عصابات النيقروز بالقاهرة.. عنف دام ولا حساب
9/2/2014 7:21 AM
وكالات
لم يكد جنوب السودان يتعافى من شلال دماء سال بسبب تقاتل أبنائه من أجل السلطة، حتى توالت الأخبار بسيلان دماء لمواطنين من هذا البلد يقيمون في مصر ويا للغرابة على يد مواطنين لهم.
الأوساط السياسية والإعلامية وحتى الشعبية في جنوب السودان انشغلت في الفترة الأخيرة بأخبار متتالية ترد من العاصمة المصرية القاهرة تفيد بإصابات بالجملة تعرض لها عدد من أفراد جالية جنوب السودان في مصر إثر اعتداءات إجرامية عنيفة تستخدم غالبا الأسلحة البيضاء بداية من السكاكين وحتى الخناجر و"السواطير".
الساحة مصرية، لكن كل من المعتدي والمعتدى عليه من أبناء جنوب السودان الذين يقيمون في القاهرة غالبا لأغراض الدراسة أو العمل أو البحث عنه، والمعتدون هم عصابات يطلق عليها محليا في جنوب السودان وكذلك في السودان اسم "النيقروز"، وهي كلمة مشتقة أساسا من كلمة إنجليزية تعني الزنوج.
المواطنون في جنوب السودان لم يعودوا يأمنون على أبنائهم في مصر المضطربة أصلا، وذلك بعدما تكررت الاعتداءات التي تهدف أساسا للنهب وأحيانا للقتل والانتقام، وراح ضحيتها كثيرون يسكنون غالبا في مناطق تجمع مواطني جنوب السودان بأحياء عين شمس ومدينة نصر وحدائق المعادي وكلها في أطراف القاهرة.
اعتداء مزدوج
الحادثة الأخيرة في هذا الشأن وقعت قبل يومين فقط عندما اعتدت هذه العصابات على أحد الأشخاص وكسرت ساقه، وسبقها أكثر من مائة اعتداء كان من أشهرها ما تعرض له الصحفي دينق ديت أيوك الذي تعرض لاعتداء مزدوج.
الصحفي الذي يواصل تلقي العلاج حكى للجزيرة نت ما تعرض له قائلا إنه تعرض أولا لاعتداء كان هدفه السرقة بالإكراه حيث أخذ المهاجمون ماله وهاتفه المحمول، وبعد أيام ذهب للعزاء في شخص سقط ضحية واحد من هذه الاعتداءات فكانت المفاجأة أنه وجد أحد الذين قاموا بالاعتداء عليه.
يضيف أيوك أنه صرخ فيه وأخبر الحضور أنه أحد أفراد العصابة التي هاجمته، لكن هذا الشخص نفى ذلك ولم يجد الصحفي أمامه إلا أن يتوجه إلى قسم شرطة منطقة الزيتون القريب ويحرر محضرا بالواقعة.
بعد أيام قليلة كان أيوك يسير ليلا في أحد شوارع القاهرة حتى فاجأته عصابة تضم الشخص نفسه، وعاجلوه بطعنات بالسكاكين و"السواطير" لينتهي الأمر بكسر قدميه، فضلا عن طعنات بهما وبرقبته ويده لينجو من موت محقق.
موقف سلبي
الشرطة المصرية كان موقفها سلبيا كما يقول أيوك، الذي أكد أن أخاه توجه إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة لكنهم طلبوا منه أمرا تعجيزيا يتمثل في صورة المتهم بل وجواز سفره.
وختم الصحفي حديثه للجزيرة نت بمناشدة السلطات المصرية وكذلك سفارة جنوب السودان بالقاهرة الاهتمام بملاحقة هذه العصابات، مؤكدا أن السكوت عنها سيفاقم من أمرها وسيعود بالخطر على الجميع.
وتحدثت الجزيرة نت إلى سفير جنوب السودان لدى مصر أنطوني لويس الذي استهل حديثه باستبعاد أن تكون هذه العصابات تعمل لحساب جهة معينة، مؤكدا أن دوافع الأمر إجرامية يساعد عليها أمور اجتماعية ونفسية تتعلق بغياب دور الأسرة وصعوبة الظروف.
وأوضح السفير أن عددا من هؤلاء المعتدين مقيدون فى سجلات الأمم المتحدة لاجئين، الأمر الذي يحد من إمكانية التصرف معهم لتدخل الأمم المتحدة بإيعاز من أسرهم، مضيفا أنه وجه خطابا إلى وزير الداخلية المصري بعد الاعتداء على الصحفي أيوك حيث وعد بالاهتمام بالأمر.
المثير أن أصواتا في جنوب السودان تؤكد أن الضحايا عديدون وأنهم يخشون الحديث خوفا من انتقام هذه العصابات، وينتقدون ما يعتبرونه تجاهلا من السلطات المصرية لهذه الظاهرة الخطيرة بدعوى أنها قضية تخص جالية جنوب السودان وحدها باعتبار أنهم الهدف الوحيد لهذه العصابات.