هل يمكن الاعتماد على لدغ النحل فى التخلص من فيروس سى؟ الجمعة، 21 أكتوبر 2011 - 20:58
الدكتور هشام الخياط
كتبت أمل علام
يسأل أحد القراء: عانيت من فيرس سى 15 عاما، واكتشفته عن طريق
الصدفة، وقد ملأ الخوف قلبى من العينة الكبدية التى لابد من أخذها قبل
العلاج بالإنترفيرون، فقمت بكتابة هذه العبارة على الإنترنت "أين يوجد
الإنترفيرون الطبيعى" فظهر أمامى صفحة كبيرة تتحدث عن سم النحل.
ويضيف القارئ: من خلال اطلاعى، تبين أن هذا السم به كثير من المواد بما
فيها مادة الإنترفيرون الطبيعى، فذهبت إلى صاحب منحل، وعرضت عليه هذا
الأمر، فقال لى جرب، فعموما النحل والعسل وردا فى القرآن الكريم، وقبل أن
أستعمل العسل وسم النحل قمت بعمل تحليل "إل بى سى آر" فكانت النتيجة خمسة
ملايين وستمائة ألف، فلدغت بسم النحل فى العمود الفقرى بواقع عشرة نحلات
يوما بعد يوم، واستعملت عسل نحل جيد مضافا إليه 50 جراما بروبليس، و50
جراما حبوب لقاح، واستعملت أيضا زيت الزيتون اليونانى، وانقطعت عن شرب
الشاى، واستبدلته بالشبت والشمر وعليه 7 نقط من زيت حبة البركة، وداومت على
هذا ثلاثة شهور، ففوجئت بأن نتيجة "إل بى سى آر" أصبحت 9614.
فداومت أيضا ثلاثة شهور أخرى فكانت النتيجة سلبية، بعدها توقفت عن هذه
التجربة شهرين، وكررت نفس التحليل السابق، فكانت النتيجة أيضا سلبية، علما
بأننى ابتعدت عن اللحوم الحمراء والمخللات والكولا بأنواعها والمعلبات
والكبدة، ومعظم الأطعمة التى يوجد بها الحديد وهذه التجربة ليست مصطنعة
وعندى التحاليل التى تثبت ذلك وهذه التجربة أهديها إلى جميع مرضى فيروس سى
لعل الله أن يُتم شفاءهم، لذلك أريد التعليق على تجربتى؟
يجيب الدكتور هشام الخياط، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور
بلهارس، قائلا: ردا على استفسار القارئ الخاص باستخدام سم النحل، نريد أن
نوضح أن تغيير نمط الحياة عن طريق تناول الغذاء الصحى واستبعاد الأغذية
والمعلبات المحفوظة والبعد عن الدهون المشبعة، بالإضافة إلى تناول حبة
البركة وعسل النحل الطبيعى، وخاصة العسل الجبلى اليمنى، له فوائد جمة
لتحسين جهاز المناعة الذى من شأنه أن يساعد على القضاء على الفيروسات،
وخاصة الفيروسات الكبدية.
ومن المعروف طبيا أن تناول الخضراوات والفاكهة الطازجة يوميا، بالإضافة إلى
البعد عن تناول الدهون المشبعة يؤثر بالإيجاب على صحة مرضى فيروس "سى"،
لأن الأكل الصحى المتوازن له فوائد عديدة فهو مضاد للأكسدة، ويساعد على
تجديد الخلايا التالفة، ويحسن من قدرة جهاز المناعة على محاربة الفيروسات،
وخاصة الفيروسات الكبدية، بالإضافة إلى الاستغراق فى النوم لمدة لا تقل عن 6
ساعات يوميا، وخاصة أثناء الليل، يحسن من أداء جهاز المناعة فى الجسم.
ويضيف د.الخياط، كما أثبتت الدراسات الطبية المتعددة بأنه إذا ما قام
المريض بالتخلص من التدخين والعادات السيئة الأخرى التى تدمر جهاز المناعة
فإن ذلك يؤثر بالإيجاب على أجهزة الجسم المختلفة، وبالأخص جهاز المناعة.
ويقول الدكتور الخياط: من المعروف أن لدغ النحل يحفز جهاز المناعة، ويساعده
على إطلاق الأجسام المضادة للفيروسات، ولكن ليس هناك أى دراسة طبية أو
أسانيد علمية تشير إلى فائدة لدغ النحل فى علاج فيروس سى أو بى على وجه
الخصوص، حيث إنه لم تجر دراسة علمية على عدد من مرضى فيروس سى أو بى تم
علاجهم بسم النحل مقارنة بمجموعة أخرى لم يتم لدغهم بسم النحل، وهذا هو
أساس أى تقنين أى علاج فى البروتوكولات العلاجية العالمية، وحيث إنه لا
يوجد دليل علمى يؤكد أو ينفى فائدة سم النحل فى علاج الفيروسات الكبدية،
فلا يمكن التوصية به كوسيلة علاج لهؤلاء المرضى.
ومن المعروف أن هناك حالات فردية يتم شفاؤهم دون إعطاء الأدوية المقننة
لعلاج الفيروسات الكبدية فإنه فى هذه الحالة يكون الشفاء فرديا ومعتمدا على
الجهاز المناعى للشخص.
والجدير بالذكر أن هناك نسبة تقدر بحوالى نصف فى المائة يتم شفاؤهم من
فيروس سى أو بى عن طريق مقاومة جهاز المناعة لديهم دون إعطاء المريض العلاج
المتعارف عليه.
كما أن المريض استعان بعدة وسائل صحية ساعدته على تنشيط جهاز المناعة لديه
غير سم النحل، مثل الغذاء الصحى، والبعد عن المعلبات التى تحتوى على مواد
حافظة تضر بالكبد، بالإضافة إلى الاستعانة بحبة البركة وعسل النحل اللذين
لم يتم كشف أسرارهما الربانية فى علاج أمراض عديدة، ولذا فإنه فى حالة هذا
المريض لا يمكن الحكم بأن سم النحل هو السبب الوحيد فى القضاء على الفيروس.