الببلاوى لـ"العاشرة مساء": استقالتى أسبابها سياسية وليست اقتصادية الأربعاء، 12 أكتوبر 2011 - 03:02
الببلاوى و منى الشاذلى
كتبت ماجدة سالم
◄ المجلس العسكرى رفض الاستقالة.. وسأحسم الأمر خلال أيام
◄ حكومة شرف كان لازم تستقيل لأنها فشلت فى توفير الأمن للشعب
◄ مجلس الوزراء يجتمع كثيرا بدرجة تدعو للتشتت
أكد الدكتور حازم الببلاوى نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، أن استقالته
جاءت لأسباب سياسية وليست اقتصادية، وأنه قدم استقالته للمجلس العسكرى الذى
رفضها بسبب أحداث ماسبيرو التى لم يكن يتوقعها، مؤكداً أنه عرض على مجلس
الوزراء أثناء انعقاده فى اليوم التالى للأحداث، أن تنسحب الحكومة بأكملها،
وتقدم استقالتها لفشلها فى تحقيق وظيفتها الأولى، وهى توفير الأمن للشعب
المصرى.
وأضاف الببلاوى، خلال حوار ساخن مع الإعلامية منى الشاذلى ببرنامج "العاشرة
مساء" على قناة دريم 2، قائلاً: "اتخضيت" من أحداث ماسبيرو، وشعرت أنها من
أخطر النكسات التى تواجه مصر، والحكومة عليها أن تأسف بتقديم استقالتها،
لأنها لم تكن على المستوى، فنحن لم نخطئ، ولكننا لم نقم بوظيفتنا المطلوبة،
وبالتالى كان لابد أن تعتذر حكومة شرف عن مناصبها، وتتقدم بالاستقالة،
وعلى المجلس العسكرى أن يرفضها أو يقبلها.
وأشار نائب رئيس الوزراء إلى أنه يعتقد أن الظروف أكبر من الحكومة فى ظل
عدم الاستقرار، وكان ينبغى من باب الإحساس بالمسئولية أن تتقدم باستقالتها
لتعبر عن أسفها للشعب، مضيفاً: "عن نفسى شعرت أننى لا أقوى على الاستمرار،
وقدمت الاستقالة، ثم أغلقت هاتفى وعندما عدت لأفتحه وجدت اتصالات من مجلس
الوزراء والعسكرى ومؤسسات اقتصادية خارجية تسأل عن السبب، وهل الوضع
الاقتصادى سيئ إلى الحد الذى دفعنى للتخلى عن منصبى، وهل مصر ليس فيها أمل،
وهل سنتجه للدين وغيرها من المخاوف الكثيرة التى دفعتنى لإعادة التفكير فى
الموقف وهل استقالتى ستتسبب فى انهيار الاقتصاد المصرى أو تؤثر عليه
بالسلب.
وأكد الوزير، أن المشير حسين طنطاوى رفض الاستقالة وطلب منه سحبها، فرفض،
مضيفاً: أنه لا يريد أن تفسر استقالته خارجياً بشكل خاطئ، خاصة فى المرحلة
التى تمر بها مصر، وأن هذا هو المأزق الحقيقى الذى تسبب فى حالة نفسية سيئة
بالنسبة له، حيث يرغب فى الابتعاد لعدم رضاه عن السياسة، وفى نفس الوقت لا
يريد تراجع الاقتصاد أكثر أو زيادته تعقيداً، قائلاً: "أنا مستقيل رُفضت
استقالته، ولم أتراجع عنها أو أسحبها، وسأحسم أمرى خلال أيام، عندما يروق
ذهنى، مشيراً إلى أن أولادى وزوجته ثائرون ورافضون للاستقالة، حيث يرون أن
أى تراجع هو نكوس على الوقوف مع الثورة، قائلاً: أعانى من حرب داخلية داخل
بيتى".
ورفض الببلاوى الشائعات التى تشير إلى أن استقالته لا تتعدى كونها مناورة
سياسية، قائلاً: "لم يدر فى ذهنى هذا الخاطر، لأننى لا أحب السياسة، ولم
أكن سياسياً فى يوم من الأيام، وأغلقت هواتفى بعد الاستقالة لعدم الضغط على
لاقتناعى الكامل بها وسحب استقالتى غير وارد، وأنا تعبان نفسياً وأحتاج
كام يوم لأستريح وتحقيق مزيد من وضوح الرؤية للآثار التى تخلفها استقالتى
ولا أريد لأشبع رغبتى أن أهدم الاقتصاد ولا أريد أيضا أن أظهر أننى بأهزر".
ومن الناحية الاقتصادية يرى الببلاوى أن هناك أملاً لحل هذه الأزمة، مشبهاً
مصر بالجسد المكتمل بدون دماء، وهى التمويل، مشيراً إلى أن الاستثمارات فى
مصر قبل الأزمة العالمية 13 مليار دولار بعدها انخفضت إلى 8 مليارات، ثم
اختفت بعد الثورة هذه الاستثمارات نهائيا، كما أن الموارد قلت فى مقابل
زيادة النفقات على أعباء مستحدثة خلفت عجز كبير فى الميزانية وصل إلى 27%
يتم استدانتهم من الداخل والخارج، مضيفاً أن وزير المالية وظيفته الصرف على
الخدمات الأساسية، فى حين أن 50% من الميزانية لا يذهب إليها حيث يصرف 33%
للدعم و22% لدفع فوائد العجز.
وأضاف الببلاوى، أن استقرار الأوضاع الأمنية سيؤثر على الاقتصاد المصرى
بالإيجاب، حيث يرى أن مصر كيان لديه كافة المقومات الاقتصادية، ولكنه ينتظر
وضوح الصورة السياسية ليبدأ العمل وإدارة عجلة الإنتاج، مشيراً إلى حديثه
مع المشير الذى أوضح فيه أن المطلوب منه أشياء قاسية فى الناحية الاقتصادية
من زيادة مرتبات التى لا يستطيع تطبيقها إلا "لما البلد تشد الحزام"، وأن
الشعب لن يقبل تأخير الزيادة إلا إذا اقتنع بالشخص الذى يصدر له حقيقة
الموقف، قائلاً "الناس مش هتسمع إلا للى ماشى مظبوط ومش بيسرق، وقلت للمشير
مش مهم تقبلوا الاستقالة أو ترفضوا المهم إن الناس تحترمنى".
واختتم الببلاوى حديثه، قائلاً: "الدكتور عصام شرف معذور وعنده اهتمامات
وانشغالات كثيرة، وقلما تدخل فى المسائل الاقتصادية، ولكن اجتماعات مجلس
الوزراء كثيرة بدرجة تؤدى للتشتت، وبالتالى عدم التركيز فى مهامها".