النص الكامل لكلمة السيسى: أترشح للرئاسة تلبية لرغبة الشعب.. حقى لا يحجب طموح الآخرين.. ومصر لن تكون ملعباً لقوى داخلية أو خارجية..والمستقبل مسئولية الجميع بالعمل الشاق وأعدكم بالأمان و بالأمل
الأربعاء، 26 مارس 2014 - 21:50
المشير عبد الفتاح السيسى
كتب محمد أحمد طنطاوى
= قررت إنهاء خدمتى والترشح للرئاسة
= لا أحد يستطيع أنْ يُصبحَ رئيسًا لهذهِ البلادِ دونَ إرادةِ الشعبِ
= علينا العمل الشاق وغير مقبول أن نعتمد على الإعانات
= مصرُ ليست ملعبًا لطرفٍ داخلى أو إقليمىٍ أو دُوَلىٍ ولن تكون
= نريدُ الوطنَ لكل أبنائِهِ دونَ إقصاءٍ أو استثناءٍ أو تفرقةٍ وأى مصرى أو مصريةِ لم تتمُ إدانته بالقانونِ الذى نخضعُ لهُ جميعًا
= الشعب هو شريكٌ فاعلٌ فى المستقبلِ بغيرِ حدودٍ أو قيود
قال المشير عبد الفتاح السيسى، موجهًا كلامه لشعب مصر، إنه يقف أمام المصريين للمرة الأخيرة بالزى العسكرى، بعد أن قرر إنهاء خدمته وزيرًا للدفاع فى خدمة الوطن، مشيرًا إلى أنه تشرف بارتداء الزى العسكرى.
وأضاف خلال كلمته الأخيرة كوزير للدفاع، عبر التليفزيون المصرى أنه لا يصح أن يجبر أحدًا على انتخاب رئيس لا يرغبه، مؤكدًا تواضعه واحترامه للمرشحين، مشيرًا إلى أنه اعتزم بكل تواضع الترشح لرئاسة الجمهورية.
وأوضح أن موقف المصريين هو الذى سيعطيه الشرف العظيم، ليمتثل لندائه، مؤكدًا أنه يعتبر نفسه جنديًا مكلفًا من الشعب المصرى، منوهًا بأن أى موقف سيؤمر به سيوجد به.
وأضاف: "مصر لن تكون ملعبًا لقوى خارجية أو داخلية، مشيرًا إلى أن مصر لا تتدخل فى شئون الآخرين ولا تقبل التدخل فى شئونها، وأن أمامنا تحديات كبيرة وأن من حق المصريين أن يعيشوا بكرامة وأن يكون لهم الحق فى العمل والسكن والصحة.
وتابع : "لا يمكن على الإطلاق أن يجبر أحد المصريين على انتخاب رئيس مش عاوزينه الموضوع ده انتهى خلاص، وحق الترشح لرئاسة الجمهورية لا يحجب حق الغير فى طموحه فى الوصول للمنصب دون إقصاء".
واستطرد خلال كلمته: "إن صناعة المستقبل مسئولية الحاكم وشعبه، ولن ينجح الحاكم بمفرده، بل بالعمل وتأدية الواجب، مشيرًا إلى أهمية الإرادة والتصميم على تحقيق الهدف والعمل الجاد من أجل الوطن، وإن مصر بلد له هيبته وله دوره الإقليمى والريادى بالمنطقة".
والى النص الكامل لكلمة المشير السيسى : شعب مصر العظيم..
اليوم، أَقِفُ أمامَكم للمرةِ الأخيرة بزيّى العسكرى، بعد أن قررتُ إنهاء خدمتى كوزير للدفاع.. قضيتُ عمُرى كله جنديًا فى خدمة الوطن، وفى خِدْمةِ تطلعاته وآمالِهِ، وسأستمرْ إن شاء الله.
"اللحظة دى لحظة مهمة جدًا بالنسبة لى، أول مرة لبست فيها الزى العسكرى كانت سنة 1970، طالب فى الثانوية الجوية عمره 15 سنة.. يعنى حوالى 45 سنة وأنا أتشرف بزى الدفاع عن الوطن.. النهاردة، أترك هذا الزى أيضًا من أجل الدفاع عن الوطن".
السنوات الأخيرة من عمر الوطن بتأكد أنّه لا أحد يستطيع أنْ يُصبحَ رئيسًا لهذهِ البلادِ دونَ إرادةِ الشعبِ وتأييده.. لا يمكنُ على الإطلاقِ، أنْ يجبرَ أحد المصريينِ على انتخابِ رئيسٍ لا يُريدونَهُ.. لذلكَ، أنا وبكلِّ تواضعٍ أتقدمُ لكمْ مُعلِنًا اعتزامى الترشح لرئاسةِ جمهوريةِ مصرِ العربيةَ.. تأييدكم هو الذى سيمنحنى هذا الشرفَ العظيمْ.
أظهرَ أمامَكمْ مُباشرةً لكى أتحدثُ معكم حديثًا من القلب - كما تعودنا - لكى أقولُ لكم إننى أمتثلُ لنداءِ جماهيرَ واسعةٍ من الشعبِ المصرى، طلبت منى التقدمُ لنيلِ هذا الشرفِ.. أعتبرُ نفسى -كما كنتُ دائمًا- جنديًا مكلفًا بخدمةِ الوطنِ، فى أى موقع تأمر به جماهير الشعب.
مِن اللحظةِ الأولى التى أقفُ فيها أمامَكم، أريد أن أكونَ أمينًا معكم كما كنت دائمًا، وأمينًا مع وطنى، وأمينًا معَ نفسى.
لدينا نحن المصريين، مهمةَ شديدةُ الصعوبةِ، ثقيلةُ التكاليفِ، والحقائقَ الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية فى مصر، سواء ما كانَ قبلَ ثورةِ 25 يناير، أو ما تفاقمَ بعدَها حتى ثورةِ 30 يونيو - وصلَ إلى الحد الذى يفرضُ المواجهةَ الأمينةَ والشجاعةَ لهذه التحديات.
يجبُ أنْ نكونِ صادقينِ مع أنفسِنا، بلدُنا تواجهُ تحدياتٍ كبيرةٍ وضخمةْ، واقتصادُنا ضعيف.
فى ملايين من شبابنا بيعانوا من البطالةِ فى مصر، هذا أمرٌ غيرُ مقبولْ.
ملايينُ المصريين بيعانوا من المرضِ، ولا يجدوا العلاجِ، هذا أمرٌ آخر غيرُ مقبولْ.
مصر البلدُ الغنيةُ بمواردها وشعبها تعتمدُ على الإعاناتِ والمساعدات، هذا أيضًا أمرٌ غيرُ مقبول، فالمصريون يستحقونَ أنْ يعيشوا بكرامةٍ وأمنٍ وحريةٍ، وأنْ يكونَ لديهِمُ الحقُ فى الحصولِ على عملٍ وغذاءٍ وتعليمٍ وعلاجٍ ومسكنٍ فى متناولِ اليدْ.
أمامَنا كلنا كمصريين، مهامٌ عسيرةٌ:
- إعادةُ بناءِ جهازِ الدولةِ الذى يعانى حالةِ ترهلٍ تمنعه من النهوضِ بواجباتِهِ، وهذه قضيةٌ لابد من مواجهتِها بحزمٍ لكى يستعيدَ قُدرتَهُ، ويستردَ تماسكَهُ، ويصبحَ وحدةً واحدةً، تتحدثُ بلغةٍ واحدةْ.
- إعادةُ عجلةِ الإنتاجِ إلى الدورانِ فى كل القطاعات لإنقاذِ الوطنِ من مخاطرَ حقيقية بيمر بها.
- إعادةُ ملامح الدولة وهيبتها، التى أصابَها الكثيرُ خلالَ الفترةِ الماضيةِ.. مهمتُنا استعادةُ مِصرْ وبنائها.
ما شاهدته مصر خلال السنوات الأخيرة، سواءً على الساحةِ السياسيةِ أو الإعلاميةِ، داخليًا أو خارجيًا، جعلت من هذا الوطنَ فى بعضِ الأحيانِ أرضًا مستباحة للبعضِ، وقد آنَ الأوانُ ليتوقفَ هذا الاستهتارُ وهذا العبثُ، فهذا بلدٌ له احترامُهُ وله هيبتُهْ، ويجبْ أن يعلم الجميعُ أن هذهِ لحظةٌ فارقةٌ، وأنّ الاستهتارَ فى حقِ مصرَ مغامرةٌ لها عواقِبُها، ولها حسابُها، مصرُ ليست ملعبًا لطرفٍ داخلى أو إقليمىٍ أو دُوَلىٍ.. ولن تكون.
إننى أعتقدُ أن إنجازَ برنامجِ خريطةِ المستقبلِ، التى وضعتها القوى الوطنيةُ الأصيلةً، فى لحظةٍ حاسمةٍ من عمرِ الوطنِ، كان المهمةُ العاجلةُ أمامَنا، وعلى طريقِ تنفيذِ هذه المهمةِ فقد نجحنا بحمد اللهِ فى وضعِ الدستورِ، وها نحن نتخذ خطوتنا الثانية بإجراء الإنتخابات الرئاسية التى يعقبها الانتخابات البرلمانية بإذن الله.
إن اعتزامى الترشح، لا يصحُّ أن يحجبَ حقَّ الغير وواجبهِ إذا رأى لديه أهليةَ التقدمِ للمسئوليةِ، وسوف يُسعِدُنى أن ينجحَ أيًا من يختارَ الشعبُ، ويحوزَ ثقةَ الناخبين.
أدعو شركاءَ الوطنِ، أن يدركوا أننا جميعًا -أبناءَ مصر- نمضى فى قاربٍ واحدٍ، نرجو له أن يرسو على شاطئٍ النجاةٍ، ولن يكون لنا حساباتٌ شخصيةٍ نصفيّها، أو صراعات مرحليةٍ نمضى وراءها، فنحنُ نريدُ الوطنَ لكل أبنائِهِ، دونَ إقصاءٍ أو استثناءٍ أو تفرقةٍ، نَمُدُّ أيديِنا للجميعِ فى الداخلِ وفى الخارجِ، معلنين أنّ أى مصرى أو مصريةِ لم تتمُ إدانته بالقانونِ الذى نخضعُ لهُ جميعًا، هو شريكٌ فاعلٌ فى المستقبلِ بغيرِ حدودٍ أو قيود.
رغمَ كلِ الصعابِ التى يمرُّ بها الوطنُ، أقفُ أمامَكُم وليس بى ذرةُ يأسٍ أو شك، بلْ كلّى أملٌ، فى اللهِ، وفى إرادتِكُم القويةُ لتغييرِ مصرَ إلى الأفضلِ، والدفعِ بِها إلى مكانِها الذى تستحقُه بين الأممٍ المتقدمةِ.
لقد حققتُم بإرادتِكم الكثيرَ.. لم يكنْ الساسةُ أو الجيشُ هما اللذان أزاحا النظامينَ السابقينِ، ولكن أنتم الشعب.
الإرادةُ المصريةُ عظيمةٌ، نحنُ نعرِفُها وشهدناها، ولكن يجبْ علينا أن ندركَ أنهُ سوف يكون محتمٌ علينا، أن نبذلَ جميعًا أقصى الجهدِ لتجاوزِ الصعوباتٍ التى تواجَهُنا فى المستقبلِ.
صناعةُ المستقبلِ هى عملٌ مشتركٌ، هى عقدٌ بين الحاكم وبين شعبه، الحاكم مسئولٌ عن دوره وملتزم به أمامَ اللهَ وأمامَ شعبه، والشعب أيضًا عليه التزاماتٍ من العمل والجهد والصبر، لن ينجح الحاكم بمفرده، بل سينجح بشعبه وبالعمل المشترك معه.
الشعبُ المصرى كله يعلم أنه من الممكنِ تحقيقُ انتصاراتٍ كبيرةٍ، لأنهُ حققَها من قبلِ، ولكنّ إرادَتَنا ورغبتَنا فى الانتصارِ لابدّ أن تقترنَ بالعملِ الجادِ.
القدراتُ والموهبةُ التى يتمتعُ بها الشعبُ المصرى منذ 7 آلاف سنة يجب أن تتحالفَ مع العملِ الجاد.
العملُ الجادُ والمخلص من أجل الوطن هو السمةُ المميزةُ للدولِ الناجحةِ، وسوف يكونُ العملُ الشاقُ مطلوباً من كلِّ مصرىٍ أو مصرية قادر على العملٍ، وسأكونُ أولَ من يقدمَ الجُهدَ والعرقَ دون حدودٍ من أجلِ مستقبلٍ تستحقهُ مصرُ.. هذا هو وقتُ الاصطفافِ من أجلِ بلدنا.
الحقيقة أنا عايز أصارحكم -والظروفُ كما ترونَ وتُقدّرونَ- أنه لن يكون لدى حملةٍ انتخابيةِ بالصورةٍ التقليديةِ.. لكن بالتأكيد فإنه من حقّكُم أن تعرِفوا شكلَ المستقبلِ كما أتصورُهُ، وده حيكون من خلال برنامج انتخابى ورؤيةٌ واضحةٌ تسعى لقيامِ دولةِ مصريةِ ديمقراطيةِ حديثةِ، سيتم طرحهما بمجرد سماح اللجنة العليا للانتخابات بذلك.. لكن اسمحوا لى بأداءِ ذلكَ دونَ إسرافٍ فى الكلامِ أو الأنفاق أو الممارسات المعهودة، فذلك خارجِ ما أراهُ ملائمًا للظروفِ الآن.
نحنُ مهددونَ من الإرهابيين، من قِبَلِ أطراف تسعى لتدميرِ حياتِنا وسلامِنا وأمنِنا، صحيحٌ أنَ اليومَ هو آخرَ يومٍ لى بالزى العسكرى، لكننى سأظلُ أحاربُ كلَ يومٍ، من أجلِ مصرَ خاليةٌ من الخوفِ والإرهابٍ.. ليس مصر فقط، بل المنطقة بأكملها بإذن الله.. أنا قلت قبل كده وبكررها: "نموت أحسن، ولا يروع المصريين"
وأخيرًا أتحدثَ عن الأملْ.
الأملُ هو نتاجُ العملِ الجادِ. الأملُ هو الأمانُ والاستقرارُ.. الأملُ هو الحلمُ بأن نقودَ مصرَ لتكونَ فى مقدمةِ الدولِ، وتعودَ لعهدِها قويةً وقادرةً ومؤثرةً، تُعَلّمَ العالمَ كما عَلّمَتهُ من قبلْ.
أنا لا أُقَدّمُ المعجزاتِ، بل أقدّمُ العملَ الشاقَ والجهدَ وإنكار الذات بلا حدود.
وأعلموا، أنه إذا ما أتيح لى شرفُ القيادةِ، فإننى أعدُكُم بأننا نستطيعُ معًا، شعباً وقيادةً، أن نحققَ لمصرَ الاستقرارَ والأمانَ و الأملْ، بإذن الله.
حفظَ اللهُ مِصرَ، وحفظ شعبها العظيم.. والسلامُ عليكم ورحمته وبركات.