[size=21][size=25]بسم الله الرحمن الرحيم





اعتاد مشايخنا أن يخوّفوا الناس
من النار وعذابها ، حتى لقد ارتبط الدين عند كثيرين بالعذاب ، وينسى هؤلاء أن رحمة
ربي ومغفرته أقرب من بطشه ، ومن الحقائق التيتفتح باب الأمل عند اكثر الناس معصية
وأشدهم إعراضا عن سبيل الله ، ما ورد في حديث طويل للرسول عليه الصلاة والسلام ،
رواه البخاري ومسلم ، قوله صلى الله عليه وسلم:"حتى إذا فرَغَ الله من القضاء بين
العباد وأراد أن يُخرج برحمته من أراد من أهل النار أمَرَ الملائكة أن يُخرًجوا من
النار من كان لا يشرك بالله شيئاً ممنْ أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله
إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النارُ من ابن آدم إلا أثَرَ السجود
حرَّم الله على النار أن تأكل أثر السجودً فيُخْرَجون من النار قدً امْتُحشوا(أي
احترقوا وصاروا كالفحم،) فيصب عليهم ماء الحياة فينْبُتُون منه كما تنبت الحبة في
حمًيلً السيْل ، ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجلّ مقبل بوجهه
على النار(في رواية البخاري أن اسمه جهينة ، وعند دخوله الجنة يقول أهلها: عند
جهينة الخبر اليقين ، أي لم يبق في النار من الموحدين أحد) وهو آخر أهل الجنة دخولا
الجنة فيقول: أيْ ربًّ اصرف وجهي عن النار فإنه قد قَشَبَني ريحها وأحرقني ذكاؤها ،
فيدعو الله ما شاء أن يدعوه ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عَسَيْتَ أن فعلت ذلك بك
أن تسأل غيره فيقول: لا أسألك غيره ويعطي ربه من عهودْ ومواثيق ما شاء الله فيصرف
الله وجهه عن النار فإذا أقبل على الجنة ورآها سَكَتَ ما شاء الله أن يسْكُت ثم
يقول: أيْ ربًّ قًّدمني إلى باب الجنة فيقول الله له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك
لا تسألني غير الذي أعطيتك ويْلك ، يا ابن آدم ما أغْدرك فيقول أيْ ربًّ يدعو الله
حتى يقول: فهل عسيْت إن أعطيْتُكَ ذلك أن تسأل غيره فيقول: لا وعزَّتك فيعْطًي ربه
ما شاء من عهود ومواثيق فيُقَدًّمَهُ إلى باب الجنة فإذا قام على باب الجنة
انْفَقَهَتْ (انفتحت) له الجنة فرأى ما فيها من الخير والسرور فيسكت ما شاء الله أن
يسكت ثم يقول: أيْ ربًّ أدخلني الجنة فيقول تبارك وتعالى له: أليس قد أعطيْتَ عهودك
ومواثيقكَ أن لا تسأل غير ما أعطيتَ ويْلَك يا ابن آدم ما أغدرك ، فيقول: أيْ ربًّ
لا أكون أشقى خلقك فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك
الله منه قال: ادخل الجنة فإذا دخلها قال الله له: تَمَنَّهْ فيسأل ربه ويتمنى حتى
إن الله ليُذكّره من كذا وكذا حتى إذا انقطعت به الأماني قال تعالى: ذلك لك ومثله
معهُ..".




وفي حديث آخر ، رواه البخاري ومسلم أيضا ، يقول رسولنا
عليه الصلاة والسلام أن رب العزة يقول: "أنظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل
من إيمان فأخرجوه" (أي من النار) ، وفي حديث آخر مما يروي الترمذي ومسلم:"يخرج من
النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ، ..وما يزن
بُرّة.. وما يزن ذرة" وفي حديث رواه الترمذي يقول الله تبارك وتعالى: "أخرجوا من
النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام ،"أي من ذكرني في زمن من الأزمان ، أو خافني
في حال من الأحوال،.





ألم تروا معي أن الله أشد لطفا بعباده
مما يقولون؟ طبعا هذا لا يعني أن نسرف على أنفسنا بالمعصية ، إعتمادا على واسع رحمة
الله ، بل المقصود من التذكير بهذه الأحاديث الشريفة أن لا ننسى أن الله غفور رحيم
، وليس شديد العقاب فقط،
[/size][/size]