بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ,
ابدا موضوعي بهذا السؤال ,
لماذا أخبر الله تعالى عن هؤلاء الناس إذ يسألون : ( وقالوا مال هذا الرسول ياكل الطعام ويمشي في الاسواق ) ما الغرض من هذا السؤال؟!
طبعاً هناك اجابات كثيرة لهذا السؤال , لكن لو تأملنا هذه الآيه لعرفنا انها تعكس واقع نعيشه إلى يومنا هذا ! النفوس للأسف جٌبلت على الماديات والمظاهر ( إلا من رحم ربي) هؤلاء قوم جاءهم رسول منهم ( بشر ) مثلهم هم توقعوا انه لما يقال لهم رسول ان يكون هذا الرسول له جناح يطير به مثلاً او يكون عظيم الهيئة لا ان يكون مثلهم بسيط يأكل الطعام و يجلس معهم ويمشي في الأسواق مثلهم , هذه النفوس للأسف اعتادت على البهرجة... وهذا واضح جلي في تكملة الآيه إذ يقولون : ( وقالوا مال هذا الرسول ياكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا )
سبحان الله يريدون ملك ( بهرجه ) حتى يقتنعوا بهذا الحق , هم لا يريدون انسان بسيط مثلهم يدلهم إلى الحق ...
بل اقول حتى يومنا هذا لو قلت مثلاً ( صدقه ) سيذهب فكرنا جميعاً إلى المال , لكن يأت النبي صلى الله عليه وسلم ليعطي افق وابعاد لهذه الكلمة فصارت كلمة معنوية اكثر من مادية فيقول صلى الله عليه وسلم ( تبسمك في وجه أخيك صدقه ) او كذا قال ,
سبحان الله تأملوا كيف يحور النبي صلى الله عليه وسلم الكلمات المادية البحته إلى كلمات معنوية , فالمال والبنون زينة حياة الدنيا , فمن اراد الدنيا منكم فاليتسابق على المال , لكن من اراد الآخرة فلا تغره الدنيا فلا استغرب انا إن قرأت في السير ان علي رضي الله عنه يطلق الدنيا بالثلاث , ولا استغرب ان قرأت ان عمر خطب الجمعه وثوبه مرقوع , ولا استغرب إذ رأيت هذا الصحابي يدخل على رستم وقد وضعت من بين يديه وخلفه الأسوار والذهب والمال فلا يلتفت لها , هؤلاء رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , ذلك المربي الذي دخل عليه عمر فبكى إذ رأه نائم على حصير وقال له تنام على الحصير وملوك الدنيا يهنئوا بنومهم براحه , فذكره النبي بأنهم ليسوا طلاب دنيا بل آخره
نعم هكذا نحور الكلمات المادية البحته إلى معنوية , وهكذا تكون نظرتنا للأمور
وفقني الله واياكم لكل خير
__________________