2011/11/4 الساعة 4:15 بتوقيت مكّة المكرّمة
تدفق
عشرات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الصباح الباكر ليوم أمس
إلى مكة المكرمة، إستعدادا للتصعيد إلى مشعر منى ظهر اليوم لقضاء يوم
التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث سيبيتون في منى ريثما
يتم تصعيدهم إلى مشعر عرفات ليشهدوا مع الملايين بعد غد الأحد الوقفة
الكبرى على صعيد عرفات الطاهر.
وسيتم هذا التصعيد وفق منظومة متكاملة ووفقا لتوجيهات خادم الحرمين
الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والامير نايف بن عبد العزيز ولي
العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وأمير
منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية , الرامية إلى تسخير جل
الإمكانات لراحة وخدمة وفود الحجيج ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر
وسهولة في جو مفعم بالأمن والايمان.
من جانبها نشطت قيادة أمن الحج في تنفيذ خطة متكاملة لتسهيل عملية توافد
الحجاج إلى مشعر منى ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة
واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى إضافة
إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى.
وركزت خطة أمن الحج على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة
وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات
وشركات لنقل حجاج بيت الله الحرام من المشاعر المقدسة إليها.
وستسهم المشروعات الحيوية التي نفذتها الحكومة السعودية هذا العام بمكة
المكرمة والمشاعر المقدسة - بعون الله وتوفيقه - في انسيابية الحركة
المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
وإليها.
وكان الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير
الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، وقف قبل أيام ميدانيا على
استعدادات الأجهزة المعنية بشئون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة
العامة لموسم حج هذا العام 1432هـ حيث استعرض خلال جولته السنوية المعتادة
في المشاعر المقدسة الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها القطاعات
الحكومية والمدنية ذات العلاقة حتى يتمكن ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج
بكل يسر وسهولة وأمان.
إلى ذلك كشفت قيادة مرور منى أن خطة التصعيد ليوم التروية نحو منى تعتمد
على تطبيق الاتجاهات وجميع الخطوط ستلتزم مسار موحد عدا أربعة جسور يسمح
لها بتغيير المسارات في اليوم الثامن.
وأوضح العميد عبد الرحمن المقبل، قائد مرور منى، في حديثه لـ « الشرق
الأوسط» أن المستجدات على خطة مشعر منى تكمن في تغير جزء كبير من الخطة بعد
تحول حجاج جنوب آسيا إلى منظومة القطار وقد عملت ورش عمل مع مؤسسات
الطوافة والحجاج بالداخل كما هو المعلوم مرحلة التروية والتصعيد تبدأ من
صباح يو الثامن من شهر ذي الحجة وجميع الخطوط ستكون باتجاه مشعر منى عدا
الطرق الرئيسية كجسر الملك فهد وجسر الملك عبدالله وجسر الملك خالد وطريق
الملك عبدالعزيز.
وقال العميد المقبل: «بعد الاستقرار على صعيد مشعر منى واكتمال الدخول سوف
تتم عملية إخراج جميع المركبات للاستعداد لعملية التصعيد, وسوف نركز على
نقل ما يقارب نصف مليون حاج من محطات القطار على المحطات الثلاثة وسوف يضاف
عليهم هذا العام أكثر من 200 ألف حاج من حجاج جنوب آسيا».
وعلى صعيد المنطقة المركزية في مشعر منى، قال المقبل: «تم عمل بوابات دخول
وخروج وسوف يكون عامل مساعد في عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات , وهناك
تغير في التشغيل وسوف يتم السماح للمركبات بدخول المنطقة المركزية بمنى
وعند ارتفاع معدل المشاة سوف يتم منع الدخول لها».
ومن جانبه قال اللواء سليمان العجلان مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون
المرور ، أن الخطة هي نتاج دراسات معمقة بمشاركة عدة جهات حكومية منها
إدارة المرور ووزارة النقل ومعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج وأمانة العاصمة
المقدسة والنقابة العامة للسيارات وهيئة تطوير مكة.
وأفاد مدير عام المرور، أن 70 في المائة من الحجاج يعمدون على القدوم إلى
الحرم المكي قادمين من منى ضحى يوم الثاني عشر قصداً للمغادرة إلى جدة
والمدينة المنورة، إضافة إلى خلو طرق الاتجاه المعاكس من المركبات وعدم
الاستفادة منها، وتهدف الخطة إلى تحقيق الانسيابية وسرعة تفريغ المركزية
وضمان الاستفادة من كل الاتجاهات.
وأفاد اللواء العجلان: إن تغيير المسارات في الاتجاهات تهدف إلى زيادة
فاعلية النقل العام، وسرعة وصول الحجيج إلى المنطقة المركزية في سهولة
ويسر، وتقضي على كافة السلبيات والمعوقات المرورية التي تواجه أعمال السير
في كل عام، إضافة إلى تفعيل نقاط المنع والفرز على مداخل مكة المكرمة،
ومداخل المشاعر المقدسة.
وزاد في القول: « تم وضع نقطة في طريق مكة ـ الهدا ضمن خطة النفرة لموسم حج
العام الجاري، إضافة إلى عدد من نقاط المنع في عدد من مناطق المشاعر
المقدسة المهمة، ومنطقة العزيزية، موضحا أن الخطة المرورية الجديدة تعنى
بإعادة صياغة السير على الطرق في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وإعادة
جدولة الإشارات المرورية خلال تنفيذ هذه الخطة.
وأوضح مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون المرور اللواء سليمان العجلان أنه
سيتم خلال موسم حج هذا العام تطبيق المرحلة الثالثة للنقل الترددي التي
تشمل حجاج إيران الذين سيتم نقلهم عن طريق 1200 حافلة، وحجاج إفريقيا غير
العربية الذين سيتم نقلهم عبر 1750 حافلة.
وبين أن الخطة تحظر استخدام المركبات التي تقل سعتها عن 25 راكباً وذلك
طبقاً للأمر السامي الكريم القاضي بحظرها خلال الفترة من يوم 15 ذي القعدة
وحتى نهاية يوم 13 ذو الحجة من كل عام، مع التأكيد على استثناء بعض
المركبات على نحو ما ورد في القرار، حيث سيتم حجز المركبات المخالفة في
أماكن مخصصة في كل من الشرائع وطريق السيل وطريق المدينة المنورة وطريق مكة
المكرمة - جدة وطريق الهدا وطريق الوادي الأخضر.
وأشار بالقول: « سيتم تطبيق الغرامات المنصوص عليها التي تتضمن تغريم
المركبة بمبلغ 1500 ريال للمخالفة التي تضبط في مدخل مكة المكرمة، و3000
ريال للمخالفة التي تضبط في مداخل المشاعر المقدسة، و5000 ريال للمخالفة
التي تضبط داخل المشاعر المقدسة، إلى جانب ترحيل سائق المركبة غير السعودي
إذا كان يعمل لحسابه الخاص».
وأكد اللواء العجلان أن الخطط والاستراتيجيات الخاصة بالخطة المرورية لهذا
العام تلافت كافة الجوانب السلبية التي ظهرت خلال الأعوام الماضية، حيث
سيتم من خلالها الاستمرار في (خطة الصلاة) في المناطق المحيطة بالحرم من
خلال مرحلتين الأولى تبدأ قبل الصلاة بنصف ساعة،فيما تبدأ المرحلة الثانية
المحددة بالفترة من قبل الصلاة بساعة كاملة.
وأشار إلى أن خطة التصعيد إلى المشاعر المقدسة بدأت من الساعة السادسة صباح
الأول من ذي الحجة وحتى الثالثة عصراً من يوم عرفة شاملة مرحلة التروية
إلى مشعر منى، بينما ستبدأ تهيئة خطة النفرة من عرفات إلى منى من الساعة
الثالثة عصرًا من يوم عرفة وتستمر حتى يوم العيد.
واختتم أنه يجري النظر في تطوير الخطة المرورية بالعاصمة المقدسة لعدة
أسباب منها نفرة 70 في المائة من الحجاج من مشعر منى إلى الحرم يوم الثاني
عشر من ذي الحجة، وما يواكب ذلك من اختلاط المشاة بالمركبات وتداخل الخطوط
الرئيسة بالمنطقة المركزية بسبب وصول الحجاج إلى الحرم من جميع المحاور ،
حيث سيتم استخلاص كل ذلك من الدروس المستفادة بعد موسم حج كل عام.
وكشف مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون المرور أن الخطة لهذا العام ستتضمن
تحويل طريق الملك عبدالعزيز باتجاه واحد في كامل مساراته من نقطة محبس الجن
اتجاه المسجد الحرام إلى نهاية نفق السوق الصغير، وتحويل طريق إبراهيم
الخليل من الدائري الثاني (طريق عمر بن الخطاب) في كامل مساراته حتى ميدان
الشبيكة، إلى جانب تحويل طريق أم القرى من ميدان الشبيكة ونفق السوق الصغير
في كامل مساراته حتى شارع عبدالله عريف «ميدان الدوارق»، وكذا تحويل طريق
جبل الكعبة من شارع إبراهيم الخليل (ميدان الشبيكة) وحتى الدائري الثاني.