قيمة الوقت
يمر الإنسان في حياته بمراحل: من الطفولة إلى الصبا ، ومن الشباب إلى الكهولة ، فالشيخوخة ، وانه في طفولته – وهي طويلة- يتعلم ويتكون، فلا يقوم بعمل يعود عليه وعلى أسرته بعائد ، بل إن الأسرة تتحمل أعباءه وتقوم بالإنفاق عليه وتربيته ورعايته، وتسعى جاهدة لتكوينه التكوين الذي يجعل منه عضوا نافعا لنفسه ، ولأسرته ، ولمجتمعه .
وبهذا نجد إن الزمن له أهمية كبيرة في حياة الإنسان ؛ ولذا يجب عليه إن يستغله أفضل استغلال ، وان يستفيدبه إلى أقصى مجال ؛ لأنه قصير بالنسبة لأوقات النوم والراحة .

وخير استغلال للوقت إن يكون للإنسان في حياته هدف يسعى لتحقيقه ، ويتخذ كل الوسائل التي تساعده على تحقيق ذلك الهدف ، بالتغلب على الصعوبات والجد والمثابرة .

فالتلميذ مثلا: يجب عليه إن يستفيد بالدراسة، بان يستمع إلى معلمه، ويسال عما لا يفهم ويسهم في ألوان النشاط، ويحاول إن ينمي أفكاره ويوسع ثقافته، ويتزود بأكبر قسط من المعارف.
فإذا ماعدا إلى منزله وجب عليه إن يرتب أدواته ، وان ينظم أوقاته وان يستذكر دروسه وان يهيئ نفسه لدروس اليوم المقبل ، بإعدادها وتعرفها ، حتى إذا ذهب إلى المدرسة استوعبها عن وعي وإدراك.

اجعل شعارك دائما أن تسال نفسك: ماذا عملت في يومك ؟ وكيف قضيت وقت فراغك ؟ هل كسبت صحة أم مالا ، أم علما ؟ واعلم إن قليلا من الزمن يخصص كل يوم لشيء منها، قد يغير مجرى الحياة، ويجعلها أقوم مما تتصور وارقي مما تتخيل.
إن المحافظة على الوقت خلق شريف، ووصف جميل ، من عرف بت كان محبوبا واحتلاما ؛ لأنها نوع من أنواع الصدق وعدمها نوع من أنواع الكذب فالمحافظ على وقته صادق ، قوي الإرادة ، والمهمل في وقته كاذب ، ضعيف الإرادة .

فيجب المحافظة على الوقت، فان وراء ذلك خيرا كثيرا ونفعا عميقا، والوقت من ذهب إن تمهله ضاع وذهب، ولن يعود منه ما مضى ولن يرجع ما فات وانقضى .

فاحرص عليه قبل الفوات ، فمن مضى يومه في غير حق قضاه أو فرض أداه اومجد بناه أو حمد حصله أو خير اسسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه .

واعلم أن العمر لحظات واللحظة التي تمر لا يمكن إن تعود والفرصة سريعة الفوات بطيئة العود.

:DFS:

ربنا يرحمنا ياندى