المخرج محمد رمضان يرحل عن الحياة بعد رحلة بحث عن السلام مع النفس.. العثور على جثته فى جبال سانت كاترين يصيب الوسط الفنى بصدمة.. والفنانون ينعونه: طريقة موتك وجعت قلوبنا.. وشقيقته: حسيت إنى هشوفه جثة
الأربعاء، 19 فبراير 2014 - 14:29
المخرج محمد رمضان حاملا البطاطين للفقراء
كتب محمود ترك
حالة من الحزن تسود الوسط السينمائى بعد رحيل المخرج الشاب محمد رمضان والعثور على جثته فى جبل سانت كاترين اليوم، حيث كان يأمل أصدقاؤه فى الوسط الفنى أن يكون بخير وينجو من تلك الكارثة التى وقعت لـ8 شباب قرروا أن يستمتعوا بجمال الطبيعة ويخوضوا مغامرة فى سانت كاترين، لكن القدر شاء أن تتحول الرحلة إلى مأساة وتهب عاصفة ثلجية لتغتال حلم وحياة 4 من الشباب ويصاب آخرون.
وكتب المخرج محمد خان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك "أحزننى للغاية خبر وفاة المخرج محمد رمضان الذى أحزن أيضا جميع أصدقائه ومعارفه فكنا جميعا نأمل وندعو الله بنجاته.. رحمه الله وأدخله فسيح جناته"، بينما قال المؤلف عبدالرحيم كمال "رحم الله محمد رمضان المخرج الشاب وكل شهداء مصر تجاه ولا حول ولا قوة إلا بالله".
ومن جانبه، قال المنتج شريف مندور "الله يرحمك يا رمضان.. كلامك وطريقة موتك وجعت قلبى، وأرجو من الجميع احترام حرمة الموت وعدم نشر صور الجثامين أو المتاجرة السياسية"، وكتب المخرج أحمد خالد على صفحته بالفيس بوك: قابلته مرات قليلة لكن الموت بيختار دايماً بعناية.. الله يرحمه.
فيما قال المخرج أحمد رشوان: لن أقول لك مرة ثانية "أنت جيت يا رمضان"، وقال المخرج أكرم فريد: لم ينل اليأس منك يوما، أعلم أنك الآن تخلصت من كل ما كان يثقل كاهلك، أصبحت روحا طليقا صادقا كما كنت تحلم دائما.
وقالت شيرين شقيقته: إنها كانت تتمنى أن يتم إنقاذه ويتم التعامل مع الأمر بشكل أكثر جدية، وأنها منذ أول أمس الثلاثاء كانت تعرف أنه لن يعود مرة أخرى، حيث تملكها إحساس قوى بأنها ستراه جثة، وأضافت أن آخر اتصال هاتفى معه قال لها فيه: خدى بالك من نفسك.
وتخرج محمد رمضان فى معهد السينما قسم الإخراج عام 2010، وحمل مشروع تخرجه عنوان "حواس"، وتمتع وسط أصدقائه بسيرة طيبة، بل إنه كان دائما يبادر إلى أعمال الخير ورسم البسمة على وجوه الأطفال والمشردين والذين يعيشون فى مناطق عشوائية، وكثيرا ما شارك رمضان فى حملات توزيع البطاطين على الفقراء لكى تقيهم من شرور البرد، وتدفئهم فى ليالى الشتاء، وهو ما دعا أحد أصدقائه لنعيه قائلا "محمد رمضان اللى لف ع المحتاجين يوزع عليهم بطاطين تحميهم قرصة النوم فى البرد .. مات من البرد".
محمد رمضان فى رحلته الأخيرة إلى سانت كاترين كان ذاهبا ليبحث عن السلام مع النفس، وسط ضغوط الحياة من حولنا، والمشاكل والأزمات التى تحيط بنا، فهو كان ينظر للسعادة من منطلق خاص، ليس الشهرة أو المال، وإنما كيف يجعل الناس سعداء، وكيف يصل إلى السلام مع النفس بل إنه كتب يوم 9 فبراير على صفحته بالفيس بوك وقبل أن يقوم برحلته الأخيرة: بعد ما الواحد شاف الطبيعة والناس الطيبة فى أسوان وقدر يخطف شوية من السلام النفسى الموجود هناك، بصراحة الواحد نفسه اتفتحت للبعد عن المرضى النفسيين اللى بيحاوطونا. أذن فلنهرب للطبيعة".
رمضان الذى كان يقوم بتدريس مادة الإخراج فى المعهد العالى للسينما، لم يكتف بعمله، بل كان من أهم الوجوه فى ميدان التحرير، وواحدا من الذين حلموا بالتغيير الحقيقى، ولم يتوقف عن الحلم، ولم يتاجر بحلمه مثل البعض، ولم يقرر أن يتحول إلى ناشط ثورى يظهر فى القنوات الفضائية ويصرخ مطالبا بالتغيير، بل سعى بمجهودات بسيطة إلى تغيير الواقع ورسم البسمة على شفاه البسطاء، وذهب إلى مناطق عشوائية، وسافر إلى عدة محافظات مصرية كان آخرها أسوان لكى يقابل وجوها مصرية يعطيها الأمل فى الغد ويجد السلام الداخلى مع نفسه.