السلام عليكم ........


إدمان الكمبيوتر يهدد الصحة النفسية !!



رغم الفوائد الكبيرة لجهاز الكمبيوتر الا ان له اخطاره ايضا؟ والسؤال عن المخاطر التي يمكن ان تحدث من جراء استخدام الكمبيوتر ظل يراود الكثيرين منذ بدأ انتشاره في المنطقة.

وقد زادت هذه الاخطار بعد دخول عصر الانترنت ليس فقط من ناحية البعد القيمي والاخلاقي وتأثر البعض بالكثير من الافكار الوافدة علينا والتي يحتاج الكثير منها للمراجعة ولكن ايضا لأن بعض مستخدمي الكمبيوتر يتحولون تحت التأثير الأخاذ من مستفيدين ينهلون من فيض عطائه لمدمنين لا يستطيعون له فراقا، فتراهم يجلسون أمامه بلا حراك ساعات طويلة.

وقد أثارت هذه الظاهرة العلماء بعد أن كثرت الشكوى وضج المحيطون بمدمن الكمبيوتر وعانوا من تدهور في حالته النفسية والبدنية والمهنية.

وقد بدأت الدراسات تأخذ بعداً جدياً لمعرفة أسبابها ودوافعها وأعراضها ونتائجها، وخلصت جميعا الى اعتبارها ظاهرة ادمان سلوكي يمكن مقارنتها بإدمان العمل والمقامرة والطعام وغيرها. وقد اعتبرها البعض مرضا مستقلا له جميع مواصفات وخصائص الأمراض النفسية الأخرى يتم التعامل معه بشكل مباشر ومنفصل، واعتبرها البعض الآخر عرضا لأمراض نفسية أخرى غير ظاهرة يمكن للطبيب المتخصص أن يجد لها أعراضا أخرى ومن ثم تشخيصا، ويتم التعامل مع الحالة ككل. ولكن متى نعتبر استخدام الكمبيوتر ظاهرة مرضية؟

ان حب الكمبيوتر والانتريت والألعاب الخاصة به والتي يمارسها أطفالنا وأيضا ما يعرف “بالفيديو جيم” كهواية قد تكون متنفسا للتعلم والابتكار والتعبير عن النفس، بل على العكس هو نوع من الترويح المحبب يشجعه الأطباء النفسيون للتخلص من التوتر، كما ان الاعتماد عليه كمصدر للمعلومات أو تخزينها أو نشرها كأداة لا يمكن الاستغناء عنها ويشيع استخدامها توفيرا للوقت والجهد ولا يمكن اعتبارها بأي حال مهما زادت ساعات استخدامه مرضا،ولكن الاستخدام يعتبر مرضيا في الحالات التالية:


اذا كان الذهن مشغولا دائما بالانترنت والكمبيوتر حتي اثناء عدم استخدامه.

اذا كان المستخدم يريد أن يقضي وقتا أطول لتحقيق متعته أو كان لا يستطيع أن يتحكم في الفترة التي يقضيها أمامه.

إذا كان يشعر بالتوتر عند محاولته انهاء الاستخدام أو اغلاق الجهاز (بعض المرضى يصف هذا الأحساس بأنه مؤلم ويشبه لحظات فراق أو وداع الحبيب).

اذا كان المستخدم يهرب من المشاكل أو من الشعور بالاكتئاب أو القلق أو الذنب بالولوج في عالم الانترنت، وقد يشعر بتحسن مؤقت عند استخدامه.

اذا كان لا يذكر الحقيقة عند سؤاله عن الوقت الذي يقضيه أمامه بواسطة الأهل أو الأصدقاء ويحاول ستر ما يفعله عن الآخرين.

أن يخاطر بفقدان علاقاته الاجتماعية أو الوظيفية أو الدراسية لأنه يقضي لياليه ساهرا أمام الجهاز لا يريد أن يبتعد عنه.

أن يشعر بالانعزال والتوتر والتعاسة وهو بعيد عنه وأن يتوق لقضاء وقت أطول أمامه.

أن يجري تغييرات جوهرية في نظام حياته حتى يستطيع أن يقضي وقتا أطول أمامه ولا يلقي بالا بإنفاقه مبلغا كبيرا نتيجة هذا الاستخدام.

ان كان هذا السلوك يؤثر في علاقاته بأشخاص مهمين في حياته ولا يلقي بالا بأنهم قد يضيقون أو يحبطون بسبب هذا السلوك وأن يهمل واجباته الأسرية.

أن يقف موقفا دفاعيا ومتوترا عندما ينتقده الآخرون بسبب ما يفعله بالرغم من أنه قد يشعر ببعض القلق أو الذنب جراء ذلك.

أن يكون قد حاول عدة مرات أن يوقف الاستخدام المفرط ولم يستطع.

إذا حدث أن استيقظ الانسان في ساعة متأخرة من الليل وذهب لقضاء حاجته وقبل أن يعود لفراشه أبي الا أن يفتح الجهاز لتصفح بريده الاليكتروني مثلا.


وبالنسبة للطفل فقد تجد الأم صعوبة في حمله على أداء واجباته المدرسية لانشغاله بالكمبيوتر وألعابه في وقت ما بعد العودة من المدرسة وأن يحدث انخفاضا ملحوظا في تقديراته المدرسية وأن تكثر شكوى المدرسين منه لتقاعسه أو لنومه في الفصل أثناء الحصص الدراسية وأيضا زهده في الخروج وممارسة الأنشطة الاجتماعية والألعاب الجماعية مع قرنائه.

ومن الأعراض الجسمية لهذا الادمان:

ألم بالرسغ والظهر

جفاف بالعين والرأس

فقدان الشهية وعدم الانتظام في تناول الوجبات وإهمال النظافة الشخصية.

اضطرابات في النوم وتغيير في أنماطه. صداع بالرأس وما يشبه الشقيقة. وينتج عن هذا الادمان تدهور تدريجي في صحة الانسان النفسية نتيجة انعزاله وفقدانه لعلاقاته الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء وتدمير لأسرته (تصل في الكثير من الأحيان لطلب الطلاق) وأيضا فقدانه لوظيفته أو تأخره في التحصيل الدراسي ورسوبه في الامتحانات وتأثر أحواله المادية نتيجة الاسراف في استخدام الانترنت.


وما هي السبل المتاحة للعلاج؟

يفضل الوقاية بالاستخدام الراشد للجهاز ومواجهة مشاكل الحياة ومحاولة حلها بدلاً من الهروب منها بالاستخدام المفرط للانترنيت. في حالة الوصول لدرجة الادمان يجب استشارة الطبيب النفسي ويتم العلاج بإحدى طريقتين:

علاج معرفي سلوكي بتعليم المريض كيفية تحديد المشكلة وأن يكتسب المهارات التي تساعد في منع الانتكاسة.

علاج دوائي يتحدد تبعا للحالة وغالبا ما يتم العلاج بالمزج ما بين الاسلوبين