رد على
:
سيادة الرئيس لقد أخذت فرصة مقدارها 30 عاما
لماذا هتفت الجماهير ..لولا ..لولا ..لولا ..لولا ..
اسم السلسلة:
من أول صفحة الى آخر صفحة
تجربة مثيرة ومميزة تعيشها البرازيل منذ ثمانية سنوات، وقد توجت هذه التجربة أخيرًا بمشهد الانتخابات الرئاسية،
الذي تمكنت فيه
" ديلما " من تحقيق الفوز في الجولة الثانية بنسبة 56 %..؟؟ لتصبح أول امرأة رئيسا للبرازيل عام 2011.
لا بد أن يلفت انتباهنا أن الرئيس الحالي
" لولا داسيلفا " لم يترشح للانتخابات لدورة ثالثة التزامًا بنص الدستور،
واحترامًا لقواعد العملية الديمقراطية،
رفض الرئيس الحالى "لولا" إجراء أي تعديل دستوري، وذلك على الرغم من التأييد الشعبي الكاسح له، والذي وصلت نسبته إلى ما يزيد عن 80 %؟؟
وقال كلمته الشهيرة:
«قبل عشرين سنة، ناضلت، ودخلت السجن لمنع الرؤساء من أن يبقوا في الحكم أطول من المدة القانونية، كيف أسمح لنفسي أن أفعل ذلك الآن؟»
لم يفعلها على الرغم من إنجازاته التي فاقت الخيال منذ توليه الرئاسة عام 2002،
أقلها أنه
نجح في إخراج ما يزيد عن ثلاثين مليون برازيلي من تحت خط الفقر، وارتقى بمستواهم الاقتصادي إلى الطبقة الوسطى بعد أن تعرضت البرازيل للإفلاس فى التسعينات
واعتبر البنك الدولي أن البرازيل في وضعية تمكنها لتصبح خامس أقوى اقتصاد في العالم،
وذلك
على الرغم من وجود الحجة الجاهزة، والمبرر الدائم للفشل، والمتمثل في عدد السكان
الذي يقارب
200 مليون نسمة.
ساعتان فقط هي المدة التي فصلت بين إغلاق صناديق الاقتراع، وبين إعلان اللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة النتيجة النهائية،
ولن يثير الأمر الاستغراب، عندما نعرف أن نظام التصويت في البرازيل هو
نظام إلكتروني بالكامل، ولا توجد فيه أي فرصة لتدخل العامل البشري،
من المهم للغاية أن نتوقف اليوم عند ملامح التجربة البرازيلية، وندرسها بهدوء وعمق،
لنتعلم منها الكثير من الدروس،
فقد فازت
" ديلما " في الجولة الثانية من الانتخابات، على الرغم من التخوفات التي صاحبت الإعلان
عن
إصابتها بالسرطان العام الماضي، ولكن لأن مرض البشر ليس عيبًا يجب التستر عليه، فقد عرف الجميع
تفاصيل مرضها بشفافية، كما تابعوا مراحل علاجها حتى شفاءها الكامل،
الجميع في البرازيل يعلم أن السبب الرئيس لفوزها هو الدعم الكامل
من الرئيس "لولا داسيلفا"، والذي قام باختيارها لتصبح امتدادًا لحكومته، وقدمها للجماهير بنفسه في إعلان تليفزيوني
أثناء الحملة الانتخابية على أنها مثله تمامًا؛ تهتم بالفقراء، وكان ذلك سببًا مباشرًا في تراجع العديد من حكام الولايات عن
تأييدهم لمنافسها "سيرا"، الذي اعترف صراحة أنه خاض أمامها "معركة غير متكافئة"، بالطبع هو لم يقصد التزوير،
أو انحياز اللجنة المشرفة على الانتخابات، وإنما كان
يشير إلى الاقتصاد البرازيلي المزدهر في عهد "لولا داسيلفا"، والذي كان
يٌصعب من مهمة أي منافس آخر،
وفور الإعلان عن فوز "ديلما" هتفت الجماهير باسم "لولا" الذي اختار طواعية أن يبتعد
عن الاحتفال مع رئيسة البلاد الجديدة، حتى لا يسرق منها الأضواء، وبعد أن قامت
" ديلما " بتوجيه الشكر بتأثر شديد
إلى
"لولا"، أعلنت صراحة أن مهمة خلافته صعبة، وتمثل تحديًا لها، لكنها تعرف جيدًا كيف تكرم هذا الإرث، وتوسع مداه،
وجددت التزامها العميق بـاجتثاث البؤس لدى جميع البرازيليين،
وفيما بعد.. كان اللقاء الأول بين الرئيس الجديد والقديم حافلاً بالعواطف، عندما بادرها
"لولا" بقوله :
الكرة الآن في ملعبك، ابدئي في تشكيل فريق عملك، وسوف أكون في المدرجات، بقميصي المكتوب عليه اسم فريقك، وأصفق لك...؟؟؟