويس الجديدة، لتكون شريانا للخير لمصر وللعالم أجمع وحفظ الله مصر وشعبها العظيم وتحيا مصر وتحيا مصر».
وقال إن العام المقبل فى مثل هذه الأيام، سنفتتح تلك القناة الجديدة، ثم أعطى الرئيس إشارة بدء الحفر وتفجير الساتر الترابى وطلب أن يشارك الجميع فى إشارة البدء قائلا لن أفعل ذلك وحدى وخاصة الأولاد الصغار، وتم تفجير الساتر الترابى.
وقال السيسى، فى كلمة قصيرة فى أثناء إطلاق إشارة بدء تنفيذ المشروع: «هنبنى بلدنا، وهنشيلها على أكتافنا ومش هنخلى حد ياخدها مننا».
كان الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، قد ألقى كلمة فى مستهل الاحتفال، أكد فيها أن هذا المشروع سيسهم فى زيادة الدخل القومى من العملة الصعبة، وسيحول مصر إلى مركز صناعى وتجارى ولوجيستى عالمى، مشيرا إلى أن المشروع الجديد سيقلل من ساعات انتظار السفن العابرة من 11 إلى 3 ساعات، كما أنه سيعمل على تقليل زمن رحلة العبور بالقناة من 20 إلى 11 ساعة، وهو ما سيعمل على تحسين اقتصادات تشغيل السفن وجذبها للعبور بالقناة، وزيادة إيراداتها بنسبة 259%.
وأكد أن معركة تنمية القناة هى بمنزلة العبور الثالث، وأشارت مصادر بهيئة قناة السويس إلى أن التكلفة الإجمالية ستصل إلى 29 مليار جنيه.
إلى نص الكلمة
السيسى للقادرين : «هتدفعوا.. هتدفعوا»
الرئيس فى الاحتفال بتدشين تنمية قناة السويس: لن نبيع الوهم للناس.. والمشروع خلال عام
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة خلال الاحتفال بتدشين محور تنمية قناة السويس هذا نصها:
كنت تحدثت مع المصريين عن ان هناك حاجة سيتم الإعلان عنها بعد عيد الفطر المبارك، كما تحدثت أنه لازم نتحرك ونتحرك بقوة علشان نخرج من دائرة الفقر الموجودين فيها وإن شاء الله سنخرج منها بالعمل والمثابرة والجهد والكفاح، ولابد أن أوضح حاجة قبل الكلام ان أى شيء تم عرضه بشكل أو بآخر وتم رفضه على عكس مصلحة مصر.
وإننى اتحدث هذا الكلام لأنه ممكن حد يتصور ان القوات المسلحة التى كان لها موقف قبل ذلك فى موضوع تنمية محور قناة السويس ولم يتغير حتى الآن، وشرق التفريعة وغرب خليج السويس هى دى الموافقات التى خرجت من القوات المسلحة للتنمية فيها من أكثر من 10 سنوات ولم يتغير حتى هذه اللحظة، ولا يمكن أن يقف الجيش ضد مصلحة مصر ومش علشان حد موجود فى الحكم يكون لينا رأى ولما يأتى حد تانى يتم تغيير القرار …لا هذا يعد أمرا خطيرا جدا.
إن التخطيط الذى كان معمولا قبل ذلك كان يتصور اننا ممكن نتكلم على حاجة على امتداد القناة بالكامل، ووزارة الدفاع وقتها قالت إن هذا ضد الأمن القومى المصرى ولم يتغير هذا الموقف حتى الآن، واننى ابلغت الفريق مميش عندما تحدث معى عن إحياء المشروع أن وزارة الدفاع هى التى ستقرر ذلك، وان تصور المشروع قبل ذلك غير الحالى بقناة موازية بالكامل.
تم تشكيل لجنة من القوات المسلحة لان هذا الموضوع مرتبط بالامن القومى تدرس هذا الموضوع، واللجنة استبعدت ان يتم عمل قناة موازية كان الهدف منها فى التصور السابق هو إيجاد منطقة عرضها من 7 إلى 10 كيلو بين القناتين على امتداد القناة بالكامل فى تقدير وتصور الهيئة انه هيعطى كيانا جديدا على الامتداد، ولدواعى الامن القومى واعتبارات الأمن فى سيناء تم استبعاد هذا.
إن الشركات الوطنية المصرية المختصة بهذا المشروع ستعمل تحت إشراف مباشر من القوات المسلحة، وتم مراعاة الامن القومى بشكل كامل فى هذا المشروع، بالنسبة لتمويل المشروع وان المصريين لديهم حساسية من ان يكون تمويل المشروع من بنوك اجنبية ومستثمرين اجانب، فالتمويل هو المصريون.
اننى اقول للمصريين كونوا سهما وسندا للمصريين، من خلال وضع ضوابط للسهم اللى احنا فى حاجة إلى 500 مليون سهم لهذا المشروع بما يعادل 100 جنيه للسهم و100 دولار للسهم للمصريين فى الخارج، ممكن نعمل سهم 10 جنيهات للشباب والبنات فى الجامعات حتى يكون كل شخص له نصيب فى المساهمة فى هذا المشروع.
إن المشروعات الخاصة بالقناة وحفر القناة وملكية القناة للمصريين فقط اما مشروع التنمية يتم طرحه طبقا لقانون الاستثمار، اننا مستعدون أن نبيع أنفسنا علشان خاطر مصر وناسها، بالنسبة لموضوع 6 أنفاق تحت قناة السويس وبدأت هذه الفكرة لما تحدثنا عن حفر انفاق مراحل مترو الانفاق وعندما سألت عن تكلفة هذا المشروع كان الرد 10 مليارات يورو بما يعادل 18 مليار جنيه وقرض.
تحدثت وقلت اننا بقى لنا 20 سنة بنعمل أنفاق ولحد هذه اللحظة مش قادرين نكتسب الخبرة والجرأة بكل العقول المصرية الموجود داخل وخارج مصر اننا نعمل انفاق سواء أيضا لمترو الانفاق أو انفاق تحت قناة السويس.
حفر الانفاق سيكون بسواعد المصريين.. معندناش وقت.. إحنا بنسابق الزمن ومتأخرين أوي.. عايزين نبنى بلدنا ومش هنبيع وهم للناس، وإن شاء الله العام القادم زى دلوقتى نكون مخلصين مشروع محور قناة السويس والطرق.
وزير الإسكان عرض على مشروع العاصمة الجديدة، والمشروع سيتم تنفيذه على 3 مراحل فى 12 سنة، لكن أنا قلت للوزير إن عدد السكان فى مصر سيزيد 26 مليون بعد عشر سنين وبالتالى فمعنى ذلك أننا سنعود للعشوائيات مرة أخري. يجب أن تكون هناك خطط طموحة وسريعة، ويجب بأى حال ألا تتجاوز مدة تنفيذ مشروع القناة العام الواحد فقط.ملكية القناة ستكون للمصريين فقط اما مشاريع الاستثمار ستكون وفقا للقوانين.ومن الممكن زيادة شركات الحفر قى القناة الجديدة الى 25 شركة.
إننا نعمل على الخروج من دائرة الفقر بالعمل والمثابرة والجهد والكفاح إلى تحقيق ما نريده لبلادنا… لم يعرض علينا أى شيء قبل ذلك وتم رفضه إلا إذا كان ضد مصلحة مصر.
إننا نتحرك فى المحاور التى تم الموافقة عليها ولم تتعارض مع مصلحة الأمن القومي.. التخطيط والتصور موجود من قبل فيما عدا القناة الجديدة.
مصر أعطت القادرين من أبنائها الكثير..هتدفعوا يعنى هتدفعوا، لأن البلد أعطاكم الكثير.. محدش يقدر يغلب الشعب وفى ناس ليها وجهة نظر تانية وهناك من يريد هدم المنطقة بكاملها والبلاد اللى بتتهد مترجعش تانى وهتقعد سنين طويل مهدومة.
انا هقبل ان يكون مجموعة غير متوافقة معانا وليه فكره وممكن تعيش وسطينا من غير ما تأذينا ولن نسمح لاى شخص ان يهد البلد ويهدم مصر وانا بقول للمصريين خليكوا على قلب رجل واحد واللى لوحده بكره الأيام تثبت انه خطأ.
على المصريين أن يكونوا على قلب رجل واحد، أحترم كل وجهات النظر المخالفة، ويجب أن نكون منتبهين جدا لكل ما يحدث حولنا.. الاحداث التى تقع فى ليبيا تلزمنا ان نكون على قدر من الحذر وحماية أمننا القومي.
مشروع توشكى مضى عليه أكثر من 15 سنة والذى تحقق منه 10% فقط، الفكرة انه ازاى تعمل حاجة متكاملة وفى أقل وقت وأفضل ما يمكن وبأقل تكلفة متاحة، والمشروعات الصغيرة الموجودة فى البيئات المختلفة شغالين عليها من أول النوبة وحلايب وشلاتين والصعيد.
أطالب المصريين بأن يكونوا على قلب رجل واحد وبقول للاعلام قبل الانتخاب لديك مسئولية عظيمة جدا، ان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان محظوظا لانه كان يتحدث والإعلام معاه، يوجد منهج واستراتيجية وسياسات الهدف منها صف الشعب المصري.
هناك معركة كبيرة ويجب على الإعلام المساعدة فى هذه المعركة، ومعالجة الامور بهدوء بدون إثارة وأن يضئ للمصريين ويركز على الاهداف الوطنية، والعام القادم سننتهى من مشروع حفر القناة الجديدة وشبكة الطرق.
لن نمس موازنة الدولة تجاه المحافظات وأعمل على رفع شأن اهلنا بالمحافظات ونحتاج 100 مليار جنيه، وكل حاجة طيبة سنعملها لبلدنا بمساعدة الجميع لان حجم التحدى كبير وحجم الجهد المطلوب فيه كبير وحجم التضحية أيضا كبير.
أشكر هيئة قناة السويس والقوات المسلحة ووزارة الداخلية وكل من شارك فى مشروع تنمية محور قناة السويس.