الصحف الأمريكية: تدخل الجيش المصرى فى الشأن الداخلى سيزيد من تدهور الأوضاع..
والإخوان فقدوا نفوذهم لتأخرهم فى المشاركة ولتفويضهم البرادعى.. وبعد الانتفاضة
المصرية مستقبل العالم العربى تغير للأبد الخميس، 3 فبراير 2011 - 13:02
المتظاهرين فى ميدان
التحرير
إعداد رباب فتحى
نيويورك تايمز..الإخوان فقدوا نفوذهم لتأخرهم فى المشاركة ولتفويضهم
البرادعى
تحت عنوان "جماعة الإخوان المتخبطة"، قلل الكاتب الأمريكى سكوت
أتران من الخطورة التى يستشعرها عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها الولايات
المتحدة الأمريكية حيال نفوذ جماعة الإخوان المسلمين والمحظورة، وقال فى مقاله
بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الجماعة فقدت الكثير من مصداقيتها ونفوذها
عندما أعلنت عدم مشاركتها فى مظاهرات "يوم الغضب"، ناهيك عن تفويضها لمحمد البرادعى
للمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للتحدث مع النظام.
ومضى أتران
يقول إنه رغم تخوف واشنطن ولندن من مدى النفوذ الذى تتمتع به الجماعة الإسلامية يرى
المصريون أنفسهم أنه منذ تأسيسها عام 1928 كمنافس للحركات القومية المستوحاة من
الغرب والتى فشلت فى تحرير مصر من القوى الأجنبية، حاول الإخوان جاهدين لإنعاش
الحكم الإسلامى، ولكنهم أضاعوا جميع الفرص المتاحة أمامهم فى سبيل تحقيق ذلك على
مدار 83 عاما. وأكد الكاتب أن عدد أعضاء الجماعة لا يتجاوز المائة ألف فى الوقت
الذى يبلغ فيه تعداد السكان 85 مليون نسمة، مشيرا إلى أن فشلهم فى تأييد الانتفاضة
التى اشتعل فتيلها فى 25 يناير الماضى ساهم إلى حد كبير فى تهميشها وإبعادها عن روح
الثروة المنتشرة الآن عبر العالم العربى.
ورأى أتران أن هذا الخطأ تفاقم
عندما أعلن عصام العريان، المتحدث الرسمى باسم الجماعة أن "الجماعات السياسية تؤيد
البرادعى للتفاوض مع النظام"، ولكن حقيقة الأمر عندما نزل الأخير لميدان التحرير،
تجاهله كثيرون ولم يجتمع حوله سوى قليلين برغم الشعبية الضخمة التى كانت تتحدث عنها
الصحافة الغربية. لذا أدرك الإخوان أنهم ليسوا فقط متأخرين وإنما يقامرون على
الحصان الخاطئ. وقال الكاتب الأمريكى إن العريان أخبره يوم الثلاثاء الماضى أنه "من
المبكر للغاية أن نناقش عما إذا كان البرادعى سيقود الحكومة الانتقالية وعما إذا
كانوا سينضمون له". وذهب أتران إلى أن هذا التخبط فى المواقف هو ما أثار سخط وريبة
الكثير من المصريين.
وأضاف الكاتب قائلا إن الجماعة تراءت لها فرصة سانحة
عندما سمح الجيش للمئات من أنصار مبارك وعدد من قوات الشرطة فى ثياب مدنية بعبور
الحواجز لترهيب المتظاهرين أمس الأربعاء، إذ كان من الممكن أن تتعافى بعض من نفوذها
من خلال إظهار ميلها لمقاومة محاولات قمع المتظاهرين، ولكنها لم تأت إلى هذه اللحظة
التاريخية لتحظى بشعبية كبيرة بين العامة. ورغم تأييد قرابة الـ20 أو 30 % من
المصريين للجماعة، إلا أن أتران يرى أن هذا التأييد كان ظرفياً، بعد قمع الكثير من
جماعات المعارضة العلمانية على مدار عقود.
وبرر الكاتب فكرته قائلا إن
البريطانيين والملك فاروق، وجمال عبد الناصر وأنور السادات واجهوا جميعا المشكلة
ذاتها والتى وصفها هشام قاسم، الناشر والناشط فى مجال حقوق الإنسان بأنها تطورت فى
عهد الرئيس مبارك فـ"إذا اجتمع مجموعة من الأشخاص فى مقهى وتحدثوا عن أشياء لم تحظ
بإعجاب النظام، يقوم بإغلاق المقهى وإلقاء القبض علينا، ولكن لا يمكن إغلاق
المساجد، لهذا نجا الإخوان المسلمون".
وأضاف قاسم أنه إذا تنفس المصريون
هواء سياسيا نظيفا، سرعان ما ستتلاشى أهمية الأخوان، "ففى هذه الانتفاضة، كان
الإخوان تقريبا غير مرئيين، ولكن ليس بالنسبة لأمريكا وأوروبا اللتين تخشياها كما
لو أنها بعبع".
أوباما يغير لهجة سياسته
الخارجية مع مبارك ويطالبه بالرحيل عن السلطة
ذكرت صحيفة "نيويورك
تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أنه بعد مضى أيام من اتباع نهج دبلوماسى
على الملأ وخلف الأبواب المغلقة، تخلت الولايات المتحدة علنيا عن أحد أقرب حلفائها
المخلصين فى العالم العربى أمس الأربعاء بعدما أدانت إدارة الرئيس الأمريكى، باراك
أوباما العنف الذى مارسه أنصار الرئيس مبارك ضد المتظاهرين، ودعته للإسراع فى خروجه
من السلطة، فى تغير واضح للهجة السياسة الخارجية المتبعة مع الحكومة المصرية.
وقالت الصحيفة إن الحكومة المصرية استجابت سريعا لهذه الإدانة عندما أصدرت
وزارة الخارجية بيانا ترفض فيه تدخل "الأطراف الأجنبية" التى تسعى "لتصعيد الموقف
الداخلى فى مصر"، فى الوقت الذى تواصل فيه المسئولون المصريون مع الصحفيين لإيضاح
شعورهم بالغضب البالغ حيال صديقتهم القديمة.
ومن ناحية أخرى وفى تقرير آخر
لـ"نيويورك تايمز"، أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية بمختلف إداراتها تنتهج
سياسة خارجية مختلفة بعض الشىء مع مصر، فرغم انتقادها فى بعض الأحيان إلا أن تبقى
دائما أحد أقرب حلفائها فى المنطقة.
وأشارت الصحيفة فى تقريرها المعنون "مع
مصر.. الكلمات الدبلوماسية غالبا ما تفشل" لهيلين كوبر، إلى خطابين مختلفين
لإدارتين مختلفتين، الأول خطاب كوندليزا رايس، وزيرة الخارجية السابقة فى يونيو عام
2005 عندما وقفت الأخيرة أمام 600 شخص فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتشن هجوما
حادا ضد الحكومة المصرية لترهيبها واعتقالها للمتظاهرين، ولتدعو الرئيس مبارك
لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
"لاحقت دولتا، الولايات المتحدة، على مدار 60
عاما الاستقرار على حساب الديمقراطية هنا فى منطقة الشرق الأوسط، ولكننا لم نحقق أى
منهما"، هكذا أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لتثير بذلك غضب حكومة مبارك
ولتشجع زعماء المعارضة أمثال أيمن نور.
وفى يونيو عام 2009، وقف الرئيس
الأمريكى، باراك أوباما أمام جمع من ثلاثة ألف شخص فى جامعة القاهرة، وتحدث بلهجة
أقل حدة، مشيرا إلى أن لديه "إيمانا عميقا بأن الجميع يتوقون إلى أشياء بعينها على
رأسها القدرة على التعبير وأن يكون لديه حق فى الكيفية التى يحكم بها، وثقته فى
سيادة القانون، والعدالة، وحكومة شفافة لا تسرق من شعبها، وحرية العيش بالطريقة
التى يختارها"، ولكنه سرعان ما أضاف "ليس هناك سبيل واضح لتحقيق هذا الوعد"، مما
أثار بهجة مسئولى الرئيس مبارك.
وفى نهاية المطاف لم تحقق أى من الخطبتين
الكثير من الاختلاف، على حد تعبير كوبر التى أشارت إلى أن الفوضى التى تتكشف
تفاصيلها الآن فى مصر قد كشفت النقاب عن حقيقة هامة فى الشرق الأوسط وهى أن الكلمات
الأمريكية فى العالم العربى لا تعنى الكثير، فمنذ توقيع السادات على اتفاقية كامب
ديفيد فى البيت الأبيض قبل 31 عاما مع إسرائيل، وتنظر الولايات المتحدة للحكومة
المصرية، مهما كانت تتسم بالقصور أو عدم الديمقراطية، كأقرب حليف لها فى العالم
العربى.
بعد الانتفاضة المصرية.. مستقبل
العالم العربى تغير للأبد
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن نزول
عشرات الآلاف من المتظاهرين المصريين إلى الشوارع لتغيير مصيرهم ومستقبلهم قد غير
وجه العالم العربى للأبد، ومستقبله المحتجز الآن بين الثورة وبين ازدراء النظام
المتداعى، وقالت إن الشباب المصرى يرفض التخلى عن ثورته أمام وطأة الحكومة
الاستبدادية التى استجابت لدعوات التغيير بممارسة العنف.
ورأت الصحيفة
الأمريكية أن العالم العربى كان شاهدا على لحظة تاريخية أرجحت أنه لن يكون مثلما
كان مجددا، فانتشار كلمات مثل "الانتفاضة" و"الثورة" لا يعكس سوى لمحة من حجم
الأحداث فى مصر، تلك الأحداث التى كان لها صداها فى اليمن والأردن وسوريا وحتى
المملكة العربية السعودية، والتى من شأنها تقديم نموذج جديد للتغيير فى منطقة
لطالما غرقت فى مفهومها من الجمود. "كل مصرى يفهم الآن"، هكذا أكد مجدى السيد، أحد
المتظاهرين.
وأشادت "نيويورك تايمز" بقدرة الشباب المصرى وإصراره على التحدث
عن نفسه أمام حكومة صماء شأنها شأن العديد من الحكومات فى الشرق الأوسط، لطالما
اعتبرته مصدرا للإزعاج. وقالت إن الكثير من الخبراء المخضرمين تنبئوا بأن
الإسلاميين سيكونون القوى التى تطيح بحكومات العالم العربى، ولكنهم فشلوا فى توقع
حدوث أمر مماثل لما يحدث الآن، لاسيما وأن نسيم التغيير هذا غير معه المشهد السياسى
برمته فى المنطقة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن شوقى القاضى، نائب معارضة فى
اليمن، قوله "الشارع لم يعد خائفا من الحكومات بعد اليوم، بل بالعكس، باتت الحكومات
وقوات الأمن الخاصة بها خائفة من الناس الآن، فالجيل الجديد، جيل الإنترنت لا يخشى
شيئا، فهم يريدون كامل حقوقهم، وهم يريدون الحياة، حياة كريمة". ورأت الصحيفة
الأمريكية أن المتظاهرين المصريين حولوا هذا الكلام إلى حقيقة وواقع ملموسين.
واشنطن بوست..تدخل الجيش المصرى فى الشأن الداخلى سيزيد من تدهور الأوضاع
* نقلت صحيفة "واشنطن بوست" على صدر صفحتها الرئيسية عن مسئول أمريكى
رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته قوله إن "النهج الذى سيتبعه الجيش المصرى خلال
الأيام القليلة القادمة سيكون محوريا فى تحديد ما إذا كان يمكن إخضاع الوضع
للسيطرة، وهناك تخوف من تدخل الجيش فى الأمن الداخلى، لأنه إذا حدث ذلك سيتدهور
الوضع أكثر ما هو عليه الآن".
وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها المعنون
"مع تفاقم الأزمة فى مصر.. لا تستطيع الولايات المتحدة التحكم فى الأحداث"، إن
الأوضاع فى مصر أمس الأربعاء تركت واشنطن عاجزة عن التأثير فى مجريات الأمور، ففى
الوقت الذى استمر فيه مسئولو الإدارة الأمريكية يضعون كامل ثقتهم فى الجيش المصرى
لتهدئة الأوضاع، وجدوا أن تدخل الجيش المباشر لفض المعارك الضارية التى نشبت بين
معارضى وأنصار الرئيس مبارك سيكون له نتائج عكسية. وفقا للعديد من كبار المسئولين
فى الإدارة الأمريكية، فإن جهود الجيش الحثيثة لتفريق الجانبين كان أفضل خيار على
قائمة مكونة من ثلاث بدائل آخرين سيئين، كما أكدوا أنهم يريدون أن يحفظ الجيش
المصرى مكانته حتى يتسنى له أن يكون الضامن للحكومة المؤقتة. وأعرب المسئولون كذلك
عن قلقهم حيال ما سماه أحدهم انقسام "عمود الاستقرار" بين معارض ومؤيد للرئيس
المحاصر.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه بعد يوم واحد من رفض مبارك لدعوة
الرئيس الأمريكى، باراك أوباما ببدء الانتقال السلمى لحكومة ممثلة "الآن" وليس
"لاحقا"، انهال المسئولون الأمريكيون بسلسلة من الدعوات التى تطالب ببدء عملية
الانتقال، ليعكسوا بذلك تغير سياسة الإدارة الأمريكية التى طالبت مبارك فى نهاية
الأسبوع الماضى، بإجراء بعض الإصلاحات للانتهاء من هذه العاصفة، ولكنها الآن تحثه
على تلبية مطالب المتظاهرين لإحلال تغيير جذرى فى النظام، وتدعوه للمساعدة فى هذه
العملية التى ستنتهى باستقالة مبارك أو تجنبه.
وأكد المسئولون أنه مع رفض
المتظاهرين لعروض الرئيس مبارك، ستحدد الـ48 ساعة المقبلة ما إذا كان هناك أى أمل
فى التوصل إلى حل سلمى لهذه الأزمة، كما توقعوا أن يعود المتظاهرون إلى الشوارع
بكامل قواهم يوم الجمعة المنصرمة، "نحن لا نستطيع إملاء الأحداث، ولا يمكننا التنبؤ
بما سيحدث، فكل يوم يمر لا يحمل أى دلائل على أن عملية الانتقال بدأت" هكذا أكد أحد
المسئولين البارزين.
وقالت "واشنطن بوست" إن البنتاجون بدأ بالفعل خطوات
لإجلاء العديد من المواطنين الأمريكيين من مصر، ولدراسة خياراته إذا ما انتهى الأمر
بحدوث أزمة إنسانية فى البلاد.
وأكد مسئولو
البنتاجون أنه تنقل حتى الآن أى مقدرات عسكرية أمريكية إلى المنطقة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تزايد المخاوف حيال تأثير الأحداث الجارية
على سير الأمور فى قناة السويس التى يمر خلالها الكثير من ناقلات النفط الغربية.
وكان الأدميرال مايك مولين، رئيس هيئة الأركان المشتركة اجتمع مع الفريق سامى عنان،
رئيس أركان الجيش المصرى لمرتين خلال هذا الأسبوع أعرب خلالهما عن ثقته فى قدرة
الجيش المصرى على توفير أمن البلاد، على الصعيدين الداخلى، وفى شتى أنحاء منطقة
قناة السويس".
كاتب أمريكى: مبارك أطلق
العنان للفوضى التى حذر منها للإبقاء على حكمه
أكد الكاتب الأمريكى
البارز، جاكسون ديل فى مقاله المعنون "مبارك أطلق العنان للفوضى" بصحيفة "واشنطن
بوست" الأمريكية أن الرئيس مبارك كان السبب بعد سويعات من تعهده فى خطابه بأنه
سيتخلى عن مقاليد السلطة بعد سبعة أشهر من الآن فى "الفوضى" العارمة التى اجتاحت
شوارع القاهرة، تلك الفوضى التى حذر هو نفسه المصريين من أنها ستكون البديل الوحيد
أمامهم إذا تخلى عن حكمه الاستبدادى.
وأشار ديل إلى أن "بلطجية" النظام
أشعلوا فتيل أعمال الشغب وسط القاهرة والإسكندرية وبعض المدن الأخرى أمس الأربعاء
عندما هاجموا المظاهرات السلمية المنددة بالحكومة بإلقاء الحجارة وباستخدام
السكاكين وزجاجات المولوتوف.
ولكن لم يشعر بهى الدين حسن، أحد أبرز نشطاء
حقوق الإنسان فى مصر ومدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بالاستغراب أو
الدهشة حيال ما آلت إليه الأوضاع فى مصر، فهو تعرف على جميع "تكتيكات" النظام الذى
وثقها طوال ربع قرن عمل خلالهم على التصدى لانتهاكات نظام حسنى مبارك، مثل زرع
عملاء استخبارات وأمن مرتدين زياً مدنياً بين صفوف المتظاهرين، وممارسة العنف ضد
المتظاهرين السلميين والصحفيين، وأهم من ذلك، السعى لخلق ذريعة لتدخل أكثر
دموية.
"كنت أتوقع حدوث أمر مثل هذا اليوم"، هكذا أكد حسن للكاتب جاكسون ديل
فى مقابلة معه أمس الأربعاء فى واشنطن، مضيفاً "فرغم أنه قدم عرضا للمصريين، إلا أن
تصريحات مبارك لم تكن للتسوية، فخطابه كان مليئا بالتهديدات والتفسيرات السلبية
للمظاهرات، وبمجرد انتهائها بدأ التلفزيون المصرى يدعو "مؤيدى الاستقرار" إلى إظهار
مدى قوتهم".
لوس أنجلوس
تايمز..قمع المتظاهرين يعكس كيف حكم
مبارك المصريين بقبضة من حديد طوال حكمه
* ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس
تايمز" الأمريكية أن أسلوب النظام فى قمع المتظاهرين عكس كيف حكم الرئيس مبارك
بلاده بقبضة من حديد، ولكن على ما يبدو قرر المصريون أن يواجهوا بطشه، بعد أن عاشوا
فى خوف ويأس فى ظل حكمه، وقالت فى تقريرها الذى أعده جيفرى فليشمان إن الرئيس مبارك
لا يحتمل الشقاق، ويميل أكثر إلى "سحقه بدلا من التوصل إلى تسوية". وأضاف فليشمان
أن هؤلاء الذين ولدوا منذ بداية حكمه عام 1981، عاشوا فى حكم قانون الطوارئ، ووسط
قوات الأمن التى تستطيع اختطاف روح من الشارع ولا تترك لها أى أثر خلال
لحظة.
ورأت "لوس أنجلوس تايمز" أن اندلاع أعمال العنف بين أنصار مبارك
والمتظاهرين المنددين بالحكومة أمس الأربعاء فى ميدان التحرير لم تكن عملاً سياسياً
عفوياً، وإنما مهمة مخطط لها من قبل البلطجية الذين استأجرهم الحزب الحاكم لنشر
الخوف فى قلوب هؤلاء الرافعين للواء التغيير، بحسب زعماء المعارضة. وسرعان ما تحولت
المظاهرة السلمية إلى مشاجرة شوارع تبارى فيها الجميع بقواتهم، وسقط ثلاثة أشخاص
قتلى بينما أصيب أكثر من 800 شخص، فى الوقت الذى امتنع فيه جنود القوات المسلحة عن
الانخراط بين الجانبين.