نذر الحرب تخيم على شرق أوروبا.. مجلس الاتحاد الروسى يمنح "بوتين" الضوء الأخضر للتدخل عسكريًا بأوكرانيا.. وكييف تعلن الاستنفار فى الجيش.. وتطلب الحماية من مجلس الأمن.. وواشنطن: وساطة دولية لحل الأزمة
الأحد، 2 مارس 2014 - 00:52
قوات روسية تتأهب على الحدود الأوكرانية استعدادًا لتدخل عسكرى
كتب محمد فتحى ومحمد شويحى
لم تمر سوى أيام قليلة على عزل الرئيس فيكتور يانكوفيتش من منصبه، حتى دخلت أوكرانيا إلى منعطف خطير قد يقودها مع حلفائها الغربيين إلى حرب شرسة مع روسيا، يمكن أن تكون بمثابة الشرارة التى تتسبب فى إشعال حرب بين الدب الروسى من ناحية، وأمريكا والغرب من ناحية أخرى، ترقى لتصبح حربا عالمية ثالثة، حيث اعتبرت السلطات الروسية أن الإطاحة بنظام "يانكوفيتش" انقلاب صريح على الشرعية، لكى لا تخرج أوكرانيا من عباءة الدب الروسى.
وفى تطور سريع للأحداث فى الدولة "الشرق أوروبية"، والتى كانت خاضعة لحكم الاتحاد السوفيتى سابقا، وافق مجلس الاتحاد الروسى بناء على طلب من الرئيس فلاديمير بوتين، باستخدام قوات من الجيش الروسى للتدخل العسكرى فى أوكرانيا، لضبط الوضع بالبلاد، وحماية الروس المقيمين بأوكرانيا.
ودعا مجلس الدوما الروسى "بوتين"، إلى اتخاذ التدابير اللازمة لاستقرار الوضع فى شبه جزيرة القرم، واستخدام كل فرصة لحماية شعب القرم من الطغيان والعنف، وفقا لرئيس مجلس النواب فى البرلمان الروسى سيرجى ناريشكين.
وصوت الاتحاد الروسى، بأغلبية ساحقة لصالح الاقتراح باستخدام "القوات المسلحة للاتحاد الروسى على الأراضى الأوكرانية، إلى أن يعود الوضع الاجتماعى والسياسى فى البلد إلى طبيعته"، وقال المجلس إن القرار أصبح نافذُا على الفور، كما أعلن مجلس الاتحاد الروسى أنه سيطلب من "بوتين"، استدعاء السفير الروسى بواشنطن، واعتبر نائب رئيس مجلس الاتحاد يورى فوروبيف، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تجاوز "خطا أحمر" و"أذل الشعب الروسى"، عندما أعلن الجمعة أن أى تدخل عسكرى فى أوكرانيا له "ثمن"، بحسب مشاهد عرضها التليفزيون الروسى.
ومن ناحية أخرى نوه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إلى وقف المباحثات التجارية مع روسيا حال تدخلها العسكرى فى أوكرانيا، موضحا أن هناك إمكانية إلغاء خطط مشاركة الرئيس أوباما فى قمة مجموعة الثمانية، المقرر عقدها فى المدينة الروسية سوتشى فى يونيو المقبل، وذكر وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل أن واشنطن تحاول التعامل مع الأزمة الأوكرانية بطريقة دبلوماسية، وهو التوجه الذى وصفه بأنه المناسب والمسئول.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة "سامانثا باور"، فى تصريحات للصحفيين أمس، إن بلادها ترغب بتشكيل بعثة وساطة مستقلة وذات مصداقية، من أجل أوكرانيا، مقترحة أن تضم البعثة، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة "روبرت سيرى"، وخبراء من منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، وعلى جانب آخر أرجأ روبرت سرى، زيارته اليوم إلى القرم، لأسباب لم يتم الإعلان عنها.
وعلى الجانب الأوكرانى، أعلن الرئيس الانتقالى فى كييف، حالة الاستنفار الأمنى للجيش، ورفع درجة الاستعداد للدرجة القصوى، تحسباً لأى طارئ خصوصا بعد إعلان مجلس الاتحاد الروسى تصريحه للتدخل العسكرى فى أوكرانيا، كما دعا السياسى "فيتالى كليتشكو"، الأوكرانيين بإعلان التعبئة العامة فى صفوف الجيش لمواجهة روسيا، وقال كليتشكو فى بيان: "على البرلمان أن يطلب من قائد الجيش إعلان التعبئة العامة بعد بدء العدوان الروسى على أوكرانيا"، داعيًا أيضًا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى.
وأوضح مندوبون بمجلس الأمن الدولى، أن المجلس سيعقد اجتماعاً طارئاً بخصوص أزمة أوكرانيا اليوم، بعدما أعلنت روسيا عن خطط لإرسال قوات مسلحة إلى منطقة القرم، التى تتمتع بحكم ذاتى فى أوكرانيا، كما أعلنت مسئولة السياسة الخارجية فى أوروبا كاثرين آشتون، عقد اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين بشأن أوكرانيا، وذكرت آشتون فى تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" أن المشاورات ستبدأ فى الساعة الواحدة بالتوقيت المحلى، الاثنين المقبل.
وأعلنت الدول الحلفاء فى "الناتو"، أنهم سيجرون مشاورات مكثفة اليوم، بشأن الأنشطة العسكرية فى شبه جزيرة القرم ذات الحكم الذاتى، وقال الأمين العام للحلف أندرس فوج راسموسن، فى تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" إنه صار من المحتم بذل الجهد للحد من تفاقم الوضع فى شبه جزيرة القرم، مضيفا أنه يتعين على روسيا احترام استقلال أوكرانيا وسيادتها على أراضيها وحدودها الجغرافية.
وفى تحد خطير للوضع الذى من المحتمل أن تنفجر تداعياته على العالم أجمع، ذكرت الحكومة الانتقالية بأوكرانيا أمس، أن ثمانى طائرات نقل عسكرية روسية هبطت فى شبه جزيرة القرم محملة بشحنات غير معروفة.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، مساء أمس عن المتحدث قوله "إن الطائرات الروسية هبطت فى قاعدة جوية تقع شمال "سيمفيروبول" عاصمة القرم، مشيرا إلى أن جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرات الروسية المذكورة رفضوا الإفصاح عن هويتهم.
فيما طلبت أوكرانيا، أمس السبت، من الولايات المتحدة وأعضاء كبار آخرين بمجلس الأمن الدولى، المساعدة فى حماية وحدة أراضيها، بعدما أعلنت روسيا خططاً لإرسال قوات مسلحة إلى منطقة القرم الأوكرانية، التى تتمتع بحكم ذاتى.
وقال يورى سيرجييف سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة للصحفيين، بعدما تحدث فى اجتماع مغلق للمجلس بشأن الأزمة فى بلاده، "يمكننا وقف اتساع العدوان".
وأضاف أن التدخل العسكرى الروسى ينتهك اتفاقاً وقع فى 1994 بخصوص ضمان وحدة أراضى أوكرانيا، ودعا الأعضاء الأربعة الآخرين الدائمى العضوية بالمجلس إلى استخدام نفوذهم الدبلوماسى لمساعدة بلاده.
وقال سيرجييف، "ما نفعله الآن هو أننا نخاطب الضامنين الآخرين (لسيادة أوكرانيا)، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين، لتنفيذ الضمانات".
ومضى يقول "ما زالت هناك إمكانية لأن يتحدث زعماء العالم مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ويمنعوا مزيداً من التدهور فى الوضع، وقال مارتن نسيركى المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان جى مون يعتزم التحدث مع بوتين هاتفياً.
وقال للصحفيين، يجدد الأمين العام دعوته إلى الاحترام الكامل لاستقلال وسيادة ووحدة أراضى أوكرانيا، ويدعو إلى عودة فورية للهدوء وإلى حوار مباشر بين كل الأطراف المعنية لحل الأزمة الحالية، واجتمع مجلس الأمن الدولى للمرة الثانية فى يومين بناءً على طلب من بريطانيا.
وقال سفير بريطانيا مارك ليال جرانت، للصحفيين فى طريقه للاجتماع، إنه دعا إليه لمعرفة "المبرر الذى تزعم روسيا أنه لديها" بخصوص أعمالها فى أوكرانيا.
وقال دبلوماسيون، إن مناقشات حامية دارت خلال الجلسة المغلقة بخصوص ما إذا كان ينبغى عقد اجتماع علنى مثلما طالب مندوبو الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، أو إبقاء كل الاجتماعات سرية كما تريد روسيا.