يوسف شعبان: أؤيد تنفيذ حكم الإعدام فى مبارك تتساوى عند يوسف شعبان قيمة الفن وقيمة الكلمة، يظهر
خلف الكاميرا ليقدم صرخة أو فكرة، وربما كانت رسالة، ينفعل مع المشاهد بصدق
فنه، تماما كما يتفاعل بكلمته، يتطرق معنا فى هذا الحوار للكلام عن الفن
والسياسية، ويتحدث عن الماضى والحاضر والمستقبل.
هل تمنيت إسقاط النظام السابق؟
رد بقسوة قائلا: بالطبع وإن كانت الفكرة ليست متبلورة
فى رأس إسقاط النظام فقط، لكنها كانت تتجسد فى الحاكم وكل الحاشية التى
حوله، ولست أنا فقط بل كل أبناء جيلى كنا نشعر بكم الأخطاء التى تتزايد
يوميا حتى أصبحنا مهمشين فى وطننا ونتعامل كغرباء عن الوطن، وأنا شخصيا كنت
أحلم بسقوطه منذ فترة، لأن الشعب المصرى تعرض لظلم وقهر أكثر مما يستحق
حتى أن الشخص كان يخشى أن يتحدث مع صديقه خشية الزج به فى المعتقلات
والسجون.
ولكن لماذا لم نسمع صوتك ولم تخرج علينا بتصريحات أيام الثورة، ولم تذهب إلى ميدان التحرير؟
قال ضاحكا "أنت عايز تموتنى وتيتم الأولاد" لكن كانت
هناك رغبة وكانت لى مواقف واعتراضات مع النظام السابق، عند كان يتم تعيين
أحد رجالهم من اللصوص فى مناصب معينة تختص بجهاز الفن، وكانت تصلنى تهديدات
كثيرة، وأنا أدرك قيمة تهديداتهم التى تتراوح بين تلفيق القضايا السيئة
وتشويه السمعة.
عايشت حقبات زمنية مختلفة مرت فيها مصر بثلاثة رؤساء، أى العصور كانت أزهى من الناحية الفنية والسياسية؟
نسبيا كانت أيام الرئيس الراحل أنور السادات، لأنه كان
مصريا مؤمنا بقيمة الفن والفنان والإنسان عموما، أما عبد الناصر فسكرتيره
الشخصى كتب فى مذكراته أن عبد الناصر رغم ديكتاتوريته، لكننا كنا نشعر فى
عهده بكرامة المصرى.
وماذا عن الرئيس مبارك؟
مبارك ليس له مذهب من الأساس، فمثلا عبد الناصر كان
مؤمنا بالنظام الشيوعى، لكن مبارك لن تستطيع تصنيفه على الإطلاق.
فى رأيك مصر محتاجة للحكم المدنى أم العسكرى؟
الحكم المدنى بالطبع، ويكفينا ذل مبارك وما حدث فى عهده من خراب ودمار.
هل تؤيد العفو على مبارك أم تطبيق العقوبة؟
أنا أؤيد الإعدام، ومن يفكر فى إعفاء مبارك من الإعدام
عليه أن يعدم بدلا منه لأنه قاتل، فضلا عن سرقته العلنية للبلاد.
هل فى رؤيتك تغيرت مصر عن الماضى؟
تغيرنا كمصريين شكلا فقط للأفضل، لأننا عشنا فى فترة
قمع طويلة حتى اختفت البسمة من فوق الشفاه، لكن بعد قيام الثورة ملامح
المصريين ارتاحت وارتسمت على وجوههم الضحكة.
ما رأيك فى السياسة التى تتبعها حكومة شرف؟
حكومة شرف ليس لها حيلة ولا ننتظر منها موقفا، لأن
مواقفها كلها "مايعة" تولد إحساسا باليأس داخل الإنسان المصرى.
من ترشح رئيسا لمصر؟
إلى الآن لم أفكر فى اسم محدد لكنى متفق مع وجهة نظر
جمال الغيطانى التى تقول لابد من مجلس رئاسى يحكم البلد، ويكون مشكلا من
اثنين مدنيين وواحد عسكرى إلى أن تستقر الأوضاع فى البلاد. وما أفكر فيه
الآن هو مجلس الشعب حيث تشغلنى الانتخابات المقبلة، وأتساءل كيف نضمن أن
فلول الوطنى لن يدخلوا المجلس بوسائلهم المعتادة.
هل الكفاءة كانت شرطا عند الدولة حتى يحظى الفنان بمقعد النقيب؟
لا على الإطلاق كل ما يريدونه شخصا ينضرب على قفاه "بالمعنى البلدى" ويقّبل الأيادى.
ما شعورك بعد نجاح عبد الغفور وهل تراه مثاليا كنقيب للفنانين؟
لا أستطيع أن أصف شعورى من الفرحة التى غمرتنا جميعا
والدليل على ذلك حصده للكثير من الأصوات، كما أن عبد الغفور الأحق بمنصب
النقيب لأنه رجل مشهود له بالنزاهة والخبرة ومثاليا من الدرجة الأولى.
ما تقييمك لسوق الإنتاج الدرامى؟
الدراما عموما فى الهبوط من أول مقاطعة الدول العربية
لنا حين اتخذ أشرف زكى قراراً بتحديد عمل فنى واحد لأى نجم عربى غير مصرى.
هل هذا القرار كان صائبا منه أم العكس؟
العكس طبعا وخطوة رجعتنا للوراء وكبدتنا خسائر تقدر بـ
500 مليون جنيه فى السنة لعدم شراء المسلسلات من جانب تلك الدول.
هل من الممكن تواجد حلول لإنقاذ الدراما من الأزمة؟
لابد من تصحيح الأوضاع داخل مبنى التلفزيون وصوت
القاهرة فى ظل غياب وزير للإعلام، ومن العجيب أن الدكتور سامى الشريف،
والذى كان اختياره قراراً خاطئاً من البداية، لأنه لا يفقه شيئا فى شئون
الدراما، أو كيفية إدارة مبنى كماسبيرو، لذلك أوقف المراكب "السايرة"، وهو
ما انعكس سلبا على حال الدراما المصرية فى هذه الفترة.
لماذا اتخذت موقفاً ضد السينما حوالى 15 عاما حتى عدت بفيلم "الفيل فى المنديل"؟
لأن السينما حدث فيها تغييراً كبيراً، وغيرت مضمونها
تماما أصبحت عبارة عن تركيب مشاهد بجوار بعضها لتكون فيلم بلا ملامح أو هدف
أو رسالة.
لكنك لم ترض عن الفيلم ووجهت له نقدا لاذعا؟
هذا الفيلم غلطة عمرى وإلى الآن ألوم نفسى على قبولى
هذا الدور، وأعيش حالة من الغضب والنفور، لأنى أخطأت عندما قبلت أن أعود
للسينما بهذا الفيلم.
هل ستشهد السينما تطورا فى المرحلة المقبلة؟
بالتأكيد لأنها عملية انعكاسية عندما تنصلح حال البلد
ينصلح حال المادة الفنية المقدمة، لأن الفنان والمؤلف والمخرج يتعايشون فى
البلد.
ما رأيك فى الجيل الغنائى الذى يحتل الساحة أمثال حماقى وتامر حسنى؟
أنا لا أعرف شيئا عن المطربين الشباب، ولا أستمع لأى
صوت من تلك الأصوات الصاخبة المتشابهة لبعضها، حيث أصبح الآن لدينا أكثر من
مليون مطرب فى مصر، وعن نفسى لا أستمع سوى لعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش
وعبد الوهاب، لأن كل واحد فيهم له مدرسة بملامحها المختلفة.