غالى: مشاكل مصر تتطلب تعاوناً دولياً والجيش لديه ما يكفى من أزمات الإثنين، 12 ديسمبر 2011 - 01:42
بطرس بطرس غالى
(رويترز)
قال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالى، إن مشاكل
مصر لا يمكن حلها فى مصر، فهى تتطلب تعاون دول أخرى، مضيفاً أن موقع
القاهرة فى قلب الشرق الأوسط سيرغم قادتها الجدد على النظر إلى الخارج.
وأضاف غالى لرويترز، الأحد، إنه ينبغى للساسة الجدد فى مصر تحويل اهتمامهم
من الفوز بأصوات الناخبين فى الداخل إلى ضمان التأييد فى الخارج، لحل مشاكل
مصر الملحة من اقتصاد آخذ فى التراجع، ونقص محدق فى المياه وانفجار سكانى.
وأضاف بطرس غالى الذى شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة من 1992 إلى
1996 أن الطبقة السياسية الجديدة فى مصر بما فى ذلك الأحزاب الإسلامية التى
سجلت تقدماً فى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية تتجاهل مشاكل
البلاد.
وقال بطرس غالى البالغ من العمر 89 عاما، "معارضتى للحركة الأصولية ليست
للحركة فى حد ذاتها، إنها حقيقة أنهم سيغلقون الأبواب ويعزلون أنفسهم".
وأضاف متحدثاً فى مقر المجلس القومى لحقوق الإنسان، الذى يرأسه "هناك مشاكل لا يتحدث عنها أحد وهى مشاكل ملحة".
ومن بين المشاكل الكبيرة تراجع الاقتصاد، حيث يحجم السياح والمستثمرون عن
المجىء إلى البلاد بسبب الاضطرابات، ومن الصعوبات الأخرى الحاجة لإعالة
مليون أو مليونى شخص يضافون سنوياً إلى السكان البالغ عددهم بالفعل 80
مليون نسمة.
وقال بطرس غالى "الرأى العام يولى اهتماماً أكبر لما يجرى فى الضفة الغربية
وقطاع غزة، بدلاً من الاهتمام بما يجرى فى البلدان الأفريقية، حيث توجد
منابع النيل".
وأضاف، "إذا قرأت كل الشعارات التى استخدمتها الثورة منذ 25 يناير فلن تجد
كلمة واحدة عن الشئون الخارجية"، منتقداً الجماعات من مختلف الانتماءات
السياسية التى برزت منذ بدء الحركة الاحتجاجية فى وقت مبكر من هذا العام.
وقال بطرس غالى "بالنسبة إلى المصريين النيل نهر مصرى"، معرباً عن أسفه لأن
مبارك فشل أيضاً فى معالجة مثل هذه القضايا من خلال حوار دولى أعمق.
وقال "على مدى 2000 سنة كانت هناك تقلبات.. إنهم يعيشون معاً ويتعايشون معاً.. لا توجد جيتوهات".
وأضاف "ليس الحال مثل التوتسى والهوتو فى رواندا" فى إشارة إلى عمليات الإبادة الجماعية عام 1994 فى الدولة الواقعة بوسط أفريقيا.
وقال بطرس غالى إنه يتعين على الجميع تقبل انتصار الإسلاميين بغض النظر عن الانتماء السياسى.
وتابع "ينبغى لكم ذلك إن كنتم تؤمنون بالديمقراطية، يجب أن نأمل فى أن
يتصرفوا باعتدال"، مضيفاً أنه يتطلع إلى "تعايش سلمى" مع القوى الأكثر
ليبرالية.
وكان بطرس غالى وزيراً للدولة للشئون الخارجية فى أواخر السبعينات وساعد فى
التفاوض على المعاهدة، وقال إنه لا يتوقع أن يقوضها أى زعيم مصرى جديد،
ملمحاً إلى أن الجيش سيمنع مثل هذه الخطوة.
وقال ضاحكاً "الجيش يعرف جيدا أين مصالحه، لديهم ما يكفى من المشاكل ولا مجال لإضافة مشكلة جديدة".