«مقلب الموت» .. كارثة بيئية تهدد أهالى دفرة
الغربية ـ أحمد أبو شنب:
كارثة بيئية وصحية، يعانيها أكثر من 30 ألف نسمة من أهالى قرية «دفرة»، التابعة لمركز طنطا، بسبب مقلب القمامة الرئيسى الموجود بالجهة الشرقية للقرية، والذى أطلق عليه الأهالى «مقلب الموت»، حيث يغتال هذا «المقلب» يوميًّا حق المواطنين فى استنشاق «نِسْمَة» هواء نقي، ويُصَدِّر لهم فى الوقت نفسه سحابات الدخان المحملة بالأمراض والأوبئة، بسبب الاشتعال الذاتى لأكوام القمامة التى أصبحت معلمًا من معالم الإهمال وعدم الاهتمام بصحة وآدمية المواطنين، الأمر الذى دفع العديد من شباب القرية والقرى المجاورة إلى تنظيم أكثر من تظاهرة احتجاجية؛ للمطالبة بالتخلص من هذا «المقلب» ونقله إلى أى مكان بعيد عن الكتلة السكنية.
يؤكد المحاسب عبد العزيز أبو سليمان (من أهالى قرية دفرة) أنه نظرًا لعدم اهتمام أى من المسئولين بالمحليات أو البيئة أو الصحة بمحافظة الغربية، بصحة وسلامة مواطنى قرى: دفرة، وصناديد، ومنشية جنزور، التابعة لمركز طنطا فقد لجأنا إلى إعلان تظاهرنا احتجاجًا على وجود هذا المقلب بمكانه الحالي، حيث أضر بأهالى هذه القرى، بل وصل ضرره إلى الزراعات المجاورة. وأضاف أن المصيبة الكبرى تتمثل فى وجود أكياس نفايات طبية، بين مخلفات القمامة الواردة إلى المقلب، مما يشكل كارثة بيئية وصحية خطيرة، ومن المفترض أن تدفن هذه النفايات فى مدافن صحية مخصصة لذلك. وأشار إلى أن رجال المطافئ يبذلون جهودًا كبيرة فى السيطرة على الحرائق المتواصلة، ولكن دون جدوى؛ نظرًا لارتفاع حرارة الجو، وتراكم أكوام القمامة حتى أصبحت عبارة عن «جبال» من المخلفات. وقال: قمنا بتحرير محضر شرطة ضد كل من: وزير البيئة، ومحافظ الغربية، ووكيل وزارة الصحة بالغربية، ورئيس مركز ومدينة طنطا؛ للسير فى إجراءات تقاضيهم، وأرفقنا بالمحضر تقارير طبية لحالات مصابة بأمراض صدرية نتيجة هذا التلوث المميت، كما أرفقنا صورًا ضوئية لأكياس النفايات الطبية. وأكد أن أهالى القرى المتضررة مستمرون فى التظاهر والاحتجاج السلمى ضد «مقلب الموت»، لحين إيجاد حل عاجل لهذه الكارثة.
فى حين قال مجدى سرحان (عضو النقابة العامة للتعليم والبحث العلمي، من أهالى قرية دفرة) «البلد بتموت» بسبب مقلب القمامة، خاصة مع هجوم السحابات السوداء، والروائح الكريهة، على أكثر من نصف القرية، فى اتجاه المقلب، بعد منتصف الليل، مما يجعل الأهالى غير قادرين على النوم، مشيرًا إلى أن هذا الدخان يدمر الزراعات الموجودة بمحاذاة المقلب، مما يجعله كارثة بمعنى الكلمة.
من جانبه، أكد اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية، أنه تم البدء فى نقل أكثر من 260 ألف متر مكعب من القمامة المترمدة بمقلب دفرة إلى المدفن الصحى بمدينة السادات، وأنه سيتم إخلاء الموقع لإنشاء مصنع لتدوير القمامة وتحويلها إلى سماد عضوي؛ للقضاء نهائيًا على مشكلة القمامة بطنطا. وأضاف أنه تقرر مضاعفة الحوافز والمكافآت للعاملين بالمقلب وربطها بمعدلات الأداء، دون حد أقصى؛ تشجيعًا لهم على بذل المزيد من الجهد وتكثيف العمل على مدار 24 ساعة، مشددًا على وجود سيارة إطفاء بالموقع للسيطرة على أى اشتعال القمامة لحين الانتهاء من رفعها.