المغاربة يعلنون تضامنهم مع الثورة.. ويؤكدون:"الآن مصر أم الدنيا وأبوها" الأحد، 13 فبراير 2011 - 20:51
ثورة الشباب أثبتت للعالم أن المصريين قادرون على التغيير
لم يكن الشارع المغربى إلا نموذجا من الدول العربية التى خرجت إلى
الشارع لتحتفل بانتصار الشعب المصرى وتنحى مبارك عن الحكم، لكن قبل هذا
الحدث، أى إعلان تنحى مبارك، كان كل المغاربة متفائلين بنجاح الثورة
ومبهورين كذلك بعزم وصمود المصريين فى التحرير وباقى مصر.
"اليوم السابع" استقى بعض آراء المغاربة حول الحدث وحول مستقبل مصر ما بعد الثورة.
الشعب المصرى أعطى مفهوما جديدا للثورة
يقول محمد الأزرق: " كنت لا أصدق عندما أسمع عبارة مصر أم الدنيا لكن مصر
الآن أم الدنيا وأبوها، ومن حق الشعب المصرى أن يعتلى صهوة ثورات التاريخ".
ويضيف الأزرق: "الشعب المصرى أعطى مفهوما جديدا للثورة وعلى التاريخ أن
يعيد صياغة نفسه ويجب على كل منظرى العالم أن يعيدوا النظر ويراجعوا كل
نظرياتهم حول الثورة، فالشعب المصرى قلب الموازين وعلمنا كيف تكون الثورة".
يصمت "الأزرق" ليحاول أن يجد كلمات تعبر عن فرحته بانتصار الشعب المصرى،
ثم يتابع كلامه : " لقد كنت متتبعا وأترقب وأقول هذه اللحظة سوف يتنحى
مبارك مذلولا، فخروج مبارك كان لحظة تاريخية هزت كيانى، هذا الخروج المذل
الذى جاء بعد 18 يوما من الصمود فى الثورة التى سيدوّنها التاريخ هذه على
صفحاته بمداد من ذهب، وأنا متفائل كل التفاؤل على مستقبل مصر لأن ذلك
الشباب أظهر أنه واع وذكى بما يفوق الوصف، فهذا الشباب لم يكن يواجه مبارك
أو اللا مبارك فقط، بل كان يواجه كل قوى الاستعمار والامبريالية والاستكبار
العالمى وكان يواجهها بحدس شديد".
الثورة لم تكتمل مادامت حاشية النظام ملتصقة بالكراسى الوثيرة
يؤكد محمد حفيضى، صحفى، أن انتصار الشعب المصرى كان أمراً وشيكا ومؤكدا،
فما دامت مطالب الشارع مشروعة ومنطقية، فقد كانت مسألة وقت لا غير وهذا أمر
يحسدون عليه.
ويضيف حفيضي:" لكن لا يمكن القول إن ثورتهم اكتملت نصابها، مادامت حاشية
النظام لا تزال ملتصقة بالكراسى الوثيرة. حيث يجب التفكير فى المراحل
الانتقالية التى على شعب مصر قاطبة أن يستعد لها بكل حزم، وأن ينتبهوا من
بعض البلطجية، مصريين كانوا أم أجانب، وذلك حماية لثورتهم من السرقة أو
الضياع. وثقتنا وأملنا كبيرين فى مدى نضج ووعى الشارع المصرى، فهنيئا لهم
بحرياتهم".
هل هى ثورة شعبية بمبادرات شبابية أم هى مناورة جديدة للغرب؟
كمال الديان، أستاذ وسياسى، يقول :" المتأمل للتجربة المصرية يجد نفسه
حائراً فى تفسير ما حدث فى أرض الكنانة، هل هو ثورة شعبية كانت بمبادرات
شبابية ؟ أم أن الأمر يتعلق بمناورة جديدة للغرب تجاه المنطقة؟ بهدف خلق
شرق أوسط جديد وفق منظور الفوضى الخلاقة؟.
ويضيف الديان: " بدا جليا التخبط الذى ظهر على مستوى الخطابات الرسمية الذى
زاد من ضبابية المشهد ككل، لكن يمكن القول إن بوادر التغيير قد لاحت فى
الأفق وأن التجربتين التونسية والمصرية أثبتتا أن هناك حراكاً سياسيا لدى
الشباب، وأن المرحلة الراهنة إنما هى بداية إما لتغلل عسكرى فى المنطقة تحت
ذريعة الفراغ والحكومات الراديكالية، أو أسلمة الأنظمة كما يأمل الغرب،
ليكون مبرراً للتدخل، وهذا احتمال وارد لأن الغرب عامة ما يخشاه هو وجود
تهديد للدولة العبرية، وفى ظل حكم المجلس العسكرى أخمّن أن النموذج سيكون
فى أفضل الأحوال أقرب إلى النموذج التركى وأسوأ الاحتمالات أن النظام سيقوم
بتبديل الجلد لا غير، و سيحل رمز من المؤسسة العسكرية ليكمل ما بدأه مبارك
من المحافظة على الكيان العبرى و مدّه بمقومات الاستمرارية".
ويختم كمال تصريحه قائلا:"تجربة الثورة المصرية تجربة فريدة وجديرة
بالتقدير، والزخم الإعلامى الذى حظيت به أعطى نفسا قويا لباقى شعوب المنطقة
لنهج نفس المسار".
بينما اكتفى "جواد خليفة" طالب ماجستر قانون، بالقول "إن الشعب استفاق بعد نوم عميق لعل صدى الاستيقاظ يصل للشعوب التواقة للحرية".
وأضاف مستطردا:"أخاف عليهم من مر الأيام القادمة فالآتى أصعب من الثورة بكثير".