"إغلاق المحلات – اختفاء الباعة المتجولين– الشوارع الخالية –
انحسار المارة إلى جوانب الطرق ومقاطعة المواطنين القانطين بوسط البلد
لدعوات أيمن نور والإخوان للمشاركة" 5 مشاهد سيطرت على شوارع القاهرة على
مدار اليوم مع انتشار القوات الأمنية بها.
رغم الكردونات الأمنية المشددة لتنظيم المرور وحماية المواطنين ومنع
المتظاهرين، إلا أن آلاف المتظاهرين نجحوا فى تخطى الحواجز الأمنية فى
ميادين التحرير ودوران شبرا والقصر العينى بالقوة، وهو ما تسبب فى سقوط
العشرات من الإصابات والإغماءات بين المتظاهرين إثر الاشتباكات التى وقعت
بين الطرفين.
ورصدت عدسة "اليوم السابع" إغلاق أغلب أصحاب المحال خاصة " الملابس
والمجوهرات" أبوابها بمجرد تناقل أنباء توجه المظاهرات إليهم، بينما خلت
الشوارع من تواجد الباعة المتجولين على أرصفة الطرق، خوفا من تعرضهم
للإصابات أو ضياع بضائعهم.
كما شهد اليوم، عدم استجابة المواطنين القائمين بالمناطق التى شهدت
مظاهرات لدعوات الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد وعدد من قيادات حزب الوفد
والإخوان، للمشاركة فى المظاهرة وترك منازلهم والنزول للشوارع والانضمام
لهم.
العامة من الشعب غير المشاركين فى المظاهرة اكتفى جزء منهم بمشاهدة
المتظاهرين والبعض بتصويرهم والآخر بالدعوة إلى فض المظاهرة حرصًا على
مصالح مصر، مصحوبة بحالة من الهدوء التام بعد توقف مرور السيارات.
ورغم ارتفاع أعداد المتظاهرين من القوى السياسية فى الشوارع، إلا أنها
كانت منخفضة بالمقارنة مع أعداد مواطنى الشارع الذين اكتفوا بالمشاهدة
والتصوير بكاميرات التليفون المحمول خاصة فى التحرير والإسعاف وعابدين
والعتبة وشبرا، والذين اجتمع معظمهم على الخوف من الاشتراك فى المظاهرات
حرصا على مستقبلهم.
وداخل محله بالقرب من ميدان التحرير، جلس محمود سالم – عامل بأحد المطاعم
فى ميدان التحرير– فى سكون، وانتشر أمامه العشرات من جنود الأمن المركزى
وسط السيارات المصفحة المتراصة على طول الطريق، وتعليمات ضباط الأمن بمنع
أى تجمهر والتزام المارة السير على جانب الطريق أو الدخول إلى المحلات.
أيد محمود المظاهرات قائلا " عندهم حق، البلد أحوالها فى النازل، ومحدش
سائل فينا"، وأضاف "عليه العوض فى اليوم، لم يدخل فرد واحد المطعم منذ
الصباح"، ومع ذلك لم يشترك محمود فى المظاهرات لأنه "أخاف على عيالى، لو
اعتقلونى محدش هيربيهم".
وبمجرد تحرك المظاهرة تجاه شارع قصر النيل، أسرع سيد كامل – صاحب محل
ملابس – لإغلاق محله، ودخل إلى إحدى العمارات ليقوم بالتصوير من خلال
هاتفه المحمول، وعند سؤاله عن عدم الاشتراك قال "الخوف مسيطر على الناس،
ومهما تزايد العدد لن يحدث أى تغيير".
أما جمعة الذى جلس داخل أحد الأكشاك بالقرب من ميدان عابدين ، قال " خلاص
إحنا تحولنا إلى جبناء، لو الشعب عايز انتفاضة، نرجع بالزمن إلى أيام 78،
بمجرد ارتفاع سعر الأرز صاغ واحد، قامت الدنيا ولم تهدأ، وقامت المظاهرات
فى كل الشوارع، ولم تستمر طويلا حتى أصدر السادات قرارًا بعودة الأسعار،
لكن دلوقتى مهما نعمل محدش هيسمعنا أو يتغير"، وأضاف" الناس مرعوبة، كل
يوم نشاهد عربات الأمن وهى تعتقل كل من يتحدث فى السياسة".
ومع تكثيف التواجد الأمنى فى منطقة الإسعاف، حيث حاصرت قوات الأمن المركزى
المتظاهرين أمام دار القضاء العالى، وانتشرت على طول شارع فؤاد، بينما
تواجد المواطنون خلف أسوار الرصيد ليشاهدوا المتظاهرين ويستمعوا إلى
شعاراتهم، منعهم خوفهم من اختراق القوات للانضمام إلى المظاهرة، فأحد
الشباب الذى ظل يردد عبارات معادية للحكومة ويشجع المتظاهرين قال "لو نزلت
معاهم هضرب"، بينما قال آخر "مفيش فايدة"، ووقفت إحدى السيدات تشيد بما
يحدث على الجانب الآخر من الطريق قائلة
"والله رجالة بس لن يبيتوا فى بيوتهم الليلة".
وفى شبرا، وصل الأمر إلى لجوء المارة على جنبات الطريق، الذين كانوا يفرون
بمجرد مشاهدة العناصر الأمنية، وشارك الشباب فى رفع عربة محمد عبد القادر
– بائع خضراوات – إلى داخل أحد المبانى، وقال " لماذا لا يتركون الناس
تعبر عن ضيقها، وطالما أنهم يستخدمون القوة، سيرد عليهم المتظاهرون
بالقوة"، واستكمل قائلا "فى النهاية عددهم لن يتعدى الآلاف ومعظمهم من
السياسيين، أما مواطنو الشارع المطحونون أنفسهم يخافون على أكل عيشهم".
نقل
عن اليوم السابع؟
يارب يتمم على خير؟