نعم كل من ذكره الله في كتابه الكريم كان له وظيفة ....
وليس هكذا بل منذ ان خلقنا الله فجعل كل البشر موظفون ...
وظيفتهم عبادته .... وطاعته ... والامتثال لاوامره ونواهيه ....
هل تأملتم القران الكريم من بداية سورة الفاتحة الى أخر سورة فيه .... لو دققتم لوجدتم أن في كل سورة ذكر فيها الله عبدا
من عباده أو رسولا من رسله أو ملكا من ملائكته أو انس أو جآن لعرفت أنهم موظّفون .....
أروع ما يستوقفك هو أن يحتار تفكيرك في رب السموات والارض وعظمته
هل تدبرتم من ان اراد شيئ يقول له كن فيكون ولكن يأتي لأبسط المور ويتركها على العبد؟؟؟
اليس بمن خلق الكون وهو بقادر على إبداله بقادر على :
1_ أن يسقط الرطب الجنيّ على ابنة عمران ... بدلا من أن يأمرها بهزّ جذع النخلة!!!!وكيف بلا وهو من نفخ بها من
روحه _جبريل عليه السلام_ وخلق رسولا في ثلاث ايام أنطقه في المهد؟؟
2_أن يجعل يد موسى عليه السلام بيضاء من غير أن يحركها أو يدخلها في جيبه!! أن يفلق البحر الى نصفين كالطود العظيم
وهو يسري بأهله هربا من فرعون من غير أن يضرب به العصا؟؟!! كيف لا وهو من أنجى فرعون ببدنه .... وردّموسى
الى امّه ... وابقاه حيا في التابوت في اليم...؟؟
3_أن يسخّر لنوح سفينه أو يجعل البحر جدبا قاحلا في لمح البصر أو يغرق الكفار وينجّي المؤمنين؟؟؟؟؟... ليذهب نوح
ومن آمن معه من أرض الكفار ؟؟؟؟ كيف لا وهو من جعل الارض تغيض وتفجر بالماء والسماء كذلك؟؟
4_ هل يعجز من يملك السماوات والارض أنس يرسل الماء والبحار على الكفار والطاغين ..... بدلا من أن يأمر رسله
الطاهرين بالعمل للوسيلة للخلاص أو للانتقال؟؟
5_ حتّى الملائكة !!!! أليس من خلقهم وجعل القران بقادر على .... أن يحفظّه للنبي ... ويجعله مدركا لشرائعه مرّة
واحدة من غير الوحي_ جبريل عليه السلام_ ؟؟ كيف لا وهو من جعل جبريل وجميع الملائكة يفعلون ما يؤمرون ؟؟
6_ خلق النبي محمد عليه الصلاة والسلام ... جعله اطهر الخلق... ونبيا لدينه الحق... ورغم ذلك ... لقي المشقة
والجهاد والهزيمة والانتصار.. أليس من جعله نبيا بقادر على ان ينصره ودينه الحق ولو كره الكون كله في يوم وليلة؟؟
تكثر القصص والعبر في السور.... ولكن يا عبد الله هل تأملت ... هل فكّرت في كلماتي...
أليس من خلقق من ماء مهين ... بقادر على ان يرزقك كل يوم وأنت في بيتك ... ويدخلك الجنة التي خلقت أصلا للعباد
والبشر من غير سؤال ولا حساب؟؟
نعم والذي نفسي بيده الكريمة بقادر أن يجعل الارض جنّة ونار ولكن ..... منذ أن خلق أدم جعل العمل والعمل والعمل
والعمل والسّعي وراء الطلب والمطلوب للوصول إلى الغاية ...
فكيف بنا نحن أضعف الخلق نتكبّر على ما أمرنا الله به ...
الخلاصة: العمل هو الوسيلة الوحيدة تربط الانسان بدنياه وآخرته .... فكما جعل الله الاخرة والجنة للعاملين على رضاه
وطاعته ...
خلق كذلك الارض والدنيا ... لنعمرها ونعمل بها ونسكنها ....
نسأل الله لنا ولكم رزقا حسنا وعملا صالحا خالصا لوجهه تعالى ..