الاميرة يارا نائبة المدير العام
sms : عدد المساهمات : 85734 صوره :
| موضوع: سورة الفجر .. منهجيات في الإصلاح والتغيير. الجمعة 07 أكتوبر 2011, 12:11 pm | |
| سورة الفجر .. منهجيات في الإصلاح والتغيير
|
| |
| سورة الفجر .. منهجيات في الإصلاح والتغيير أ.د.صلاح الدين سلطان الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خير من أكرمه الله بالآيات المعجزات، وعلى آله وأصحابه الذين جمعوا القرآن في صدورهم وفهموه في عقولهم، وحوَّلوه إلى واقع حي في واقعهم فتركوا لنا مثالا ربانيا يقتدى به، وبعد.. فقد دُفعت أن أصلي إماما لصلاة الفجر في أحد أيام العشر الأوائل من ذي الحجة في أحد مساجد مملكة البحرين، وقرأت سورة الفجر، وشعرت أن مذاق الآيات في قلبي وعقلي ووجداني غير ما سبق من مئات المرات التي قرأت فيها سورة الفجر، حيث انقدح في ذهني أن هناك علاقة بين أول كلمة في السورة: "وَالْفَجْرِ" وآخرها: "جَنَّتِي"، إذن الفجر هو طريقنا إلى الجنة، بشرط أن تكون الصلاة في جماعة، لقوله تعالى: "فَادْخُلِي فِي عِبَادِي" -الفجر : 29-، قبل "وَادْخُلِي جَنَّتِي" -الفجر : 30-، وبشرط آخر أن تكون من قلب يحمل الرضا عن الله، لقوله تعالى: "رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً" -الفجر : 28-، إلى آخر هذه المعاني التي تفجرت -بفضل الله- كأنها ينبوع ماء في صحراء قاحلة، فأنبت الله به الأشجار والأزهار والثمار، ونزلت هذه المعاني بردًا وسلاما على عقلي وقلبي ووجداني، فقلت لعل هذه الفيوضات من نفحات هذه العشر الطيبات، وقمت بإلقاء خاطرة بعد الصلاة إلى المصلين فانفتح لي من المعاني الجديدة ما زاد صدري له انشراحا، وعشت مع السورة بعدها بالعقل تدبرا، وبالقلب تأثرا، وبالنفس تغيرا، ففتح الله تعالى عليَّ فيها مزيدا من الخير، وأحببت أن أقيِّد هذه الأفكار والمعاني، وأبثها إلى إخواني وأخواتي لعلها تلقى من الأجر ما ينفعنا به الله في الدنيا والآخرة. البحث عن المنهجيات وكنت قد ذكرت في كتابي "سورة الكهف..منهجيات في الإصلاح والتغيير" أنني لست مفسرا للآيات ولا باحثا عن التفصيليات، ولكني مشغول بالمنهجيات التي تساعد في إصلاح النفس تربويًا، وتغيير المجتمع دعويًا، لنستحق العناية الربانية ونسعد في الدنيا والآخرة، وأحب أن أؤكد هنا على معنى "منهجية" في النقاط التالية: 1- منهجية الدولة الإسلامية أن تكون المرجعية العليا هي الوحي الرباني في القرآن الكريم والسنة النبوية، أما منهجية الدول غير الإسلامية فالمرجعية العليا للاجتهاد البشري في الدستور والقانون. 2- منهجية القائد المسلم الرباني أن يعتمد في اتخاذ القرار منهجية الاستخارة لرب الأرض والسماء، ثم استشارة الخبراء والحكماء، أما منهجية المسؤول أو القائد الدكتاتور فهي منطق الفرعون: "مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ" (غافر:9-. 3- منجية المذهب الظاهري رفض القياس والتعليل، أما منهجية أكثر المذاهب فاعتماد القياس. 4- منهجية الربانيين أن تكون الأولوية لإعمار الدار الآخرة مهما وقع عليهم من ضرر في دنياهم، أما منهجية الماديين فهي الحرص على فتات الدنيا وإن خربت آخرتهم. 5- منهجية الأب المربي أن يوفر وقتا كافيا ليصاحب أولاده ويستشعرون حبه، ويتعلمون منه، وقد يرفض أعمالا إضافية لزيادة الكماليات، حيث يعتبر أن وجوده مع أولاده كمربٍ من الضروريات أو الحاجيات، أما الأب الممول فإنه يخرج من عمله الأصلي إلى أعمال فرعية لتوفير الكماليات، وإن ضاعت الضروريات والحاجيات في تربية الأبناء على الدين الحنيف والمكارم الأخلاقية. منهجيات سورة الفجر هذه أمثلة لا تفيد الحصر وإن كانت تساعد على فهم ما أريده من طريقتي في استنباط المنهجيات وليس الوقوف عند الأحكام والتفصيليات، وصولا إلى أن نحول القرآن الكريم إلى واقع في حياتنا تأسيا بما فعل أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- ، ومن هذا المنطلق كان التفكير في المعايشة مع سورة الفجر، وقد أفاض الله تعالى علي بهذه المنهجيات التالية: 1- المنهجية الأولى: صلاة الفجر في جماعة طريقنا إلى رضا الله والجنة " وَالْفَجْرِ .. وَادْخُلِي جَنَّتِي". 2- المنهجية الثانية: استثمار الفرص الربانية " وَلَيَالٍ عَشْرٍ". 3- المنهجية الثالثة: وحدانية الخالق وزوجية المخلوقات " وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ". 4- المنهجية الرابعة: ليل العابدين لا العابثين " وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ". 5- المنهجية الخامسة: "ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول" "لِّذِي حِجْرٍ". 6- المنهجية السادسة: الطغيان والفساد سببان للهلاك في الدنيا والآخرة . 7- المنهجية السابعة: صلاة الفجر من أسباب النصر . 8- المنهجية الثامنة: كيف نرضى بالله وعن الله تعالى؟ . 9- المنهجية التاسعة: كفالة الأيتام والتعفف عن المال الحرام . 10- المنهجية العاشرة: الاستعداد قبل يوم الميعاد " يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي". 11- المنهجية الحادية عشر: أحكام التجويد تثري المعاني. 12- المنهجية الثانية عشر: العناية الربانية. 13- المنهجية الثالثة عشر: " وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً". واجبات إصلاحية وقد بدا لي -من توفيق ربي - أن هذه السورة الصغيرة تطالب المسلم والمسلمة بنوعين من الواجبات: تربوية لإصلاح النفس، ودعوية لإصلاح المجتمع، وقد صنفتها إلى خمسة مقاطع مترابطة هي: 1- واجبات تربوية تعبدية تمتلئ بشعائر صلاة الفجر وقيام الليل والدعاء والقنوت لله، وامتلاك ناصية الهوى من خلال عقل متشبع بالوحي الرباني. 2- واجبات إصلاحية للفساد والطغيان الاجتماعي والسياسي، كما جاء في المقطع الخاص بعاد وثمود وفرعون. 3- العودة إلى الجانب التربوي وتثبيت حقائق الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، من خلال نوعي الرضا بالله وعن الله سبحانه، ولا يرى العبد في قلة الرزق إهانة بل يعيش بنفس راضية مرضية. 4- النهوض بالعمل الخيري الاجتماعي من خلال عمل فردي وجماعي ومؤسسي سعيا إلى كفاية الفقراء والأيتام والمساكين واستقرار واستمرار كفالتهم من خلال الحض والحث على رعايتهم بشكل مؤسسي حتى لا يموت الفقير موتا بطيئا بموت الغني المحسن. 5- الاستعداد الدائم ليوم المعاد باستحضار هذا الفناء لكل ما على الأرض، والوقوف أمام الله والمثول أمام جهنم ثم استحضار هذه الصورة الرائعة من جنات النعيم التي لا تدخلها إلا النفوس المطمئنة، التي تصلي الفجر، وتقاوم الفساد، وترضى عن الله، وترعى الأيتام، وتحض على الإطعام وتستعد للقاء الله. هذا التنوع في الواجبات التربوية والدعوية بين الشعائر التعبدية والأعمال السياسية والإيمانية والاجتماعية هو ما يجب أن نؤول إليه، وأن نتغير به فهمًا وسلوكًا ودعوة وفقا لهذا المنهج السديد في القرآن المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهذا هو التحدي الذي يجب أن نصْدق الله فيه لننتقل مع سورة الفجر من خمول النفس عن القيام، وجفاف العين عن البكاء، وقسوة القلب من قلة الخوف والرجاء، وشدة الفزع من طغيان الأعداء، وكثرة الهلع على المال، إلى رقة القلب بالليل وسعة الحركة بالنهار نحو الإصلاح السياسي والاجتماعي، ويأوي الإنسان إلى فراشه منهكًا من السعي في هذه الألوان من فعل الخير ونفع الغير، فيمسح النداء الرباني عنه كل عناء عندما يسترجع في عقله وقلبه ووجدانه هذا النداء: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارجعي إلى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي" -الفجر : 27-. وقد استوثقت واستشرت عددًا كبيرًا من خيرة الدعاة والعلماء في المنهجيات كلها بشكل عام، وعلماء القراءات بشكل خاص في المنهجية الحادية عشر: أحكام التجويد تثري المعاني، منهم العلامة الشيخ الدكتور محمد مأمون كاتبي، مستشار القرآن الكريم في وزارة العدل والشئون الإسلامية في مملكة البحرين، والشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء في الشام، وقد أكرمني الجميع بالدعاء الثري النديَّ بما منَّ الله عليَّ من فيوضات ربانية أحمد الله تعالى فهو وحده صاحب الفضل والمنة . أمل ورجاء وأملي الكبير أن تجد هذه المنهجيات طريقها إلى إعادة التفكير، وبناء العقل الرباني الذي يجعل من هذه الآيات ليست لونًا من البركات وإنما تتحول إلى منهجيات في الإصلاح والتغيير للنفس والمجتمع والوطن والأمة والعالم كله. كما أرجو - رجاء الولهِ بحب الله ورسوله وكتابه والمؤمنين - أن نعود إلى قراءة سورة الفجر بهذه المنهجيات الجديدة والنهوض بمطالبها التربوية والدعوية عسى أن تصبغنا بصبغة الله وننال ذخرها في الدنيا والآخرة ونحظى بالعناية الربانية في رضا الله والجنة. داعيا الله تعالى أن يكتب لنا ثواب المتدبرين، ونعيم المخلصين، وصبغة العاملين، ومكارم المصلحين، ومنازل الربانيين، وأن يجعل من هذه المنهجيات سبيلا لهداية قوم كافرين، ويشفي بها صدور قوم مؤمنين. والله ولي التوفيق... |
| |
|
عطر الياسمين مراقب
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 644 صوره :
| موضوع: رد: سورة الفجر .. منهجيات في الإصلاح والتغيير. الجمعة 07 أكتوبر 2011, 3:42 pm | |
| | |
|
الاميرة يارا نائبة المدير العام
sms : عدد المساهمات : 85734 صوره :
| موضوع: رد: سورة الفجر .. منهجيات في الإصلاح والتغيير. السبت 08 أكتوبر 2011, 8:56 am | |
| سأكتبُ كل العباراتِ في ورقٍ مخطوط ْ
لأجعل منها أروع أكليل من الحروفِ والكلماتِ والزهور والأنغامْ وألحانِ الشكرِ والاحترامْ لأقدمها لكِ تعبيراً عن شكري وإمتناني لردكِ الكريم ,, تحياتي الوردية ... لكـ خالص احترامي | |
|
سما المغرب مراقبة عام الاقسام
sms : وسام الحضور الرائع : عدد المساهمات : 7473 صوره :
| موضوع: رد: سورة الفجر .. منهجيات في الإصلاح والتغيير. الأحد 09 أكتوبر 2011, 2:28 am | |
| | |
|