منى كريم نائب المدير
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 2030 صوره :
| موضوع: من صور التربية الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان قبل البعثة الجمعة 24 سبتمبر 2010, 10:05 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من صور التربية الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان قبل البعثة
اصطفى الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بأمور كثيرة، اصطفاه بالنسب الشريف، وبالمكان الطاهر، وبخير الأزمان، وبأحسن الأسماء، وبالتنشئة المباركة، وتعهّده سبحانه بالتربية الربانية، والتأديب الإلهي، والإعداد السماوي، ليؤهله لحمل الرسالة الخاتمة للثقلين "الإنس والجن"، وقد أعلن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "أدبني ربي فأحسن تأديبي".
ومن صور التربية الربانية الرائعة نلتقط صورة واحدة حدثت في رمضان قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ، ثم نقف مع العبرة والدرس المستفاد منها بإذن الله.
فمع سن السابعة والثلاثين بدأ الرسولص ينطلق إلى غار حراء، وقد حبَّب الله تعالى إليه الخلوة فيه، فكان يخلو بنفسه شهر رمضان يتحنث، فإذا مرَّ به مسكين أو عابر سبيل أطعمه وسقاه، ثم يرجع إلى أهله يتزود لمثلها، حتى فجأه الوحي بعد ثلاث سنوات، ليلقي على قلبه النقي الحافظ قول الله تعالى
اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (5) (العلق: ).
فما هذا الغار؟ وأين موقعه؟ ولماذا كان اختيار الله سبحانه له ليكون مكان تفكر وتحنث آخر الرسل والنبيين؟ وما نوع التحنث الذي كان يقوم به في الغار؟ وما الدروس من ذلك كله؟
هذه أسئلة تطرح نفسها في هذا المقام، والإجابة عنها تُبرز صورة التربية الربانية للرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة المهمة من حياة معلّم الناس الخير صلوات الله وسلامه عليه.
غار حراء
أما غار حراء، فيقع في جبل النور، يبتعد عن مكة نحو ثلاثة أميال، طوله أربعة أذرع، وعرضه ذراع وثلاثة أرباع ذراع، يتسع للرجل البدين، ويقف فيه الرجل الفارع، ويتسع لبضعة رجال يصلون ويجلسون، ويستطيع من فيه أن يشرف على الكعبة لأنحاء فيه، كما يمكنه رؤية الجبال المحيطة بالمنطقة، وقد عُرف الغار بهذا الاسم قديماً، وقد ذكره أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم في قصيدته المشهورة فقال:
وثورٌ ومَنْ أرْسَى ثَبِيراً مكانه
وراقٍ ليرقى في حراء ونازل
الموقع المتميز للغار يشير إلى حكمة الله البالغة في اختياره، ليكون مكان تحنث الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، فهو بعيد عن أهل مكة وأصنامها، وبعيد عن مجالس اللهو وفسادها، وشواغل الدنيا وكدرها، وضجة الحياة وصخبها، وهموم الناس الصغيرة وتفاهتها.
وفي هذا الجو الساكن الباعث على الهدوء، تستطيع النفس الزكية، نفس محمد صلى الله عليه وسلم أن تنطلق من عالم الشهادة المزدحم إلى عالم الغيب الرحيب، وتتأمل في واقع الحياة، التي تقف فيها الأصنام معبودة من دون الله، وتقطع فيها الأرحام، وترتكب فيها الآثام، وتبدد فيها سمات النخوة والاحترام، ويسود فيها الشر والظلم والفساد والغلظة والكذب والخيانة، ثم تتمنى نفسه الطاهرة أن يرجع الناس إلى رشدهم، وأن تسود مبادئ الخير والعدل والإحسان والرحمة والصدق والأمانة.
تلك المبادئ التي كانت واقعاً حياً في سلوك محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وشهد به أهل مكة جميعاً، وقررته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها حين جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرها بالوحي الأول، وبما سمعه من ذلك الملك الكريم جبريل عليه السلام، فقالت بثقة واثقة: "والله لا يخزيك الله أبداً... إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
وبهذا التفكير الراقي، ولمثل هذه التأملات كان غار حراء أنسب مكان، ولذلك كان اختيار الله العليم الحكيم له.
وغار حراء يشرف من بعيد على الكعبة المشرَّفة، فكأنه يربط قلب محمد صلى الله عليه وسلم بأطهر بقعة على وجه الأرض، ويأخذ به إلى عالم التوحيد الخالص لله رب العالمين من خلال عبادة التفكر، وقد حقق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هذا الترابط الوثيق بينه وبين الكعبة، فكان أول ما يفعله بعد تركه للغار هو الطواف بالبيت سبعاً، أو ما شاء الله له أن يطوف، ثم يرجع إلى بيته، فكأنه كان يريد أن يختم فترة تجوله القلبي بتجول أو تطويف قالبه حول الكعبة، ليجتمع له صفاء القلب مع طهارة القالب ونقائه.
وغار حراء في مكان مرتفع، فهو يشرف على الجبال، التي تبدو أمام الناظر إليها من الغار كأنها ما بين راكعة وساجدة لخالق هذا الكون، وهذا المنظر يوحي في النفس رهبة خاصة للخالق العظيم، ويجدد مشاعر التقديس والتعظيم لله الواحد سبحانه، ويثير في الشعور الإحساس بالقدرة الإلهية الفائقة في هذا الوجود.
ويشرف الغار أيضاً على جبل عرفات، وهو من أكبر مناسك الحج وأركانه، وبهذا يرتبط الناظر إليه بشعيرة الحج التي تطهِّر فاعلها من الذنوب والآثام، وتذكِّر بمنسك من شريعة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، تلك الشريعة التي ما بقى منها إلا القليل،
شهر رمضان
أما اختيار شهر رمضان ليكون زمان تحنث محمد صلى الله عليه وسلم وتكرار ذلك ثلاث مرات، فهو لحكم بالغة، لعل من أهمها أنه سبق في علمه أن هذا الشهر سينزل فيه الكتاب الهادي للبشرية،
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى" والفرقان (البقرة: 185).
كما سبق في علم الله أيضاً أن ليلة نزول هذا القرآن ليلة مباركة
إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (3) فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين (5) رحمة من ربك إنه هو السميع العليم (6)(الدخان).
وقدَّر الله تعالى أن يجعل شهر رمضان كله مظهراً من مظاهر تقواه سبحانه، فكتب على المسلمين جميعاً صيامه فمن شهد منكم الشهر فليصمه.
وهكذا تبدو بعض مظاهر الحكمة من اختيار الله تعالى لشهر رمضان من بين شهور السنة لتربية الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم فيه، ويتكرر ذلك ثلاث مرات لمزيد من تصفية القلب وتنقية القالب، وهذه تربية ربانية دقيقة حكيمة، يجتمع فيها فضل المكان إلى فضل الزمان، إلى فضل استمرار التحنث والتفكر في آلاء الله، لتزداد عطاءات الله سبحانه وتعالى لرسوله وللمؤمنين، وصدق الله العظيم القائل: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
أما تحنثه صلى الله عليه وسلم فكان على الأصح وِفق شريعة إبراهيم خليل الله ـ عليه السلام ـ وهي التفكر في آلاء الله وخلقه، والنظر في ملكوت السموات والأرض.
وهذه العبادة يغفل عنها كثير من الناس في زحمة الحياة ومعترك الدنيا، على الرغم من أنها عبادة ربانية، ربى عليها الحق سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ليعدّه بعدها لتحمل أعباء الدعوة العالمية الخاتمة.
وأخيراً... ما أحوج دعاة اليوم الذين يريدون أن يتصفوا بالربانية في السلوك والشعور، أن يقفوا مع أنفسهم بين حين وحين في مكان خالٍ بعيد عن ضوضاء الحياة وزحمتها، ويصلوا أرواحهم بهذا الوجود الطليق، ويخرجوا من غبش الدنيا ومشكلاتها، ليحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا، ويراجعوا أعمالهم وأقوالهم، ويزنوها بميزان العدل قبل أن توزن عليهم، ثم ليتفكروا في خلق السموات والأرض، فتنطلق قلوبهم وألسنتهم قائلة:
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى" جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار(آل عمران: 191).
وما أحوج المسلمين جميعاً في هذا الشهر الكريم أن يغتنموا هذه الفرصة الربانية الكريمة، لتسمو أرواحهم، وتُستجاب دعواتهم وتُفتح لهم أبواب الرحمة والغفران والعتق من النيران. | |
|
رحاب الروح المشرف
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 1142 صوره :
| موضوع: رد: من صور التربية الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان قبل البعثة الثلاثاء 28 سبتمبر 2010, 8:58 am | |
| مشكورة اختى الغالية على موضوعك | |
|
صبحى لطفى نائب المدير
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 3655 صوره :
| موضوع: رد: من صور التربية الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان قبل البعثة الثلاثاء 12 أكتوبر 2010, 6:00 pm | |
| | |
|
اسماء رضوان مراقب
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 1007 صوره :
| موضوع: رد: من صور التربية الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان قبل البعثة الثلاثاء 12 أكتوبر 2010, 9:31 pm | |
| موضوع جميل مشكوريييييييييييييييييييييييين | |
|
المستوى الراقى عضو فعال
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 68 صوره :
| موضوع: رد: من صور التربية الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان قبل البعثة الأربعاء 03 نوفمبر 2010, 9:19 am | |
| | |
|
سما المغرب مراقبة عام الاقسام
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 7473 صوره :
| موضوع: رد: من صور التربية الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان قبل البعثة الخميس 06 يناير 2011, 4:49 pm | |
| | |
|
سعيد شرباش المدير العام
sms : عدد المساهمات : 14821 صوره :
| موضوع: رد: من صور التربية الربانية للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان قبل البعثة الثلاثاء 15 مارس 2011, 8:00 pm | |
| | |
|