عالم مصري: الذهب يميت السرطان اضغط للتكبير الذهب يميت السرطان - رويترز
12/26/2009 10:15:00 AM
القاهرة - محرر مصراوي - أكد العالم المصرى الدكتور مصطفى السيد رئيس
كرسى "يوليوس براون" بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة
والحاصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية أهمية علم "النانو تكنولوجى"
وتطبيقاته على الساحة الدولية.وأوضح أن النانو هى تكنولوجيا تقوم
على أشياء صغيرة ومتناهية الصغر، وعلم يعتمد على خواص المواد ويعطى مواد
جديدة لا عدد لها من مواد صغيرة، مشددا على أهمية البحث العلمى ودراسة
المواد المختلفة من حولنا وخواصها بتأن ودقة، إذ يمكن من خلال هذه الدراسة
المتفحصة أن نكتشف خواصا جديدة حال تحويل هذه المواد إلى جزيئات النانو
متناهية الصغر.جاء ذلك فى محاضرة ألقاها العالم المصرى المعروف بعنوان (القضاء على الخلايا السرطانية
باستخدام جزيئات الذهب النانونية) بمكتبة الإسكندرية بحضور نخبة من
العلماء المصريين والعرب والأجانب لتقدم أحدث الاكتشافات والتقنيات التى
تستخدم جزيئات الذهب النانونية فى علاج مرض السرطان.وقال السيد إن
"الشعرة سمكها يساوى 50 ألف نانوميتر"، ما يوضح مدى صغر هذه الجزيئات، إذ
أن أى مادة يتم تصغير حجمها من 1 إلى 100 نانوميتر تختلف خواصها ويمكنها أن
تعطى مادة أخرى مختلفة عنها تماما.وأضاف أنه فى السنوات الخمسين
الماضية حدثت تغيرات تكنولوجية هائلة فى حياتنا، فمثلا دخل "البوليمر" فى
صناعة السيارات وتم تصنيع الأجهزة فى شكل الترانزيستور الصغير.وأشار
إلى أنه فى الولايات المتحدة يتم التفكير حاليا فى استثمارات كبيرة فى
مجال العلوم، حيث سيتم الاستثمار فى تصنيع المواد بحوالى 430 مليار دولار،
ومجال الالكترونيات بحوالى 300 مليار دولار، وفى مجال الأدوية والعقاقير
بحوالى 18 مليار دولار، وفى مجال التخليق الكيميائى بحوالي 100 مليار
دولار.وأكد العالم المصرى أن عام 2009 شهد أعلى نسبة وفيات بمرض
السرطان، كذلك أعلى معدل انتشار حيث اكتشف مليون و479 الفا و350 حالة جديدة
فى أمريكا وحدها.وقال العالم المصرى المعروف الدكتور مصطفى السيد
"إذا أردنا علاج شىء فى أجسادنا فعلينا علاجه بأشياء فى نفس الحجم، فالله
سبحانه وتعالى خلق أشياء عديدة فى أجسادنا فى حجم النانوميتر، مثل ال(دى إن
إيه) والبروتينات ومكونات الخلية.وحول أحدث أبحاثه فى مجال
التكنولوجيا الدقيقة وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب
الدقيقة فى علاج مرض السرطان، أوضح أن الذهب الذى نستخدمه فى أغراض الزينة
لا يتفاعل مع الهواء، ولكن حينما يتحول الذهب إلى جزيئات النانو التى تصل
إلى 30 أو 40 نانوميتر يصبح لونه يميل إلى اللون الأخضر، وهذه الجزيئات
الدقيقة من الذهب قادرة على أن تصل للخلايا السرطانية وتقضي عليها وتميتها
وتمنع عملية الانقسام الخلوى لها وبالتالى تمنع تكاثرها.وشرح العالم
المصرى كيفية تطبيق استخدام مركبات الذهب الدقيقة فى علاج مرض السرطان،
حيث أن خلية السرطان تنتج بروتينات أكثر من الخلية العادية، والفكرة تكمن
فى وضع قطع الذهب لتتراكم على الخلايا السرطانية وتدخل فيها، وبمجرد تسليط
الضوء عليها تصبح ظاهرة للطبيب المعالج، كما أنها تعمل على تركيز الأشعة
الضوئية وكل الحرارة المتولدة عنها فى التخلص وتدمير الخلايا السرطانية،
وبالتالى القضاء على السرطان فى الجسم بنسبة 100%.وأوضح أن الضوء
المستخدم هو ليزر خفيف جدا، ويسلط لمدة 10 دقائق لتمتصه جزيئات الذهب،
وتعمل تلك الحرارة المتولدة عن امتصاص الذهب للضوء على انصهار الخلية
وتلاشيها تماما، على أن يتخلص الجسم من تلك الجزيئات فى غضون 15 ساعة، لكنه
قد يظل فى الكبد أو الطحال لفترة تقارب الشهر.وأضاف أن جزيئات
الذهب تعمل على وقف الانقسام الخلوى للخلايا السرطانية، كما أنها تعمل على
إعادة اندماج الخلايا المنقسمة مما يجعل الخلية الواحدة تموت تلقائيا بعد
اجتماع نواتين فيها، موضحا أن العلاج بتلك الجزيئات أفضل كثيرا لأنه يتم
بدون جراحة مما يجنب المريض التعرض لأى بكتيريا أو ميكروبات والتى أصبحت
تنتشر بشدة فى جميع مستشفيات العالم.وقال العالم المصرى الدكتور
مصطفى السيد إن العلاج بجزيئات الذهب قد يصبح فعالا بنسبة 90% بالنسبة
لسرطان الثدى، خاصة أن واحدة من 7 سيدات تصاب به، وكذلك سرطان البروستاتا
الذى يصيب واحدا من كل 6 رجال، مشيرا إلى صعوبة علاج سرطان الرئة والمخ
نظرا لوجود عظام تحول دون تغلغل الضوء داخل الخلايا، وكذلك سرطان الكبد
ويفضل فى تلك الحالات العلاج الكيميائى.وحاليا يشرف الدكتور مصطفى السيد على بعض الباحثين المتميزين فى مركز أبحاث جامعة القاهرة على بعض تطبيقات النانو.والدكتور
مصطفى السيد تخرج فى كليه العلوم جامعة عين شمس عام 1953، وكان ترتيبه
الأول، وبعد قراءته لإعلان صغير فى جريدة "الأهرام" المصرية لأستاذ فى
ولاية فلوريدا الأمريكية عن قيامه بإعطاء منحة علمية لاثنين من الشباب
المصريين للدراسة فى فلوريدا، تقدم للحصول عليها وحصل عليها بالفعل وهاجر
إلى الولايات المتحدة فى عام 1954.وكانت فى نيته العودة والاستقرار
فى مصر بعد حصوله على الدكتوراة، وذلك الذى لم يتحقق حيث تزوج من فتاة
أمريكية وقرر أن يكمل حياته فى الولايات المتحدة.ودرس الدكتور مصطفى
السيد فى العديد من الجامعات المرموقة بالولايات المتحدة، مثل ييل
وهارفارد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وأخيرا معهد جورجيا للتكنولوجيا،
حيث يتربع على كرسى يليوس براون هناك، وشغل عدة مراكز أكاديمية منها: رئيس
كرسى يوليوس براون بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا، ورئيس مركز أطياف
الليزر بذات المعهد، كما انتخب عضوا بالأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات
المتحدة عام 1980، وتولى على مدى 24 عاما رئاسة تحرير مجلة علوم الكيمياء
الطبيعية، وهى من أهم المجلات العلمية فى العالم.وحصد الدكتور مصطفى
السيد عدة جوائز هى جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1990، وزمالة
أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية، وقلادة العلوم الوطنية الأمريكية
2007، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى فى 28 يناير 2009، ويتمتع بعضويه
الجمعية الأمريكية لعلوم الطبيعة، كما أنه عضو الجمعية الأمريكية لتقدم
العلوم وعضو أكاديمية العالم الثالث للعلوم.المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط