2011/11/26 الساعة 4:16 بتوقيت مكّة المكرّمة
دعا
رئيس الوزراء المصري الجديد، الدكتور كمال الجنزوري، المعتصمين في ميدان
التحرير وشباب الثورة إلى إمهاله «شهرين» حتى يمكن أن يحقق مطالبهم، وقال
الجنزوري في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، إن الاعتصام
والتظاهر سيعوق مهمته في الوزارة الجديدة، كما يعوق أي عمل يقوم به أي شخص
لأنه مرتبط بالملف الأمني ويترتب عليه عدم استقرار، وبالتالي يجب أن يعطي
المتظاهرون فرصة للحكومة الجديدة ولو لمدة شهرين حتى تستطيع أن تؤدي
الأدوار المكلفة بها.
وحول اعتراض شباب الثورة على اختياره من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة
رئيسا لحكومة الإنقاذ الوطني، باعتباره من رموز النظام السابق، قال
الجنزوري إن الاعتراض طبيعي وهو حق مكفول للجميع، فبعد اختيار أي شخص لمنصب
معين طبيعي أن تكون هناك مجموعة مؤيدة له وأخرى رافضة.
وبخصوص اعتصام المتظاهرين أمام مجلس الوزراء اعتراضا على اختياره، قال إنه
«لن يذهب إلى مقر الحكومة إلا بعد حلف اليمين، وأن عصام شرف رئيس الحكومة
السابق مستمر في تسيير الأعمال حتى ينتهي من تشكيل وزارته».
وأضاف أن لديه ماضيا عمل فيه مع الفلاح والعامل لمدة ثلاثين عاما ولديه
قاعدة كبيرة في هذه القطاعات، مشيرا إلى أن هذا لا يقلل من شأن المتظاهرين
في التحرير أو في أي ميدان آخر، فكلهم مصريون نتقبل وجهات نظرهم.
وشدد الجنزوري على أن صلاحيات الحكومة الجديدة غير مسبوقة في اتخاذ
القرارات وتنفيذها وتعطي لرئيس الوزراء سلطات مواجهة الأزمات بشكل مباشر،
موضحا أنه سيبدأ مشاورات تشكيل الحكومة اعتبارا من اليوم (السبت)، رافضا أن
يحدد إذا ما كانت ستضم كافة التيارات السياسية أم لا، لكنه أكد أنها ستسعى
لضم نسبة كبيرة من الشباب، وأنه سيسعى للانتهاء من تشكيلها خلال هذا
الأسبوع.
ونوه رئيس الوزراء المصري، إلى أن أولويات عمل الحكومة الجديدة ستركز في
الأساس على الملف الأمني وكيفية عودة الاستقرار للشارع، وكذلك الملف
الاقتصادي حتى يمكن الدفع بعجلة الإنتاج في الفترة المقبلة.
وكان المشير حسين طنطاوي، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة
أصدر قرارا أمس بتعيين الدكتور كمال الجنزوري، (78 عاما)، رئيسا للوزراء
وتكليفه تشكيل حكومة إنقاذ وطني مع منحه كافة الصلاحيات التي تعاونه على
أداء مهمته بكفاءة تامة. وبينما قوبل قرار تعيين الجنزوري بتعليقات ساخرة
من جانب شباب الثورة والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي («تويتر» و«فيس
بوك»)، بسبب كبر سنه وانتمائه لنظام الرئيس السابق مبارك. قرر مئات
المتظاهرين إغلاق شارع مجلس الوزراء وإعلان اعتصام مفتوح لمنع دخول
الجنزوري.
وقال الجنزوري، في مؤتمر صحافي، أمس، عقده بمكتبه القديم بمقر معهد التخطيط
القومي بمدينة نصر (شرق القاهرة)، عقب مقابلة المشير طنطاوي، «إنه في جميع
الوزارات السابقة خلال الستين عاما الماضية كان يصدر ما يسمى قرار
التفويض، وهو قرار جمهوري يمنح رئيس الوزراء الكثير من سلطات رئيس
الجمهورية الواردة في قوانين الدولة؛ إلا أنه عندما سيصدر قرار التفويض
لحكومتي سترون أن الصلاحيات الممنوحة فيه لرئيس الوزراء تفوق بكثير التي
كانت ممنوحة في السابق»، مضيفا: «من يتولى المسؤولية الآن لا بد أن يتأكد
مما سيفعله من أجل هذا البلد؛ وإلا فعليه أن ينام في بيته، أو يبكي على ما
يحدث لمصر عند استضافته في وسائل الإعلام».
وأشار الجنزوري إلى أنه قد طلب بعض الوقت من المشير طنطاوي للإعلان عن
تشكيل حكومته الجديدة، مؤكدا أن التشكيل لن يكتمل قبل بدء الانتخابات
البرلمانية المقرر لها الاثنين المقبل. وبذلك، تكون حكومة تسيير الأعمال
برئاسة الدكتور عصام شرف هي المسؤولة عن متابعة المرحلة الأولى من
الانتخابات.
وحول تشكيل حكومته، قال: «أنا لا أعرف الكثير من الوزراء الحاليين، وإنني
أطلب من أي ائتلاف شبابي أو تيارات سياسية أن تطرح الأسماء المرشحة، لأننا
سنعمل جميعا من أجل مصر»، مشددا على أنه لن تكون هناك أي مجاملات في اختيار
الوزراء.
وقال الجنزوري إن لديه تأكيد أن المشير والمجلس لا يرغبون في الاستمرار في
السلطة، «لذلك قبلت الوزارة، ولو كنت أعلم أن المشير والمجلس راغبون في
الاستمرار، ما كنت قبلتها». إلى ذلك، أطلق شباب الثورة والمدونون المصريون
سيلا من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي («تويتر» و«فيس
بوك»)، بشأن اختيار الجنزوري رئيسا للحكومة الجديدة، وأنشأت مئات الصفحات
التي تتهكم على اختياره لهذا المنصب، في قرار مخالف لإرادة شباب الثورة في
التحرير.
وقال أحد الشباب «الجنزوري اختيار موفق.. مش هيلحق يطمع في الكرسي والسر
الإلهي هيطلع قبل ما يتبت فيها»، ورد عليه آخر «أنا سامع إنهم هايعينوا
تحتمس الثالث وزير إنتاج حربي».
وعلق أحد الناشطين: «فقط في مصر تلاقي واحد كان رئيس وزراء قبل ما تتولد
وبقدرة قادر يبقي رئيس وزراء تاني بعد ما تتخرج من الجامعة»، وتابع: «إحنا
قولنا مش عايزين حد من النظام القديم، جابولنا حد من النظام العتيق، ولو
رفضناه هيجيبوا لنا حد من شباب ثورة 1919». ورفعت إحدى الفتيات لافتة في
التحرير تقول فيها: «بعد ما عين المشير الجنزوري.. الهتاف يتعالى سعد سعد
يحيا سعد».
وحول المؤتمر الصحافي الذي عقده الجنزوري أمس، وبدا عليه الإعياء، قال أحد
شباب الثورة «الجنزوري بياخد نفسه في 3 دقائق، وبيكح في دقيقتين، مع العلم
أن المؤتمر الصحافي كانت مدته 7 دقائق.. الجنزوري بياخد نفسه بالعافية.. بس
الحمد لله صابغ شعره ومستعد».