2011/12/2 الساعة 15:39 بتوقيت مكّة المكرّمة
القاهرة 2 ديسمبر كانون الأول (رويترز) - يترقب المصريون اليوم الجمعة
إعلان نتائج المرحلة الاولى لانتخابات برلمانية يتوقع أن تحقق فيها أحزاب
إسلامية مكاسب كبيرة واحتشد محتجون في مسيرة لتأبين 42 شخصا قتلوا في
اشتباكات مع الشرطة الشهر الماضي.
وسيعزز نجاح الاسلاميين في المرحلة الاولى من الانتخابات في مصر أكبر
الدول العربية سكانا اتجاها ساد في شمال افريقيا. ويقود إسلاميون معتدلون
حكومتي المغرب وتونس بعد فوزهم في انتخابات جرت في الاونة الاخيرة.
وشهدت مصر أول انتخابات حرة منذ ثورة 1952 ويبدو أن المصريين يريدون منح
الاسلاميين فرصة. وقال رمضان عبد الفتاح وهو موظف يبلغ من العمر 48 عاما
"جربنا الجميع.. لم لا نعطي فرصة للشريعة الاسلامية؟"
وقد يحاول البرلمان الذي لن تعرف تشكيلته النهائية إلا بعد انتهاء التصويت
في المراحل الثلاث في يناير كانون الثاني تحدي سلطة المجلس الاعلى للقوات
المسلحة الذي يتولى إدارة شؤون البلاد منذ أن أطاحت ثورة يناير بالرئيس
السابق حسني مبارك في فبراير شباط.
ويتوقع أن تعلن نتائج المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية في وقت لاحق اليوم.
وقال المجلس الذي يتعرض لضغوط متزايدة حتى يسلم السلطة للمدنيين إنه
سيحتفظ بسلطات تكليف وإقالة الحكومة بينما قال رئيس حزب الحرية والعدالة
المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين هذا الاسبوع إن الاغلبية البرلمانية يجب
أن تشكل الحكومة.
ويخشى بعض المصريين من أن يحاول الاخوان فرض قيود دينية على بلد يعتمد على
السياحة وبه أقلية مسيحية تشكل 10 في المئة من تعداد السكان في مصر
والبالغ 80 مليون نسمة.
لكن مسؤولين في الاخوان قالوا إن هدفهم هو القضاء على الفساد وإنعاش الاقتصاد والتأسيس لديمقراطية حقيقية في مصر.
ودعا محتجون شبان إلى تنظيم احتجاج في ميدان التحرير بعد صلاة الجمعة
اليوم لتأبين 42 مصريا قتلوا في اشتباكات مع الشرطة والتأكيد على مطلبهم
بأن يسلم الجيش السلطة للمدنيين على الفور.
ويراقب العالم الانتخابات المصرية عن كثب ويحرص على استقرار مصر لاسباب من
بينها معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل وقناة السويس التي تربط
أوروبا بآسيا. وكانت مصر أيام مبارك حليفة في مكافحة التشدد الاسلامي في
المنطقة.
وحث الاتحاد الاوروبي وواشنطن قادة المجلس العسكري المصري على تسليم
السلطة للمدنيين بسرعة لكنهما يخشيان أيضا أن يقوض حكم الاسلاميين لمصر
الحريات ويهدد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
وقالت جماعة الاخوان المسلمين في موقعها على شبكة الانترنت إن حزب الحرية
والعدالة المنبثق عن الجماعة سيفوز بنحو 43 في المئة من المقاعد المخصصة
للقوائم الحزبية في المرحلة الأولى التي مرت بسلام وشهدت نسبة إقبال كبيرة
وبعض التجاوزات.
وأفاد موقع الاخوان بأنه يتوقع أن يحصل حزب النور وهو من الاحزاب السلفية
المحافظة التي تأسست بعد ثورة يناير على ما يصل إلى 30 في المئة من مقاعد
البرلمان. وقال حزب النور أمس الخميس إنه يتوقع أن يفوز بنسبة 20 في المئة
من المقاعد.
وقالت الكتلة المصرية التي تضم أحزابا ليبرالية إنها في طريقها للفوز بنحو خمس الاصوات في قوائم الاحزاب.
وقالت حركة شباب 6 ابريل والتي لعبت دورا كبيرا في الثورة إن فوز الاسلاميين بالانتخابات يجب ألا يثير المخاوف.
وحث مراقبون محليون على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة قبل المرحلتين المقبلتين
من التصويت حتى لا تتكرر المخالفات لكنهم قالوا إن هذه الانتهاكات لا تضر
بشرعية الانتخابات.
وقال الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات في إشارة لترويع الناخبين على
نطاق واسع أيام مبارك إنه حتى مع تكرار الانتهاكات ومن بينها بعض أشكال
التزوير فإنها لا تقارن بما كان يحدث في السابق.
وإذا حصل حزبا الحرية والعدالة والنور على عدد المقاعد التي يتوقعاها
فيمكنهما تشكيل أغلبية برلمانية قوية لكن لم يتأكد بعد أن الاخوان يريدون
هذا التحالف فربما يفضلون تشكيل ائتلاف أوسع لضمان الاستقرار.
وكان عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة قال قبل الانتخابات إن
السلفيين الذين كانوا بعيدين عن السياسة في مصر طوال حكم مبارك سيكونون
عبئا على أي تحالف. ومن جانبهم يعتقد السلفيون أن الاخوان قبلوا بحلول وسط
كثيرة ليكونوا على الساحة السياسية.
وقد يسعى حزب الحرية والعدالة إلى الدخول في شراكة مع أحزاب أخرى مثل حزب
الوفد الليبرالي أو حزب الوسط الاسلامي المعتدل والذي سعى أعضاء سابقون في
الاخوان لتأسيسه عام 1996 لكنهم لم يحصلوا على ترخيص بالتأسيس إلا بعد
الثورة.
وأبرز بيان صدر عن حزب الحرية والعدالة نية الجماعة على أن تبقى عملية وأكد أن الحديث عن تشكيل البرلمان للحكومة مازال مبكرا.
وقال البيان "يؤكد الحزب أن تكوين البرلمان والتحالفات البرلمانية يرتبط
بالنتائج النهائية للمراحل الثلاث والتي ستظهر في الغالب برلمانا متوازنا
يعبر عن مختلف فئات الشعب المصري. ونحن ملتزمون مع كل أحزاب التحالف
الديمقراطي ولم يتم اى اتصال في هذا الشأن بيننا
وبين أي طرف أخر من أطراف العملية الانتخابية. كما يعلن الحزب أن الحديث
عن الحكومة المقبلة لا يزال مبكرا وان المهمة الأولى بالرعاية الآن هي
التعاون بين الجميع والتحلي بروح المسئولية للعبور بالبلاد من المرحلة
الانتقالية إلي تأسيس جديد لمؤسسات الدولة المصرية جميعها."
ويرجح أن تكون أولوية الاخوان الذين حققوا شعبية بين المصريين بسبب
المساعدات التي كانوا يقدمونها للفقراء في عهد مبارك هي النمو الاقتصادي
للتخفيف من وطأة الفقر وإقناع الناخبين بأحقيتهم في الحكم.
وقبل المجلس العسكري استقالة حكومة رئيس الوزراء السابق عصام شرف بعد
احتجاج على حكمه الشهر الماضي بعد مقتل 42 شخصا معظمهم بالقرب من ميدان
التحرير.
وكلف المجلس العسكري الاسبوع الماضي كمال الجنزوري رئيس الوزراء الاسبق
بتشكيل حكومة إنقاذ وطني خلال يوم أو يومين لكن الجنزوري أقر بأن خمسة
مرشحين محتملين للرئاسة في مصر رفضوا دعوات للانضمام إلى حكومته وعبر مؤخرا
عن امله في الاعلان عن تشكيل الحكومة غدا السبت